لم يطلب الاسرائيليون أو الامريكيون من المصريين الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية،عندما كانت تجرى مباحثات السلام الثلاثية فى واشنطن تمهيدا لتوقيع أتفاقات كامب ديفيد، ولم يطلب الاثنان من الاردن مثل هذا الاعتراف عندما تم توقيع اتفاقية السلام مع اسرائيل، التى التزمت فى الاتفاقيتين المصرية والاردنية بالانسحاب إلى حدود 67تطبيقا لمبدأ عدم مكافأة المعتدى على عدوانه، الذى كان احد العناصر المهمة للقرار 242، ولو ان إسرائيل لم تلتزم بالانسحاب إلى حدود 67 لما تمكنت الاتفاقيتان من الصمود حتى الان. لكن بنيامين نتانياهو رئيس وزراء إسرائيل يصر على ان يفرض يهودية الدولة الاسرائيلية، شرطا لا غنى عنه لقبول إسرائيل اى اتفاق سلام مع الفلسطينيين، إضافة إلى سلسلة من المطالب الاخرى، أخطرها ابتلاع القدسالشرقية وضم كل الكتل الاستيطانية التى اقيمت على أرض الضفة الغربية، والابقاء على وجود عسكرى دائم لها فى غور الاردن..، ويحاول الامريكيون ترويج الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية على انه أعتراف بالامر الواقع فرضه قرار الاممالمتحدة 181الذى صدر عام 1947، وذكر إسرائيل كدولة يهودية فى أكثرمن30 موقعا من القرار، لكن القرار 181لم يلق قبول العالم العربى، ولم يكن ابدا جزءا من مرجعية عملية السلام! كما يحاول الامريكيون تصيد بعض أقوال الرئيس عرفات عام 2004 التى أعلن فيها أنه يقبل بوجود دولة يهودية!، وتذهب محاولة وزير الخارجية الامريكى جون كيرى إلى حد الاصرارعلى ان القانون الدولى يؤكد حق إسرائيل فى ان تكون دولة يهودية. وأظن ان كل الاسباب التى تسوقها واشنطن اسباب ملفقة تنهض على الخداع واجتزاء الحقائق لغرض فى نفس يعقوب!، وما يكشف عن وجود تآمر حقيقى ان اسرائيل تستطيع ان تعتبر نفسها دولة يهودية دون ان تلزم الجانب الفلسطينى او العربى قبول ذلك،خاصة انه يمكن ان يكون مسوغا عمليا لطرد الفلسطينيين العرب الذين يشكلون خمس السكان خارج إسرائيل واحياء مشروع الاردن وطنا بديلا للفلسطينيين. لمزيد من مقالات مكرم محمد أحمد