ردا علي تواصل أعمال العنف والاعتقالات من جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد و دعما لآلاف المعتقلين في سجون النظام, خرج عشرات السوريين- أمس- في عدد من المدن بمظاهرات تطالب برحيل الأسد دعت إليها المعارضة تحت اسم جمعة معتقلي الثورة. وقتلت قوات الأمن السورية ثلاثة أشخاص قرب مسجد في أحد احياء العاصمة دمشق, حسبما قال نشطاء يقيمون في لبنان لوكالة الانباء الألمانية, فيما قتل مواطن وأصيب ثلاثة آخرون إثر إطلاق نار من قبل قوات الأمن في مدينة البوكمال, فضلا عن سقوط آخر في دير الزور. وكان النشطاء قد أعلنوا كذلك أن ثمانية وعشرين شخصا قتلوا أمس الأول, وبينهم ضابط برتبة لواء, قتله جنوده بعد أن أمرهم بإطلاق النار علي المدنيين. وقبيل انعقاد اللجنة الوزارية العربية ومجلس الجامعة العربية غدا لمناقشة التقرير الشامل الذي سيقدمه الفريق محمد أحمد مصطفي الدابي رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية بسوريا دخلت الازمة السورية منطقة التعقيد علي نحو خطير للغاية وفق اعتراف الدكتور نبيل العربي الامين العام للجامعة نفسه في تصريح له قبل أيام. وشكل الاقتراح الذي طرحه أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في مطلع الاسبوع الماضي حول إرسال قوات عربية الي سوريا للمساهمة في وقف العنف واحدا من أهم أسباب التعقيد في ظل ما بدا أنه تباين واسع في مواقف الدول العربية حيال إمكان تنفيذهذا الاقتراح الذي لم تتلق الأمانة العامة للجامعة العربية أي طلب رسمي بإدراجه في جدول أعمال الاجتماعين الوزاريين. ويدخل أداء بعثة مراقبي الجامعة العربية في الأراضي السورية ضمن عوامل تعقيد الازمة خاصة في ضوء ماتواجهه من تحديات بعضها تجلي في التشكيك في فعاليتها وكفاءتها من قبل المعارضة وقد بلغ بها الأمر حد المطالبة بسحب أفرادها بعدما عجزت عن الاسهام في وقف عمليات القتل التي يتعرض لها المدنيون. واذا كانت أصوات من المعارضة وبعض الدوائر الأقليمية تري ضرورة التوجه الي التدويل من خلال مطالبة مجلس الامن بالتدخل فان المفاجأة التي كشفها ل الاهرام مصدر دبلوماسي عربي واسع الاطلاع تتمثل في أن الدول الكبري لاترغب في المشاركة في هذا التدخل أو حتي دفع مجلس الامن الي اقرار مشروعية التدخل العسكري علي غرار النموذج الليبي وذلك استنادا الي ما يمكن أن يعكسه هذا التدخل من تأثيرات سلبية علي اسرائيل حيث يمكن أن يوفر ذريعة لشن هجوم عليها سواء من داخل سوريا أو من قبل منظمات متحالفة معها مثل حزب الله في لبنان وحركة حماس في قطاع غزة فضلا عن امكانية دخول ايران علي خط المواجهة سواء للقوات الدولية أو شن الهجوم علي اسرائيل. وفي ضوء هذه المعطيات فإن المصدر العربي يؤكد ل:' الأهرام' أن البديل الذي سيتم التركيز عليه في الاجتماعين الوزاريين العربيين القادمين هو تفعيل المبادرة العربية بمرتكزاتها الثلاثة بعيدا عن اخترال الأزمة السورية في بعثة مراقبي الجامعة العربية والحرص علي الاطار العربي لايجاد حلول سياسية تقوم علي إقناع الحكومة السورية بضرورة وقف العنف وقتل المدنيين والاسراع بخطوات عملية علي الارض. وفي السياق نفسه, وصل القاهرة أمس أعضاء من المجلس الوطني السوري المعارض قادمين من تركيا وبعض الدول في زيارة لمصر تستغرق عدة أيام يجرون خلالها لقاءات مع عدد من المسؤولين العرب لبحث التطورات الأخيرة في سوريا. وقال أحد أعضاء المجلس القادمين من تركيا:' سيقوم الوفد الذي يضم أعضاء المكتب التنفيذي برئاسة برهان غليون رئيس المجلس بلقاء المسئولين بجامعة الدول العربية وعلي رأسهم نبيل العربي الأمين العام من أجل تفعيل التحركات الدولية لمنع النظام السوري من استخدام العنف ضد المواطنين السوريين ومنع عمليات القتل المستمرة حتي في ظل تواجد المراقبين العرب. وجاء ذلك في الوقت الذي دعت فيه منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان جامعة الدول العربية الجمعة الي إعلان التقرير النهائي لبعثة المراقبين العرب في سوريا. واكدت سارة ليه وايتسون مديرة الشرق الأوسط بالمنظمة الدولية التي تتخذ من نيويورك مقرا لها ضرورة هذه الخطوة لمواجهة المخاوف المتنامية بأن السلطات السورية تتلاعب بالبعثة. وعلي صعيد آخر, نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن وزير النفط السوري سفيان العلاو قوله إن العقوبات الغربية المفروضة علي صادارت النفط السورية كلفت البلاد ملياري دولار منذ سبتمبر بسبب التعديات الأوروبية والأمريكية. ونقلت الوكالة عن الوزير قوله إن سوريا لا تزال تحاول إيجاد عملاء جدد لتعويض العقود النفطية مع الاتحاد الأوروبي لكنها تواجه صعوبات في تأمين ناقلات النفط وفتح الاعتمادات المالية.