لم تلفت زيارة الرئيس المؤقت عدلي منصور انتباه الكثير من المعلقين علي الرغم من أهميتها.. الرجل لم يخرج في زيارات خارجية إلي أي دولة اوروبية من قبل خلال تقلده المنصب الرئاسي.. فلماذا اليونان? اليونان تتقلد رئاسة الاتحاد الأوروبي العام الحالي ومن هنا فهي تمثل مفتاحا رئيسيا لاوروبا. اليونان عضو فاعل في الاتحاد الأوروبي يمكن رغم مشكلاته الداخلية أن يلعب دورا بالغ الأهمية في تدفئة العلاقات بين مصر وبقية الدول الاعضاء. اليونان تسعي من خلال تعظيم حجم التعاون السياسي والاقتصادي مع مصر الي المساهمة بقوة في مشروعات محور قناة السويس وهذا ما علمته من مصادر يونانية رفيعة المستوي.. أثينا تسعي إلي تنشيط خطوط التجارة البحرية بين الموانئ اليونانية وبين الإسكندرية عبورا إلي قناة السويس وهو ما ينبغي أن ندعمه بقوة.. إقامة هذا المحور مع اليونان كفيل بجعل مصر مركزا مهما للتجارة العالمية وهو ما يتطلب جهودا كبيرة من جانب مؤسسات الدولة في البلدين بالإضافة إلي مؤسسات المجتمع المدني. لا نريد أن نسمع كلاما من عينة أن اليونان تمر بأزمة اقتصادية.. فمصر ايضا تمر بأزمة اقتصادية.. والأزمة تحتاج إلي من يدفع العجلة الي الأمام.. الأزمة تتطلب مبادرات جديدة.. لا ينبغي أن نقع ضحية قصر العلاقات علي تركيا فقد اكتوينا بنار الإخواني المتآمر علي مصر ومكانتها الإقليمية والدولية المدعو رجب طيب أردوغان.دعم العلاقات مع اليونان تحكمه حسابات سياسية واقتصادية دقيقة وعند الحديث عن هذه المحاور لا ينبغي أن ننسي الصراع علي الغاز في شرق المتوسط.. إسرائيل تتغول علي حقوق الجميع في هذه الاكتشافات ولن نحمي حقوقنا إلا بتوسيع أفق التعاون المتوسطي. ملفات الأمن والتعاون في مكافحة الإرهاب لا يمكن أن تتم مع تركيا وإنما تتم مع اليونان التي تجمعنا به علاقات تاريخية تضرب بجذورها في القدم ولم تشبهها شائبة. أسعدتني زيارة الرئيس المحترم عدلي منصور لليونانننتظر من كل الأطراف أفكارا ملهمة في هذا السياق. لمزيد من مقالات جمال زايدة