هذه فرصة لتلقين أعدائنا درسا جديدا.. الذين يظنون أن مصر فى أضعف حالاتها ويعتقدون أنها فرصتهم للانقضاض علينا وتقسيم أوصالنا.. المتآمرين من الأمريكيين والأوربيين والإثيوبيين والقطريين والأتراك وغيرهم من الخونة والعملاء فى شتى الأنحاء. كل المطلوب هو إعطاء ظهورنا لهم والمضى قدما لاستكمال استحقاقات خريطة المستقبل بعزيمة وإصرار.. لا نلتفت كثيرا لما يقولونه عنا,لا نعلق على بياناتهم المضللة,ولا نرد على تصريحاتهم المستفزة,ولا نرهق أنفسنا فى الكشف عن المتناقضات المفضوحة التى يقعون فيها وهم يتناولون شئوننا . فيقينى أن كل هذه الممارسات ليست إلا من قبيل الحرب النفسية القذرة التى يشنونها ضدنا والتى ستزداد ضراوة كلما حققنا نجاحات فى الحرب ضد الإرهاب، وتنفيذ خريطة المستقبل وتثبيت أركان الدولة والمضى نحو مستقبل واعد بعيدا عن أساليب الهيمنة والسيطرة والطاعة العمياء . إنهم لا يزالون فى حالة «انعدام وزن» بعد فشل مخططهم الشيطانى الذى أعدوه بدقة ودبروه بعناية، وأنفقوا عليه مليارات الدولارات وباتوا على أعتاب تحقيق أهدافهم وهم يرونها تنفذ حرفيا فى العراق وليبيا وسوريا واليمن، وأيضا مصر إبان حكم الإخوان .. فكيف يمكن أن يهدأ لهم بال وهم يرون كل هذا البناء يهدم فى لمح البصر بسبب تدخل حاسم لجيش مصر؟! وكيف يتجرأ قائد جيشنا على سيد البيت الأبيض ويرفض طلب عدم التدخل لمصلحة شعبنا ضد الإخوان,ثم يرفض طلب الإفراج عن قادة الجماعة,ثم يتقدم للترشح للرئاسة؟! ثم كيف يتجاسر ويناور ويتخذ خطوات عملية لتعويض السلاح الذى حرمنا منه بإقامة شراكة استراتيجية مع الدب الروسي؟! وإذا كان هذا كله يحدث وهو فى أوج ضعف الدولة المصرية وذروة مشكلاتها فماذا عساه فاعلا بعد أن يشتد عودها وتسترد عافيتها وتعود لممارسة دورها القيادى فى المنطقة والعالم ؟! لن تسمح أمريكا وحلفاؤها لهذا أن يمر بسهولة .. وما لم تدرك واشنطن سريعا خطأها وتغير سياساتها فإن المعركة - فى تقديرى - ستستمر طويلا وستخلف وراءها نتائج خطيرة عربيا وإقليميا ودوليا.. وسنواجه خلالها أسلحة عديدة بعد أن فشل سلاح وقف المعونات الاقتصادية وحجب المساعدات العسكرية واستعداء الدول الأوروبية وتآمر الأطراف الإقليمية .. وغيرها من الأساليب العدوانية التى يجب أن نكون مستعدين لها ومتأهبين لمواجهتها . لمزيد من مقالات مسعود الحناوي