عنوان هذا الكتاب مقصود به القرآن والإنجيل والتوراة التى تطل على السماء وتنير لنا الطريق بنصوصها فتحقق أهدافا ثلاثة بحثها الكتاب وهى قبول الآخر والحوار والسلام . وقد تم نشر النسخة الإنجليزية بلندن وأقامت كنيسة إنجلترا كانتربرى» احتفالا بالمناسبة وتم تكريم كل من ساهموا فى إعداد هذا الكتاب من خلال كلمات ممثل لرئيس الأساقفة المطران توبى هووارث السكرتير العام للحوار ووجهت التحية الى «مفتى الشعب» كما أحب أن اسميه الدكتور على جمعة والى المطران منير حنا رئيس رئيس الكنيسة الأسقفية بأفريقيا والشرق الأوسط والقرن الإفريقى وإلى الدكتور محمود عزب والى ذكرى الراحل د. عبد المعطى بيومى وإلى ممثلى الديانة المسيحية المطران فيتزجيرالد رئيس لجنة الحوار بالفاتيكان سابقا والأستاذة الدكتورة مارى لورميمون أستاذة مقارنة الأديان بأستراليا ، وعلى مستوى الدين اليهودى وجهت تحية لكبير حاخامات فرنسا السابق سيرات والحاخام ميشيل سارفاتى وتم الاتفاق على خروج نشرة فرنسية ونسخة بالعربية من دار نهضة مصر بالعبرية. هذا الكتاب يمثل أيضا إحدي المحطات فى مشوار حياتى الذى بدأته فى 1995 بفضل مساندتى من جانب شيخ الأزهر الراحل جاد الحق والراحل الكاردينال كينيج رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية السابق فى خضم الاضطرابات المتوطنة والصراع الطائفى فى أجزاء مختلفة من العالم، غالبا ما ينسى الناس أن كلا من اليهودية والمسيحية والإسلام تأمر أتباعها بنفس التعاليم: أنه يجب أن يكرم ويرعى الناس بعضهم بعضا والنصوص المقدسة للأديان الرئيسية الثلاثة تنتسب لإبراهيم عليه السلام وتجمع على هذه الحقيقة ورغم ذلك يبدو أن الكثير من أتباع هذه الديانات قد نسوا هذه الحقيقة البسيطة لجنة الحوار بالفاتيكان وكذلك العالم المستنير د. محمود زقزوق رئيس إن الدعوة الى التعاطف والالتزام بالسلام تغرق فى الهموم والمخاوف من الحياة العصرية لذلك فإن هذا الكتاب هو عصارة أفضل العقول فى هذا المجال، وهو تذكير بالأيمان وتأكيد له، وليس إنكارا للمعادلة الأنسانية الأساسية : أن تقبل وأن تكون مقبولا هو أن نعيش فى سلام، فى مقدمة هذا الكتاب يلخص لنا نيافة المطران منير حنا أنيس منطق السعى بقبول الآخرين فى اقتباس من إنجيل يوحنا إن قال أحد إنى أحب الله، وأبغض أخاه، فهو كاذب لأن من يحب أخاه الذى أبصره كيف يقدر أن يحب الله الذى لم يبصره 1 يوحنا 4:2 فى مقدمة لقاء الآخر، ويؤكد الحبر الأكبر رينيه سامويل سيرات فى الفصل المتعلق بمواضيع قبول الآخر والحوار والسلام فى الكتاب العبرى أن المقاطع المأخوذة من الكتاب المقدس، والتى تم اختيارها من قبل المؤلفين. تمثل بدقة الأمل اليهودى الخالص، ويؤكد الإيمان بمستقبل من الحب المشترك بين جميع بنى البشر ويضيف أن السلام العالمى والأخوة يعتمدان على القيم الخالدة التى تجسدها هذه الديانات التوحيدية ». وفى لقاء الآخر الذي أشترك فى