دعت جمعية الصحفيين والمجلس الوطنى للاعلام فى الامارات وفدا يمثل نقابة الصحفيين المصريين لحضور أولى جلسات محاكمة «الخلية الإخوانية» بمقر المحكمة الاتحادية العليا فى أبوظبى بهدف توفير كل ضمانات العدالة للمتهمين، هذه المبادرة جاءت تزامنا مع زيارة وفد الدبلوماسية الشعبية المصرى إلى الامارات فى ظل عودة العلاقات المصرية الإماراتية إلى طبيعتها المتميزة . المبادرة والزيارة انطلقت من جمعية الصحفيين بالامارات التى تلعب دورا نشيطا فى اعادة الجسور بين البلدين، وفى حوار مع رئيس الجمعية محمد يوسف ومنصبه بمثابة نقيب الصحفيين، أكد ان عودة العلاقة المتميزة التى تربط الإمارات بمصر التى أرسى دعائمها الراحل الشيخ زايد إلى طبيعتها بعد سنة من الارباك الذى أحدثه تنظيم الإخوان لم تأت على حساب العلاقات بين مصر أو أى دولة عربية أو أجنبية والى الحوار..
كيف تقيمون العلاقات بين مصر والامارات فى ظل زيارة وفد الدبلوماسية الشعبية للدولة؟ نحمد الله ان الظروف العصيبة التى شابت العلاقة خلال سنة الظلام انتهت وهى حاليا تعود إلى طبيعتها بعد العواصف المفتعلة من تنظيم الاخوان المسلمين والتى لم ولن تؤثر على العلاقات الثنائية المتينة، وتاتى اهمية زيارة الوفد الشعبى باعتباره يضم عددا من شرائح ومكونات المجتمع المصرى السياسية والثقافية والفنية والإعلامية وغيرها، وفى هذا الصدد أتذكر كلمات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أيام المقاطعة العربية لمصر خلال السبعينيات عندما قال: أن لم تأت مصر الينا سنذهب إليها. ولاشك اننا متفائلون بقدرة الشعب المصرى وواثقون أنه سيجتاز كل التحديات. قيادى فى جهة الانقاذ المصرية وعضو وفد الدبلوماسية الشعبية ذكر ان الشيخ زايد قال :إن للمواطن العربى موطنين، أولهما مصر والثانى هو موطن المولد؛ واستطرد: أننى أضيف وطناً ثالثاً لكل مواطن عربى وهو الامارات.. ماهى اسباب الخصوصية التى تتمتع بها الامارات فى العالم العربي؟ ولكن دعنى اقول لك شيئا،عندما جاء الوفد الشعبى المصرى الى الامارات بهدف تقديم الشكر للامارات على مواقفها مع الشقيقة الكبرى مصر، فوجئ الوفد ان مستقبليه من الاماراتيين هم الذين بادروه بالشكر على مجيئه وعلى ماقدمته وتقدمه مصر للعرب، والمسألة هنا انه لا توجد حسابات بيننا من يقول أو يبادر أو يبدأ.. لأننا ساعة المواقف فان الكل فى واحد، وثانيا كان الهدف من الزيارة هو اعادة الاواصر إلى مكانتها من جديد وتوثيق اقوى الجسور بين الأشقاء، واؤكد ان الزيارة حققت اهدافها قبل ان يصل الوفد الى الامارات . هناك من يردد ان مصر تستبدل علاقاتها بالإمارات بديلا عن علاقاتها مع قطر التى تراجعت أخيرا، وهل لديكم تخوفات من تغير فى العلاقات العربية العربية؟ الحديث عن تصاعد المخاوف لدى البعض عن تبديل علاقات أو تغير فى التوجهات السياسية قضية لا أساس لها فى الواقع لاسباب عديدة، فمن غير المنطقى ان تاخذ دولة مكانة الاخرى لاسباب لاحصر لها، فضلا عن ان الامارات لاتتصيد المواقف او تقتنص الفرص خاصة فى علاقاتها مع اشقائها العرب حيث معلوم على المستوى العربى والاقليمى والعالمى الموقف الايجابى الراسخ والثابت للامارات، لأن مبدأ التعاون البناء الذى تتخذه هو مبدأ لايتغير منذ بدء التأسيس للدولة وهو مستمر الى اليوم، وهذا المبدأ لو طبقته الدول العربية لتلافت التغيرات الدراماتيكية فى علاقاتها الثنائية البينية مهما تفاعلت الأحداث لأن الدول العربية كيان ونسيج واحد. تراوحت علاقة الامارت مع ايران بين المد والجزر طبقا للتغير فى العالم العربى والتحولات التى صاحبت تغيرا فى الادارة، كيف ترون علاقتكم معها خاصة مع التقارب المصرى الايراني؟ وضوح الخطوط العريضة للسياسة الاماراتية سواء العربية أو الاقليمية أو العالمية ساعدنا على تلافى العواصف والرياح السياسية، والعلاقة مع ايران تحكمها المصلحة العليا للدولة. وحول التقارب المصرى مع اى من الدول فاننا نحترم خصوصيات الآخرين خاصة الاشقاء، وبلاشك فان التنسيق فى المواقف والتكامل فى التوجهات بيننا وبين مصر يزيل تلك العواصف ويساعد فى وضوح المواقف وبالتالى الرؤي. ولاتخوفات لدينا ضد ايران او غير ايران لاننا عندما نضع المحاذير، فإننا بالتالى نكون كمن يصادر على الموقف المصرى حيال هذه الدولة او تلك.. وأرى ان مجرد ابداء الهواجس واعلان التخوفات يبدو وكأنه تدخل فى امور الدولة صاحبة الشأن.. ولاشك فى ان التنسيق والتعاون بين القيادة فى الامارات ومصر يجعلنا لانخشى من تغيرات أو تخوفات فى الموقف المصرى وتوجهاته التى تنطلق من مصر سواء على المستوى الرسمى أو غير الرسمي. كيف ترى دور الاعلام ومسئولية القائمين عليه وأولوليات هذا الدور فى الوقت الراهن؟ مسئولية الإعلام واستقلالية السياسة التحريرية لاتقل فى اهميتها ودورها عن قضايا مكافحة الفقر وتطوير التعليم والصحة والخدمات وغيرها.. كما ان هناك قضايا مثل محاربة الفساد والرقابة على الاعلام وهى مسائل غير قابلة للتأجيل حيث تتقدم على ماعداها من ملفات وقضايا.. واذا استعرضنا الاخبار التى تتدفق من كل حدب وصوب نجد ان معظمها اخبار سلبية ولاتسر، فالكثيرون فى مناطق عديدة من العالم يعانون الفقر والقمع والمرض، يصاحب تلك المعاناة تسرب الرجاء وضياعه من بين ايدى الاجيال فى تلك المجتمعات، والناس فى هذه المناطق لديهم اقصى درجات الاستياء خاصة الشباب فى كثير من مناطق وبلدان العالم العربى وكثيرا منهم لديهم من مشاعر التشاؤم أكثر من احاسيس التفاؤل لانهم يواجهون مستقبلا عابثا مجهولا فى ظل تفاقم نسب البطالة. ولذلك انبه زملائى الاعلاميين فى كل مكان ضرورة الحرص على الفهم المتعقل للاحداث والإدراك الاكثر عمقا بالقضايا لتوصيل الأخبار والتقارير والقصص الاخبارية والرسائل التى تساعد الناس فى حياتهم بشكل افضل مستندة على الحقيقة ويتيح التفاعل الناضج مع ماينقله هؤلاء الاعلاميون لكى يساعدوا القراء على استيعاب وفهم لما يدور حولهم ومن ثم التفاعل الايجابى مع ماينقلونه اليهم بهدف تحسين سبل حياتهم والوصول الى جودة الحياة ومساعدتهم بهذا التفاعل الايجابي.. وهذا لايتحقق بالاعلام السلبى ولكن بواسطة الاعلام الايجابى عبر اعلاميين يقدرون المسئولية تجاه المواطن وتجاه الوطن، كما ينبغى للإعلامى ان يدرك ان اتساع هامش الحرية وتدفق المعلومات وحرية التعبير لا تعنى ان يجعل من نفسه فوق المساءلة والمحاسبة، فلابد ان يتمسك باخلاقيات المهنة واعتبارها شيئا اساسيا وليس هامشيا. هل يعكس الإعلام الحالي، بأدواته العصرية، طموحات الناس وماهى نسب تحقيق ذلك؟ لاشك ان أهم وظيفة للاعلام هى نقل الحقيقة حتى تتاح الفرصة للناس لكى تفكر وان تتفاعل وان تعبر عن نفسها، وكذلك دوره فى بناء الجسور بين كل الاطراف، ولاشك ان طفرة عصر سرعة وتدفق المعلومات قدمت نموذجا للصحفى ليصبح وكأنه المتحكم غير المنظور فى الاحداث، أو كما يقولون «صاحب الليلة»، وهذا ليس انحيازا أو تجاوزا ولكنه تقرير لواقع فرض فيه عصر تدفق المعلومات واقعا جديدا انتقل فيه الصحفى من دور المحرر التقليدى الذى يغطى الحدث باستخدام التعريفات الخمسة: من ، ماذا ، متى ، كيف ، اين ، وهى عناصر الخبر، او مايعرف ب (5Ws) إلى ان اصبح الصحفى معلقا ومحللا ومفسرا ومحرضا على الفهم «الذى من المفترض ان يكون فهما مستقلا»، خاصة ان هذا الدور يوظف لديه شبكات كونية عملاقة تجتذب عشرات الملايين من المستمعين فى وقت واحد، فضلا عن ازالة الحواجز بينهم وبين الجمهور ومنها سرعة وحجم وتنوع وسائل الاعلام الرقمي، ومن هنا يأتى التاثير.