هجر بيته وأبناءه، وضحي بأحضان الأسرة، واختار طريق الكفاح، وراح يبحث عن فرصة عمل شريفة في الغربة، فكان الموت تعذيبا مصيره علي يد بلطجية انتزعت الرحمة من قلوبهم، وأبوا إلا أن يزهقوا روحه البريئة دون جريرة إرتكبها غير تمسكه بحصيلة عرقه وتعبه الذي جمعه عبر شهور طويلة قضاها بعيدا عن أهله. استقبل أبناء قرية أبو جريدة مركز فارسكور بدمياط يوم الأحد الماضي جثمان السيد إبراهيم عبد الجليل، الذي وصل من ليبيا بعد وفاته بثلاثة أيام، بعد تعرضه للقتل علي يد بلطجية، وودع خالد ابن السنوات التسع وشقيقه الأصغر محمد والدهما الذي تركهما ليؤمن لهما مستقبلا جيدا، أو للعودة بالهدايا كما أقنعهما بذلك يوم سفره في نهاية إجازته الأخيرة في شهر مايو الماضي . القصة المأساوية يرويها أمجد شقيق الضحية الأصغر قائلا: أن شقيقه توجه إلي ليبيا ومعه أوراق إقامة رسمية، وافتتح هناك محلا لبيع الأسماك، ولم يكن لديه عداوات، حتي هاجمه بلطجية ليبيون حاولوا سلب أمواله فرفض، وكان جزاؤه الضرب والتعذيب حتي لفظ أنفاسه، مؤكدا أن تقرير الطب الشرعي الليبي في مدينة مصراته أثبت بعد تشريح الجثة أن الوفاة نتيجة التعرض للضرب والتعذيب، كما أكد مكتب الإصحاح البيئي في طرابلس ذلك في شهادة عن أسباب الوفاة . ويستطرد والألم يحبس أنفاسه: السيد هو أخي الأكبر ويعول إلي جانب أسرته الصغيرة والدينا المسنين، كما يتكفل بالإنفاق علي شقيقته التي توفي زوجها ولديها أربع فتيات، مضيفا أنهم لا يعرفون كيف يحصلون علي حق ابنهم، خاصة وأن السفارة المصرية في ليبيا لا تعمل بعد خروج أعضائها من هناك عقب حادث إختطاف الدبلوماسيين، وناشد وزير الخارجية فتح تحقيق عاجل في القضية لكشف ملابساتها والقصاص لشقيقه وتعويض أسرته بشكل مناسب ليقيهم شرور الزمن .