وعملنا البوكس طحينة.. وكتبنا عليه أسامينا، عدينا الخوف ومشينا.. ولا غاز بيأثر فينا.. مكملين لازم المسيرات دي تستمر حتي لو الفجر.. لازم الشرطة تستهلك أكتر.. لازم كل أيامنا تبقي جمعة لون الدماء غدا سيصنع من عزتي.. إجعل من جماجمنا لعزك سلما.. هذه عينة قليلة من تعليقات كثيرة.. أغلبها لا يمكن كتابتها لبذاءتها.. يفترض أن من كتبها قوارير وحرائر الإخوان.. العابدات القانتات.. الداعيات إلي الله.. والغريب أنها جاءت علي صفحة اسمها «إحنا بنات الإخوان اعرفنا صح».. لسنوات طويلة كان دور الفتاة الإخوانية فى الجامعة لا يتعدي البحث عن القادمات من الريف والمحافظات البعيدة وجذبهن بابتسامة وديعة لمصلي البنات أو حضور درس ديني فى أحد المساجد، وكل كلمة تنطقها الزميلة الإخوانية تعقبها بكلمة «جزاكِ الله خيرا».. كنَّ مميزات دائما بخمارهن الأبيض وملامحهن الباهتة, من الصعب فعلا تذكر ملامح أى واحدة منهن.. لكن ذلك «كان زمان وجبر».. الآن تغير الوضع، الفتاة الإخوانية تحمل المولوتوف، تولع الشماريخ، تكسّر السيارات، تشعل الحرائق. لم تعد هناك ابتسامات ولا خمارات ملائكية بيضاء.. أصبح هناك «ألتراس بنات الأزهر».. نموت نموت وتحيا الجماعة. يجيد الإخوان اللعب بما لديهم من أوراق حتي ولو كانت قليلة.. ومنها ورقة البنات والشرطة التي تقهر وتسحل البنات.. يتعمدون استخدامهن كدروع بشرية ويضحون بهن ويطلقوهن في الشوارع يحرقن ويدمرن ويحملن زجاجات المولوتوف وما تيسر من أسلحة خفيفة.. وعندما تلقي الشرطة القبض عليهن.. صور يا زمان وصوري يا جزيرة واكتبى يا صفحات الإخوان.. الشرطة بتعتقل البنات وكله إلا حبس البنات.. اقتحمت البنات مكتب عميدة كلية الدراسات الإنسانية د.مهجة غالب، اعتدين عليها.. حُبست في المكتب ثلاث ساعات.. اعتدين علي أستاذة بصيدلة الأزهر, رفضت أن تنهى المحاضرة.. بالعض والشلاليت والسباب.. أصدرت جامعة الأزهر في أكتوبر الماضى قرارا بفصل ثلاث طالبات بكلية الدراسات الإنسانية ضُبطن فى أثناء تصويرهن فيلما لقناة الجزيرة يدعين فيه تعرضهن للضرب علي أيدى الشرطة.. الطالبات وضعن مكياجا ليبدو كأنه آثار دماء وكدمات.. منتهى «الدراسات الإنسانية».. شماريخ ومولوتوف وضرب وسحل وتكسير وحرق وتعطيل دراسة وإغلاق الأبواب بالجنازير.. وكله إلا حبس البنات. فتيات يتلقفن قنابل الغاز ويقمن برميها مرة أخري في اتجاه قوات الأمن المركزى.. المسألة إذن ليست بدافع الحمقة والزعل على الشرعية فقط.. لكنه تدريب واستعداد.. أجاد الإخوان استخدام ورقة الحكم بالسجن 14 عاما لفتيات 7 الصبح.. شاهدنا البنات في القفص يحملن قرنفلة وردية في كل يد.. مع ابتسامة هادئة.. ملائكة فى ثياب بيضاء.. نفس البنات حرقن المحال وسيارات الشرطة فى شارع سوريا بالإسكندرية.. تعتقد د.نادية رضوان أستاذ علم الاجتماع بجامعة بورسعيد أن عنف الإخوانيات سيتصاعد ويتصاعد وهن فى نظرها لا تقل خطورتهن عن رجال الجماعة إن لم يكنّ أخطر.. فالإخوانية تتربي فى قهر مستمر لسنوات طويلة بسبب طبيعة التربية في بيئة متشددة.. هي مجرد كائن ليس له هوية فى بيتها.. الأفضلية للذكر دائما.. هي مقهورة فى سلم الأهمية في الجماعة.. هي من داخلها عنيفة تنتظر اللحظة لتخرج ما تراكم داخلها في صورة من تتصوره عدوا.. هى تحارب أعداء الإسلام, تدافع عما تتصوره اعتداء علي الدين.. جاءها التكليف من القيادات بالنزول للعمل, تريد أن تثبت أحقيتها وجدارتها وأنها لا تقل أهمية للجماعة عن الذكور، وعادة تكون الفتاة الإخوانية أكثر حرصا على تنفيذ الأوامر.. بالنسبة للدكتورة نادية إذا كانت آفة التربية الإخوانية هي السمع والطاعة مع رجالها فهي آفتان في البنات الإخوانيات لأنها تتربى علي السمع والطاعة داخل الجماعة وداخل البيت.. تعتقد دائما أن دورها هو الطاعة العمياء والتنفيذ. وعادة عندما تمارس الأنثى العنف تفعل ذلك بقسوة, فهي قد تكون أقل ارتكابا للجريمة من الرجل لكنها مبتكرة إذا أرادت,.. تحكي د.