كاترين اشتون الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي هي حقا "ممثلة" تجيد التمثيل علي المسرح السياسي.. وهذا ليس جديداً عليها.. فالدور الأوروبي "مشبوه" و "مفضوح" منذ ثورة 30 يونيو التي أطاحت بحكم الإخوان.. ولا ننسي الشرط الذي وضعته اشتون لزيارة مصر عقب الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي وهو مقابلة المعزول في مكان احتجازه وهو ما تم تلبيته لها بكل أسف!! الست اشتون خرجت مؤخرا لتقول علي هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين الماضي بانه يجب وقف العنف والهجمات التي يعتبرها الاتحاد الأوروبي إرهابية بشكل فوري في مصر ما يعني ان الست اشتون ساوت بين المتهم والضحية.. بين الجاني والمجني عليه.. بين الذي يحمل سلاحا ليقتل رجال الجيش والشرطة وبين رجال الجيش والشرطة الذين يدافعون عن وطنهم ضد العمليات الارهابية! "الممثلة" اشتون لم تكتف بذلك بل دعت إلي المصالحة وإجراء حوار سياسي شامل وهي أول من يعلم أن جماعة الإخوان لا تعترف بشرعية ثورة 30 يونيو وبأنها هي التي اختارت العنف منذ اليوم الأول بديلاً عن الحوار وهو ما يعني بكل بساطة أن الست اشتون واتحادها الاوروبي يدعمان الارهاب في مصر بل ويشجعان جماعة الإخوان علي الاستمرار في أعمال العنف ومحاولة جر البلاد إلي حرب أهلية!! تصريحات اشتون المستفزة اعقبها بيان لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اكثر استفزازا حيث اعتبر الذين يمارسون أعمال العنف والقتل والإرهاب معارضين سياسيين يجب محاكمتهم محاكمة عادلة مبنية علي اتهامات واضحة وسليمة ونحن نسأل اشتون ووزراء خارجية اتحادها الاوروبي ما مصير أي مظاهرة في أي دولة أوروبية تقطع الطريق وتعتدي علي المنشآت وتلقي بزجاجات المولوتوف والعبوات الناسفة.. أليس اعتقال المشاركين فيها والتحقيق معهم ومحاكمتهم وحبسهم اذا تمت ادانتهم.. فهذا هو ما يحدث في مصر!! الاتحاد الاوروبي بكل أسف يخلط عن عمد بين المعارضة السلمية والإرهاب وهو أسلوب خاطئ ومرفوض ومفضوح لا تبرره الكلمات الدبلوماسية والمعسولة التي وردت في البيان الأخير بأن مصر شريك مهم ورئيسي للاتحاد الاوروبي وبأن هذا الاتحاد سيظل واقفا بجانب مصر خلال عملية التحول الديمقراطي فتلك الكلمات لن تثني الشعب المصري عن المضي قدما في خارطة الطريق التي اختارها لنفسه عن قناعة ورضا دون أي ضغوط.. وبالتالي علي الست اشتون واتحادها الأوروبي احترام إرادة وخيارات شعب مصر إن كانوا حقا يريدون الخير والاستقرار لهذا البلد حسب زعمهم!!