خلال مشوارها الطويل واجهت الصحافة المصرية الكثير من المشكلات سواء مع عمليات التضييق أو التأميم أو محاولات التوجيه، إلا أنها لم تواجه أزمة كالتى تواجهها حاليا. وليس المقصود بالأزمة، هنا الوضع المالى للعديد من المؤسسات الصحفية سواء القومية أو الخاصة فقط والذى لو استمر سيدفع هذه الصحف لطريق الاقتراض أو الخصخصة أو طلب الدعم الحكومى وكلها طرق تمثل محاذير على العمل الصحفى الذى يتوجه للناس برسالة التنوير والثقيف وعرض الحقائق والمشكلات بحيدة ونزاهة. علينا أن نقول ان الصحافة أصبحت تواجه الآن موجات عاتية من محاولات الأثارة تحت مسمى السبق الصحفي، فالمانشيتات والصناديق الكبيرة لصحف عديدة أنحرفت عن مسار قواعد العمل المهنى وأصبحت تقدم معلومات واخبار يكتشف القارئ بسرعة أنها غير حقيقية وتحول ميثاق الشرف الصحفى لمجرد شعار لايتم تطبيقه على أرض الواقع، و ظهرت تصنيفات جديدة للصحفيين مثل الفلول وتيار اسلامى وطابور خامس وغيرها من المسميات والتى تثير التشكيك فى توجهات هذا أوذاك. ووجدنا من يلصق بالاعلام والصحافة مسئولية ماتعانيه البلاد من انقسام وتفرق، واستخدام البعض ماينشر فى الصحف كبالونات اختبار فى هذا الجو الملبد حيث يدلون بالأحاديث والتصريحات ويتراجعون عنها فى ضوء ردود الأفعال ووجدنا عبارات مثل الحديث خرج عن سياقه أو أن المسئول لم يقصد المعنى الذى نشر وإذا كان من ضمن مسئوليات الصحفيين أن يحلوا مشكلات الناس ويتواصلوا معها وينقلوها بأمانة للمسئولين فالأولى بنا هنا أن نحل مشكلات المهنة وهى ليست عصيبة على الحل.. فلماذا لانختار من كل مؤسسة صحفية ثلاثة من شيوخ المهنة وجيل الوسط والشباب يجلسون معا ليناقشوا مايجرى فى البيت الصحفى ويقترحوا الحلول وينقلوها للهيئة أو المجلس الذى سيتولى الاشراف على الصحافة فى ضوء الدستور الجديد فليس من المعقول أن يجلس الجمع الصحفى فى انتظار الحلول ويترك الساحة للآخرين ليدلوا بدلوهم فى الشأن الصحفي. لمزيد من مقالات عزت عبد المنعم