"أنت سفير بلدك فى بلدك" ... عبارة مدهشة تأملتها على كارنيه شعبة قائدى المركبات "الأوتوبيسات" السياحية،ولم لا؟!! مظهر أنيق وأسلوب متحضر وسرعة فى التعامل مع الأزمات،وبدأت أفكر فيها طيلة حديثى مع رئيس شعبتهم "محمود الأبحر" فى أثناء سرده لمشكلاتهم وأوجاعهم التى تضخمت،وتحولت إلى مآس،عقب اشتعال ثورة 25 يناير،ثم أعقبتها الموجة الثانية فى 30 يونيو،مما كان له عظيم الأثر فى تراجع معدلات السياحة التى تعتبر مصدر رزقهم الوحيد،حيث كانت تلك العبارة مدخلا لإدراك أهمية وقيمة عمل تلك الشريحة المميزة،التى لم يولها مسئول بالدولة اهتمامه وسط ذلك الكم الهائل من الاعتصامات التى تضرب مفاصلها،بقوة،ووسط الاهتمام الشديد بتحسين وتطوير أركان أهم رافد للدخل القومى،إلا هى،بالرغم من أنها الأقل اعتصاما،وهو ما استوقفنى،وعند سؤالى:لماذا؟،سارع المنتمون لتلك الطبقة بالإجابة:لأن طبيعة عملنا جعلتنا نرتبط بعلاقات وطيدة مع مجموعة كبيرة من سائحى العالم الذين لا نريد أن يشاهدونا نستجدى حقوقنا المشروعة بصورة تسىء لبلدنا بالخارج،حقا أنه عمل "دبلوماسى"راق لا يقوم به إلا سفير واع بشئون الخاروعند حديثى مع رئيس شعبتهم،التى أنشئت حديثا،للدفاع عن حقوقهم المهدرة طيلة الأعوام السابقة،صعقتنى أحوالهم،فمن يصدق أنه لا يوجد تأمين لهم ضد الحوادث الإرهابية،بالرغم من أنهم أول المتضررين،وعلى الرغم من حساسية عملهم،حيث إنهم مسئولون عن أرواح ضيوف مصر،ومنهم من يكون مسئولا عن سلامة أرفع الوفود الرسمية لها،لذا مطالبون بأن يكونوا واجهة مشرفة لبلدهم قبل الشركة التى يعملون بها،فإننا نجد أسماءهم لا تذكر إلا عند وقوع حوادث التصادم،أو العمليات الإرهابية،دون الرجوع إلى أحوالهم،ومن سيعول أسرهم بعد فقدانهم،لأنهم ببساطة يعملون بتلك الشركات "أرزقية" بدرجة "سفراء"،عليهم كل الواجبات،ولا توجد أدنى الحقوق،وهذا ما يناضلون من أجله،حيث ينادون بعقد عمل موحد يشتمل على الحد الأدنى لأجر محترم،مما يكفل لهم معاشا يليق بما قدموه لبلدهم طيلة فترة عملهم فى خدمة ضيوفه،مع إلزام شركاتهم بالتأمين الصحى الشامل عليهم،وحمايتهم من استغلالها لهم ببنود واضحة تحدد فترة عملهم فيها،وتجرم الاعتداء على حقوقهم المالية،وفصلهم تعسفيا بذريعة أحوال السياحة المتدنية،وذلك لتاريخ طويل من تلاعب بعض تلك الشركات بهم،واستنزاف حقوقهم بشتى الحيل والطرق "القانونية"،مع اقتسام جزء معلوم من صافى أرباحها معهم،لأنهم عامل كبير ومهم فى تحقيقها،وهذه –فى رأيى- مطالب مشروعة يجب تلبيتها على وجه السرعة،مما يهيىء المناخ المناسب لعمل "سفراء مصر غير الرسميين". لمزيد من مقالات حسنى مبارك