نادية أنها- من خلال رحلتها الطويلة كعالمة اجتماع- قابلت نساء وصل بهن الأمر إلى تقطيع ضحاياهن والتمثيل بجثثهم وربما أكل أجزاء من الجسم.. المرأة تتوحش عندما تمارس العنف.. وكالة الاسوشيتدبرس الإخبارية نشرت تقريرا مطولا عن عنف الإخوانيات قالت الوكالة: إن جماعة الإخوان المسلمين باتت تدفع بنسائها فى الخط الأمامى من الاحتجاجات، ذلك الفرع من الجماعة الذى لم يتعرض للسحق، أو ردود الفعل القاسية من قبل قوات الأمن، منذ الإطاحة بمرسى فى 3 يوليو الماضى.ووصفت الوكالة نساء الإخوان بأنهن على درجة عالية من الخضوع بعد سنوات من التلقين الذى غرس فيهن مبادئ الطاعة، وفى كثير من الأحيان منذ طفولتهن، بالإضافة إلى تدريبهن على البقاء فى المقعد الخلفى، داخل الأسرة.. طيلة الأشهر القليلة الماضية أثبتت نساء الجماعة عزمًا وشراسة. ونقلت الوكالة عن أحد القياديين فى الجماعة, لم تذكر اسمه، أن النساء والطلاب يلعبون دورا مهما، موضحًا: «نادرا ما تتأذى النساء، لأنه لا أحد يعرفهن، فالسلطات الأمنية ليست لديها ملفات لهن»، وأشار القيادى إلى أن النساء يساعدن على التئام العلاقات بين الإخوان والجمهور. ما العمل إذن؟ يرى الكاتب فاروق جويدة في مقاله بالأهرام أنه بعد الأحداث المؤسفة التى شهدتها جامعة الأزهر خاصة الصورة القبيحة للطالبات، أصبح من الضرورى أن تفكر وزارة الداخلية فى إنشاء جهاز للشرطة النسائية. ويقول: إنن-ي أعلم أن هناك أعدادا كبيرة من العاملات في جهاز الشرطة برتب مختلفة في بعض المناطق مثل مصلحة السجون والجوازات والسياحة، ولكن المطلوب الآن فرق نسائية كاملة لمواجهة عنف الطالبات كما حدث فى جامعة الأزهر.. إن وزارة الداخلية تستطيع حاليا الاستعانة بالشرطة النسائية فى مصلحة السجون، خاصة أن الطالبات تجاوزن كل الحدود في الاعتداء على الأساتذة ومطاردة رؤساء الجامعات واقتحام المكاتب، وهذه السلوكيات الشاذة لا تدخل في نطاق الحريات أو التظاهر السلمي.. إن دخول الشرطة النسائية هذه التجمعات يعطيها حرية أكبر فى التعامل مع عنف الطالبات خاصة أن اتهامات التحرش والاعتداء تطارد رجال الشرطة إذا اقتربوا من الطالبات في محاولة لفض المظاهرات ووقف أعمال العنف، إلا أن الشرطة النسائية تستطيع أن توقف هذه الأعمال بصورة أفضل. إن طالبات الأزهر الآن يخفين وجوههن بالأقنعة ويحملن العصى والأبواق وهذه أشياء تتعارض مع التظاهر السلمي، كما أن عمليات الاعتداء علي الأساتذة كانت واضحة تماما علي شاشات التليفزيون.. لابد أن نعترف أننا أمام ظواهر عدوانية جديدة علي طالبات الأزهر خاصة حالة العنف والعدوانية الشديدة فى السلوك، وبجانب إنشاء جهاز للشرطة النسائية يجب دراسة هذا التحول الخطير في شخصية الطالبة الجامعية التي تدرس القرآن والسنة والأحاديث النبوية وتتحدث عن أخلاقيات الإسلام والشريعة، كيف تحولت هذه الطالبة إلي أداة عنف وتدمير واعتداء علي الآخرين؟ كيف تضرب أستاذتها وهي تقول الله أكبر؟ وكيف تهدم بيت رئيس الجامعة وهي تقول باسم الله؟.. إن هذا الخلل في المفاهيم والتفكير والسلوك يحتاج إلي دراسات نفسية عن المفاهيم التي غرستها جماعة الإخوان المسلمين في عقول الطالبات وكيف وصل الأمر إلي هذه العدوانية؟.. ما يحدث من طالبات الأزهر ليس نشاطا سياسيا مشروعا وليس عملا مقبولا، وقبل هذا فإن هذه الروح العدوانية في هذه المؤسسة العريقة تمثل تحولا خطيرا يحتاج إلي مواجهة سريعة حتي لا يفلت الزمام. د.نادية رضوان تطرح رؤية مكملة للطرح السابق في طريقة التعامل مع هذه الجرائم.. وهي فكرة الجريمة الأولي، فعند إلقاء القبض على أى طالب أو طالبة أو أى فرد في المجتمع- وكانت جريمته الأولي تقل عقوبتها عن أربع سنوات - فلابد أن يكون هناك مركز متخصص تشرف عليه الحكومة وأكاديميون ورجال قانون تكون مهمته إعادة تأهيل هؤلاء الشباب بعيدا عن السجون.. هو مكان لقضاء العقوبة ولكنه ليس سجنا، وهى تجربة رأتها بنفسها خلال زيارة لإحدى الولاياتالأمريكية. فليس من المنطقى أن يتم الزج بشاب في مقتبل العمر للسجن ليتحول إلي مجرم، ولا يمكن أن نقبل أن يضيع مستقبل شابة مغيبة العقل مشوشة الأفكار.. ففي النهاية تطرف الشباب وتشوه أفكارهم عن الدين مسئولية المجتمع الذى تركهم نهبا للتشدد والتدين السطحى والتربية الخاطئة.