عندما أعلن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عن إنشاء واد محاذ لوادي النيل في الصحراء الغربية عام1958 يطلق عليه الوادي الجديد, والبدء في توطين المنتفعين من محافظات الصعيد والدلتا بالمنطقة قامت أجهزة الدولة خلال بالتعاون مع سلاح المهندسين بالقوات المسلحة بأقامة عدد كبير من القري بواحة الخارجة ما بين واحة الخارجة وواحة باريس بطول110 كيلو مترات. تم أطلاق أسماء عواصم الدول العربية علي هذه القري في مفارقة عجيبة لم تحمل قرية واحدة أسم قطر أو عاصمتها, بل تضمنت( الخرطومالجزائرصنعاءالكويت بغداد فلسطينجدةالكويتعدندمشق), بدأت هذه القري باسم الثورة تتويجا لثورة1952, والقرية الثانية بأسم ناصر علي أسم الزعيم وتبعد عن الخارجة العاصمة بحوالي20 كيلو متر هذة القري كانت غالبيتها بداية التوطين السليم في الصحراء الغربية, وأصبحت اليوم من الأماكن المنتجة والجاذبة للسكان من مختلف المحافظات, وعدد الأسر بها, تضاعف مئات المرات من حيث عدد السكان والأسر, وأصبح من أبنائها الطبيب والصحفي والمعلم والمحامي ووكيل النيابة والقاضي وأستاذ الجامعة, وحركة التبادل التجاري بها حاليا من عوامل الانتاج الأقتصادي للمحافظة ككل, وأصبحت بها المناطق الحرفية والورش ووحدات التصنيع الزراعي والأنتاجي, وبها وسائل نقل علي مستوي كبير, يدعم خطوط المواصلات بين القري وبعضها وبين المحافظة والمحافظات الأخري, بالإضافة إلي أن سكان هذة القري أضافوا الثقافة الزراعية السليمة للواحة, وأصبح لهم دور ملموس في الحياة المعيشية. سكان هذة القري يطمحوا بأن تشهد قراهم مع البداية الجديدة لمصر الحديثة التي أعقبت ثورات25 يناير و30 يونية أن تصلهم خدمات الصرف الصحي, والخدمات الطبية, والأهم أن تصلهم مياه النيل نظرا للنقص الملحوظ الذي بدأ يطرأ علي مياة الآبار الجوفية في معظم القري, وأن ينالوا جزء من أهتمامات المسئولين, وأن يكون نواب الشعب, علي قدر المسئولية وأعطاء جزء من أهتماماتهم لهذة القري, بأعتبارهم أصبحوا جزءا أصيلا من سكان الوادي الجديد. في المقابل يري عدد كبير من خبراء الزراعة والتعمير بالمحافظة, ضرورة تكرار هذه التجربة, ويتم إقامة عدد آخر من القري, ويكون المستفيدون منها من الملمين بالزراعة سواءا منتفعين أو شباب خريجين, وتكون الأولوية لشباب الوادي الجديد وأستكمال البقية من المحافظات المجاورة والدلتا, وأن تحمل أسماء القري أسماء شهداء الثورات من الشباب ورجال الجيش والشرطة محافظ الوادي الجديد اللواء محمود خليفة لم يمانع في ذلك, بل أكد أن الوادي الجديد يمتلك المساحات الكبيرة والمرافق تؤهلها لأقامة مثل هذه التجمعات, لكن هذا يحتاج إلي مشروع قومي, توضع له البرامج والأمكانيات المالية والفنية.