اجتاحت القنوات الفضائية المصرية مؤخرا موجة هائلة من الإعلانات "الخادشة للحياء" والتي تلعب على أوتار البحث عن الفحولة الكاذبة أو الحرمان من الأطفال أو السمنة أو السحر المغربي لعودة الغائب وقرب الحبيب وعودة المطلقة. ولم تكتف تلك الفضائيات بعرض هذه النوعية من الإعلانات، ولكنها لم تراع الحد الأدنى من القيم الأخلاقية المطلوبة في الترويج للمنتج، فتجدها تتحدث عن هذا المنتج الذي يساعد في (العلاقة الزوجية) وذلك المنتج الذي يحتاج إليه الرجل (الذي يشعر بالخجل)، وغيرها من العبارات التي ظلت محظورة في قاموس الإعلانات التليفزيونية على مدى سنوات طوال وأصبحت حاليا مصدر إحراج للأسرة، التي تتفاجئ دون مقدمات بسيل من تلك الإعلانات الغريبة. وأغلب تلك المنتجات، لم تخضع للرقابة من الجهات المعنية للتأكد من مطابقتها للمواصفات ،والذي خضع منها للفحص اثبت وجود مواد مخدره أو مواد تؤدى للإدمان وتضر بالكبد وأجهزة الجسم المختلفة،مما تسبب في إصابة الكثيرين من الواقعين تحت تأثير هذا الوهم الكاذب والمضر. أعتقد أن هذه الإعلانات التي تتضمن إيحاءات غير مقبولة تحتاج إلى وقفة رقابية، ليس فقط من الجانب الإعلامي ،ولكن أيضا فيما يتعلق بمدى جدواها طبيا، وذلك سواء من الدولة أو من جانب أصحاب تلك الفضائيات الذين لم يعد يشغلهم سوى الحصول على المقابل المادي لعرضها على شاشاتهم. إن لم يكن ذلك واردا فلا أقل من إرجاء بث هذه المواد الإعلانية الخادشة للحياء إلى أوقات متأخرة من الليل وليس على مدار اليوم بأكمله لكي تكون بعيده عن أعين الأطفال أو التنبيه قبل الإعلان بأنه يحتوى على مواد غير ملائمة للصغار. ومن جانب أخر أعتقد أننا بحاجة لبرامج طبية (مضادة) توضح الحقائق العلمية للحياة الزوجية السعيدة التي يبحث عنها الكثيرون ،ومتى يكون اللجوء للعقاقير الكيميائية مطلوبا ويكون تحت إشراف طبي ،وتوعية الكبار بالآثار السلبية التي تتركها هذه الإعلانات الكاذبة لكي لا يقعوا فريسة سهلة لمروجي هذه الإعلانات. [email protected] لمزيد من مقالات أحمد عبد الرازق