بدأت أمس رحلة إنقاذ التراث المصري في متحف الفن الاسلامي ودار الكتب, حيث بدأت اللجنة الأثرية التي شكلها وزير الدولة لشئون الآثار الدكتور محمد ابراهيم في عمليات الترميم الدقيقة في اعقاب عمليات الحصر التي استغرقت48 ساعة. وفي سياق متصل, وللوقوف علي حجم الاضرار التي تعرضت له المتاحف والاثار خلال الفترة الماضية تقوم ايرينا بوكوفا مدير عام منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو بزيارة لمصر30 ابريل المقبل بناء علي دعوة الدكتور بطرس بطرس غالي الامين العام السابق للامم المتحدة والرئيس الشرفي للمجلس القومي لحقوق الانسان. وتأتي الزيارة في اعقاب الدمار الذي لحق بمتحف الفن الاسلامي بسبب التفجير الارهابي الذي وقع امام مديرية امن القاهرة المواجهة للمتحف يوم الجمعة الماضي وتتزامن الزيارة مع ما أعلنته المنظمة من أنها سوف توفد بعثة فنية من خبراء المنظمة منتصف الاسبوع الجاري لتقييم موقف المتحف الاسلامي وتقديرحجم مااصاب مقتنياته من اضرار تمهيدا لتعبئة كافة امكانيات المنظمة الدولية للمساهمة في مشروعات الترميم الخاصة بمبني المتحف ومقتنياته الاثرية. من جانبه قال الدكتور رأفت النبراوي استاذ الآثار الإسلامية وعميد كلية الاثار السابق ان المتحف الاسلامي به مجموعة ماهرة جدا من المرممين الذين يعملون علي مدار الساعة منذ الجمعة الماضية وانه يري ان القطع الأثرية التي دمرت, وهي لاتزيد عن50 قطعة, يمكن ترميمها وتجهيزها للعرض خلال6 اشهر, وان المتحف الاسلامي يمكن ان يعود لما كان عليه خلال عام اذا توافرت الموارد المالية لذلك واشار الي ان القطع الاثرية التي اضيرت خسارة لكنها جزء صغير من اجمالي المعروضات الأثرية بالمتحف والتي تبلغ1484 قطعة اثرية علي حد قوله, واشار الي ان بعض هذه القطع في حالة سيئة جدا خاصة الزجاجية منها, وبعضها سيعود بعد الترميم الي حالته الاصلية, ويقول انه وفقا للحصر المبدئي لخسائر المتحف فقد تدمر الكثير من المشكاوات الزجاجية منها3 خاصة بالسلطان الناصر حسن بن قلاوون, وواحدة للامير الماس الحاجب, واخري للامير الاشرف خليل بن قلاوون الذي اخرج بقايا الصليبيين من عكا عام690 هجرية, كما تأثرت بعض الاباريق الزجاجية وكأس الامير عبدالصمد وهو اقدم المقتنيات المؤرخة في المتحف, حيث يعود لعام155 هجرية, وهو كأس زجاجي مطعم بنقوش البريق المعدني, وهذا الكأس له اهمية خاصة فقد استخدمه العلماء الانجليز للتدليل علي ان مصر صاحبة الفضل في اختراع هذه المادة لاستخدامها بدلا من الذهب والفضة. ومن جانبه, قال مصطفي خالد مدير عام متحف الفن الاسلامي ان هناك فريق عمل متكامل من المرممين المتخصصين بالمتحف يعملون علي مدار الساعة منذ الجمعة الماضية, وانهم قاموا بتجميع وتغليف القطع الاثرية المتهشمة. ومن جانبها قالت المرممة مني معوض انه تم اجراء عمليات الانقاذ السريع ووضع خطة متكاملة للترميم.