في زيارتي الأخيرة للبنان وجدت كتابا حديثا صدر قبلها بأيام للكاتب الكبير «وديع فلسطين هو « هجرة الأدباء الشوام إلى مصر في القرنين التاسع عشر والعشرين - حكايات «.وهو صدر عن دار نلسن بتقديم سلمى مرشاق سليم وهو عبارة عن محاضرة ألقاها في دار الندوة في 25 نوفمبر 2011 وبالكتاب تقديم سليمان بختى مسئول دار الندوة التي استضافت كاتبنا الكبير . وفى الكتاب يحكى «وديع فلسطين» عن ذكرياته مع عدد من الذين عمل معهم من الشوام بأسلوب شيق ومتفرد كعادته دائما في كتاباته المتعددة . «ووديع حبشي فلسطين» مصري صعيدي من أخميم أغني الصحافة والثقافة العربيتين بالعديد من المترجمات في مقدمتها كتابه المهم» استقاء الأنباء فن» الذى تعلمنا منه ونحن صغار كيفية الحصول على الأخبار من المصادر، وهو من تأليف ستانلي جونسون وحوليان هاريس . ومع الأسف فان فلسطين على الرغم من غزارة إنتاجه من مقالات تتناول شخصيات عاصرها فإنها لم تنشر في مصر ، فآخر كتاب صدر له في مصر كان في خمسينيات القرن الماضي وهو قضايا الفكر في الأدب المعاصر الذي أعادت دار الجديد البيروتية نشره في تسعينيات القرن الماضي. أما دار القلم السورية فنشرت له كتابا من جزءين هو وديع فلسطين يتحدث عن أعلام عصره» وقامت دار البشائر الإسلامية الأردنية بجمع عدد كبير من مقالاته في مجلد بعنوان :»من مقالات وديع فلسطين في الأدب والتراجم « وقرأت في إحدى الصحف منذ أسابيع أنها تنوى جمع باقي المقالات وهذا الجهد يتم برعاية مؤسسة ثقافية كويتية لا يحضرني اسمها الآن . هذه كنوز يمكن اعتبارها بمثابة إطلالة على الحالة الثقافية المصرية منذ ثلاثينيات القرن الماضي بأسلوب جميل وسلس يشبه إلى حد كبير كتابة السيرة الذاتية التي نتمنى أن يكتبها وديع فلسطين خدمة للأجيال القادمة . ولكن ألسنا نحن أولى بوديع فلسطين من هذه المؤسسات؟! الخارجية لماذا لم تتول دار الكتب جمع مقالاته؟! . أليست دار الهلال التي كان يكتب في مجلتها الأسبوعية المصور والشهرية الهلال أولى بنشر هذه المقالات بدلا من الغث الذي ينشر شهريا فيما يسمى بكتاب الهلال؟أليست الهيئة المصرية للكتاب أولى بنشر هذه الدرر الثقافية بدلا من المقالات التي تنشرها حاليا لصحفيين مبتدئين بعضهم لا يملك أدوات الكتابة ؟ لمزيد من مقالات خالد السرجانى