كتابته الحاخام ميشيل سرفاتى والحبر الأكبر ديفيد روزن، مقاطع من الكتاب العبرى المقدس تشرح كرامة الإنسان المستمدة من الله الذى خلق الناس جميعا على صورته . كتب المؤلفان: «لأن الله خلق كل إنسان فى صورته، والقلق من أجل رفاهية البشرية جمعاء هو جزء لا يتجزأ من العقيدة اليهودية» فيما يتعلق بقبول الآخرين هناك تأكيد قوى فى الكتاب العبرى المقدس . على إنها تنطبق على الغريب من أبناء الوطن وحتى الأعداء يجب أن نقدم لهم الطعام ونعتنى بهم .فى التمهيد ل «على طريق السلام» يوضح رئيس الأساقفة بالفاتيكان فيتزجيرالد فى الفصل الذى يعرض مواضيع القبول والحوار والسلام فى الإنجيل أنه فى عام 1960 حددت الكنيسة الكاثوليكية رسميا علاقتها مع الأديان الأخرى على وجه الخصوص، المجمع الفاتيكانى الثانى نوسترا إيتات الذى ينص على أن الكنيسة لا ينبغى أبدا أن ترفض أيا من الحقائق المقدمة من الديانات الأخرى. من هذه الروح قامت د. مارى لورميمون سوريل مؤلفة كتاب «على طريق السلام» بالمساواة بين قبول الآخر وذلك الحب غير مشروط الذى علمنا إياه يسوع تصف، الدكتورة لورميمون سوريل هذا التعليم للغفران باعتبارة الطريق الى السلام الداخلى والخارجى على حد سواء .وفيما يتعلق بالحوار، أكدت أنه وفقا للأناجيل، فالنجاح يعتمد الى حد كبير على الإيمان والقلب :لبناء حوار يجب أن يكون . لتمهيد للفصل الذى يلقى الضوء على موضوعات قبول الأخر والحوار والسلام قام فضيلة مفتى الشعب د. على جمعه بتسليط الضوء على أوجه التشابه بين الأديان التى تشترك فى نسبها الى إبراهيم وأهمية أن يكون ذلك سببا للتعاون .وقد كتب ما يلى ... عناصر التوافق بين الإسلام والديانات السماوية الأخرى هى أكثر بكثير من عناصر الاختلاف وليس هناك أى عذر للعزلة والفرقة . الدكتور محمود عزب والراحل الدكتور عبد المعطى بيومى، يوضحان هذه الفكرة من خلال أمثلة من القرآن ووصف موروثات الإسلام من اليهودية والمسيحية . وفى الواقع فإن القرأن لا يصف الإسلام بأنه دين جديد بل بأنه امتداد واستمرار لأديان الأمم القديمة، وذكر الأنبياء فى الكتب المقدسة السابقة مرارا وتكرارا فى هذا السياق. الصلات الدينية والتاريخية المشتركة بين أبناء إبراهيم تمثل أساسا قويا للحوار . والتعاون مع الآخر من أجل السلام مهم جدا حتى فى حالة الحرب ويدعو القرآن المسلمين إلى أن يمدوا أيديهم بالسلام لمن يريد أن يبادلهم إياه. عندما نقبل الآخرين ونتعلم كيفية التواصل معهم من القلب، سنفهم حقا التعاليم الدينية التى أنزلت لهدايتنا . كل شىء نعيش من أجله الآراء التى نحملها، والقيم التى نعتز بها كل شىء يمكن أن نناقشه عندما ندخل فى حوار وكل ما نقوم به هو نتيجة لذلك الحوار .كل هذا يأتى وصولا الى غاية بسيطة : أن قبول الآخرين هو فى أن تسعى لتحقيق السلام . الكتاب: ثلاث نوافذ تطل على السماء. المحرر: د. على السمان. الناشر: دار نهضة مصر. الصفحات: 112 صفحة.