كثيرة هى حوادث السطو على أفكار الآخرين، رسائل جامعية نقلت بالحرف الواحد دون بذل أدنى مجهود، وكتاب يشار لهم بالبنان ، يطلون على مشاهديهم من خلال فضائيات يتحدثون عن الشرف ويتشدقون بالأمانة، فى حين أنهم ابعد ما يكونون عن هذا وذاك. فمنهم من سرق فصول تضمنتها مؤلفات هرع أصحابها الى القضاء الذى انصفهم ابتدائى واستئناف ضد من اقتبسوا أعمالهم، المثير للدهشة أن هؤلاء اللصوص مازالوا يوهمون أنفسهم بأنهم مبدعون ولولاهم لما استمرت صاحبة الجلالة، وليتهم اكتفوا بل راحو يصدقون أن جرائمهم طواها النسيان فكم هم غافلون. مناسبة الكلام تلك السقطة المروعة التى ابتلى بها السيد باسم يوسف، عندما انقض على نص لكاتب يهودى ينهل منه دون اشارة، ولو على استحياء، وفى النهاية ذيل اسمه بالبنط العريض، وعندما فضح أمره ساق تبريرات طفولية ساذجة بل وتافهة لا تليق ليس به فهو صار كالعدم بل بالمطبوعة التى نشرت المسروق وعليها التوقف، وطرده فورا من على صفحاتها غير مأسوف عليه. هكذا سقط الرجل فى نظر كثيرين، ومنهم كاتب تلك السطور، الذى سبق فى ذات المكان ان دافع عن برنامجه، منددا بوقفه لا لأنه مقتنع بما يقدمه من كلام وحركات وايماءات ولكن تمجيدا لحق البشر فى التعبير عما يرونه صوابا تلك هى الديمقراطية، فكيف أعود وأصدق ما يقوله، هذا اذا ما كان يتفوه به صادقا أصلا. وللاسف هناك من يرى الامر هينا بسيطا، وآخرون من باب المزايدة على خلق الله، قالوا لشبكة البى بى سى البريطانية إن أنصار النظام القائم فى مصر حالياً حاولوا استغلال الأزمة، لتقويض الدور الناقد الذى يمارسه هذا الباسم، ثم جنحوا للتنظير وكأنهم بصدد تحليل رأسمال المال لماركس العظيم، قائلين إن الأزمة على ما يبدو، ترتبط بالصراع السياسى داخل المحروسة، أكثر من كونها مسألة اقتباس أو سرقة مقال، ياله من استخفاف مقيت. ومن جانبنا لا يبقى سوى أن ننصح الرجل بأن يتجه لمهنته فهذا أفضل له ولنا شريطة ألا يفاجئنا أحد بأن بكالوريوس الطب مقتبس. لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد