تناول الطعام وفقا لمقاييس كف اليد هو نظام مبتكر ينصح خبراء التغذية باتباعه بعد أن أثبت الدراسات الحديثة عدة حقائق يجب أخذها في الحسبان عند اتباع نظام غذائي لإنقاص الوزن وهي: أن الكثيرين يتناولون كميات من الغذاء أكثر كثيرا مما يحتاجون. أن أية كمية يتم تقديمها للشخص فإنه يتناولها عن آخرها عملا بمبدأ لا تترك شيئا في طبقك. أن الكميات المتناولة من الطعام قفزت للضعف خلال العشرين سنة الماضية. أن كمية المعجنات قد قفزت إلي خمسة أضعاف عند كثير من الناس. لذلك فقد توصل بعض خبراء التغذية إلي نظام غذائي جديد للتحكم في الكميات المفرطة من الطعام, والذي يستخدم كف اليد والأصابع والعقل لتحديد الكمية المطلوبة لكل شخص من الطعام, فمثلا قطعة اللحم لا تزيد عن راحة اليد, أما المعجنات فتوازي قبضة اليد, والزبد بمقاس عقلة الأصبع, والجبن أقل من حجم إصبعين. وقد يذهل الكثيرون من قلة هذه الكميات ولكنها في الحقيقة هي ما يحتاجه الجسم, أما الباقي فهو زائد عن حاجته وهذا ما يؤدي إلي ارتفاع نسبة السمنة التي يشهدها العالم أجمع. وفي محاولة لتوضيح مدي أهمية تقليل الكمية المتناولة قام أحد الباحثين بدراسة هذه الكميات ومدي تأثيرها علي السمنة وخرج بتوصيات أهمها التقليل من الكميات, مشيرا علي سبيل المثال إلي أن ملعقة صغيرة من الزبد تساوي37 سعرا حراريا أما الملعقة الكبيرة منه فتساوي ثلاثة أضعاف, ذلك أي111 سعرا حراريا بالنسبة لتتبيلة السلطة, فملعقة صغيرة من الزيت تساوي45 سعرا, أما الملعقة الكبيرة13 فتساوي135 سعرا, وبالتالي فهو ينصح باستخدام الخل بدلا من الزيت الزائد, أما بالنسبة للشاي والقهوة فلابد من استخدام المحليات الخاصة بالريجيم أو الاستغناء عن السكرتماما, حيث أن استقطاع ملعقتين من السكر ثلاث مرات يوميا يوفر37 ألف سعر في السنة. ويمكن بتناول الآيس كريم من حين لآخر ولكن بولة واحدة فقط, علما بأن بولة واحدة من الآيس كريم تساوي150 سعرا تقريبا, وبالنسبة للمكسرات يمكن الاكتفاء باثنين أو ثلاثة علي الأكثر حيث أن حوالي100 جرام من المكسرات يحتوي علي600 سعر. وتؤكد د.إيمان سلطان أستاذ التغذية الاكلينيكية بالمعهد القومي للتغذية أن الكميات المتناولة قد زادت بشكل مرعب في السنوات الأخيرة, وأصبحت الكمية المقدمة في المطاعم مضاعفة, وهو ما دفعها إلي عمل دراسة مقارنة بين الكميات المقدمة من عشرين عاما والمقدمة حاليا, كما ربطت أيضا بينها وبين المجهود البدني المطلوب لحرق كل السعرات الحرارية المتراكمة نتيجة زيادة الكمية المقدمة, فمثلا منذ عشرين عاما كان طبق المكرونة مكونا من كوبين مكرونة بالصلصة مع ثلاث كرات صغيرة من الكفتة وهو ما يعطي500 سعر, أما الآن فالكمية المقدمة مكونة من2 كوب من المكرونة بالصلصة مع ثلاث كرات كبيرة من الكفتة ويعطي1025 سعرا وفرق بينهما يساوي525 سعر, وهو ما يحتاج لحرقه إلي أعمال منزلية مدتها حوالي ساعتين و35 دقيقة. ومثال آخر هو البطاطس المحمرة التي تقدم مع الوجبة فهي تحتوي علي210 سعرات لكيس وزنه حوالي70 جراما, أما بعد عشرين عاما فقد أصبحت الكمية المقدمة مع الوجبة تعادل610 سعرات للعبوة195 جراما, أي أن الفرق400 سعر وهو ما يحتاج لحرقه إلي مشي لحوالي ساعة وعشر دقائق. وإذا نظرنا إلي الفيشار سنجد أن علبة الفيشار أيضا كانت مكونة من خمسة أكواب من الذرة بما يعادل270 سعرا أما الآن فهي مكونة من11 كوبا بما يعادل630 سعر وهو ما يتطلب عمل ايروبكس مائي لمدة حوالي ساعة و15 دقيقة, أما فنجان القهوة باللبن كامل الدسم والسكر فكان يحتوي علي45 سعرا أما الآن فقد زاد إلي الضعف وأصبحت السعرات الحرارية350 ويحتاج إلي مشي حوالي ساعة وعشرين دقيقة لحرق الفرق. كل هذه الأمثلة تحتاج إلي إعادة نظر في الكميات التي نتناولها ونحاول التقليل منها بالتدريج للعودة إلي المعدل الطبيعي وبالتالي نحافظ علي أجسامنا من خطر السمنة.