روي أمير المقال القصصي يحيي حقي في إحدي مقالاته, نكتة عن الشاعر علي الليثي نديم الخديو توفيق, وكان الأثرياء يتخاطفونه ويحبسه كل واحد منهم في داره ليستمتع بظرفه ونوادره, فلا يغادر داره إلا وتلقفه ثري آخر وهكذا. وكان يقطع صحراء حلوان علي ظهر حمار متنقلا من مضيف إلي مضيف, فأخذ يناجي صاحب الحمار ويقول له: أتعرف إلي أي شيء تهفو نفسي الآن؟ لقد شبعت من اللحوم والديوك حتي اصبحت لا أطيقها.. من لي بأكلة عدس وبصل أخضر تحرش معدتي؟, لكز الرجل الحمار وقال: يا شيخ علي المسألة بسيطة أذهب إلي بيتكم ولو مرة واحدة فهذا أكلكم يوما بعد يوم, هذه النكتة البليغة تصور الآن حال تلك الوجوه التي مللنا ظهورها الدائم والمستمر علي الفضائيات في برامج التوك شو, وتتنقل بينها في اليوم الواحد!! وتتحدث في كل القضايا والأزمات بلغة الواثق والعارف ببواطن الأمور, وغالبا ما تؤدي رؤيتهم القاصرة إلي اثارة الفرقة والفتنة, ونقول لهم بعد ان صدعوا رءوسنا وانتهت صلاحيتهم, وبعد أن شبعوا من الشهرة والمال: عودوا إلي بيوتكم ولو مرة واحدة, فقد سئم الشعب سماعكم ورؤيتكم. إبراهيم عبد الموجود الدقي جيزة