عاد الرئيس عدلي منصور إلي أرض الوطن الليلة الماضية قادماً من أثينا. عقب قمة مصرية- يونانية ناجحة. تخللها جلسة مباحثات مع الرئيس اليوناني كارولوس بابولياس. اتفق الرئيس عدلي منصور ونظيره اليوناني علي أهمية محاربة الإرهاب والتطرف اقليميا. ودعم مبادرة اخلاء منطقة الشرق الأوسط من اسلحة الدمار الشامل. والابتعاد عن الحل العسكري في سوريا وانجاح مؤتمر "جنيف 2". وتعميق العلاقات الاسترايتيجة بين مصر والاتحاد الأوروبي. واستكمال بنيان التعاون والتفاعل لتحقيق المصالح المشتركة. وزيادة حجم التبادل التجاري بين مصر واليونان. عقد الرئيس عدلي منصور مؤتمرا صحفيا مشتركا مع نظيره اليوناني.. وفيما يلي نص كلمة الرئيس منصور: يسعدني في البداية أن أتوجه بالشكر للسيد الرئيس "كارولوس بابولياس". رئيس جمهورية اليونان الصديقة علي حفاوة الاستقبال في هذه الدولة العريقة ذات التاريخ المديد كما يهمني أيضا أن اعرب عن صادق مشاعر السعادة بمحادثاتنا الثنائية التي عكست روح الود والتفاهم بين البلدين. والتقارب الكبير بشأن العديد من الموضوعات الثنائية والاقليمية والدولية. وهو أمر ليس بمستغرب فهو يمثل تجسيدا واقعيا لأواصر الصداقة الممتدة بين الشعبين عبر تاريخهما الطويل. لقد جئت إلي هنا معبرا عن مصر جديدة. خطت منذ أيام قليلة خطوتها الأولي علي طريق تأسيس دولة مدنية حديثة تعبر عن إرادة شعوب المنطقة في الحياة الكريمة. لقد أقر الشعب المصري دستوره الجديد الذي يجسد طموحات وآمال ثورة الثلاثين من يونيو 2013. كما تستعد مصر لاستكمال خارطة الطريق التي رسمتها الثورة لتكون مصر بذلك هي بحق دولة جديدة تتطلع لمستقبل زاخر دونما انقطاع عن ماضيها وتتحرك بخطوات واثقة في محيطها الاقليمي لتعمل علي تحقيق مصالحها الوطنية دونما تفريط في هويتها تمد جسور التعاون مع مختلف بلاد العالم لتحقيق سياسة متزنة تفتح أمامها آفاقا أرحب تساهم في تلبية مطالب ثورة شعبها وآماله الكبيرة. من هنا فإن اختياري لجمهورية اليونان كأول دولة غير عربية أقوم بزيارة اليها انما يعكس اهتمامنا بتوطيد العلاقات بين بلدينا الصديقين. كما يعتبر تتويجا للعديد من الاتصالات التي جرت بين بلدينا بعد ثورة الثلاثين من يونيو. وأؤكد في هذا السياق أن هذا النشاط في العلاقات بين بلدينا يستند إلي أرضية صلبة لاسيما وان اليونان كانت ولازالت من أكثر الدول تفهما للظرف التاريخي الذي تمر به مصر. ومن أكثرها ادراكا لمتطلبات المرحلة ولطبيعة التغير في مجتمعنا بعيدا عن الشعارات والقوالب الجامدة التي قد تناسب مجتمعنا ولا تتوافق مع غيره ونحن في مصر نقدر ونثمن المواقف اليونانية التي قامت علي مبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول. والانصياع لارادة الشعوب وتطلعها للتغيير. لقد تناولت مع الرئيس "بابولياس" ورئيس الوزراء "سماراس" الجوانب المختلفة للعلاقات الثنائية بين البلدين. وقد أعربنا عن شعورنا المتبادل بالارتياح لعمق هذه العلاقات وتنوعها. واتفقنا في ذات الوقت علي وجود مساحات أوسع وآفاق أرحب لدعمها. لاسيما واننا نرتبط بالفعل بالعديد من الاتفاقيات والأطر التعاقدية التي تتيح لنا ذلك. ففي المجال الاقتصادي الذي كان محور اهتمامنا. استعرضنا سويا حجم وهيكل التجارة بين البلدين. والذي يقترب من مليار دولار سنويا. واعربنا عن ثقتنا في امكانية زيادة هذا الحجم مستقبلا.. كما يقترب حجم الاستثمارات اليونانية في مصر من مليار دولار ايضا علي الرغم من بعض المشكلات القانونية التي تواجه المستثمر اليوناني بين الحين والآخر. والتي أكدت حرصنا علي حلها.. وقد اتفقنا في هذا المجال علي تكثيف الجهود والاتصالات بين الجانبين خلال الأشهر القادمة لعقد اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والفني في القاهرة في وقت لاحق من هذا العام. وتزداد أهمية زيارتي هذه لليونان كونها تأتي متزامنة مع بدء تولي اليونان للرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي. الذي نتوقع منه بل سنسعي معه لاستكمال بنيان التعاون والتفاعل بما يحقق مصالحنا المشتركة. كما نعول علي رئاسة اليونان للاتحاد للدفع نحو تعميق العلاقات الاستراتيجية بين مصر والاتحاد الاوروبي وصولا إلي حصول مصر علي وضعية متقدمة في شراكتها مع الاتحاد. وهذا فضلا عن الدور الهام الذي يمكن لليونان أن تلعبه فيما يتعلق بتفعيل التعاون في منطقة شرق المتوسط. وأيضا في تنفيذ المشروعات المشتركة في اطار الاتحاد من أجل المتوسط في مختلف المجالات. ومن المؤكد أن البعد الخارجي كان حاضرا بشدة في محادثاتنا خاصة في ضوء الاحداث والتطورات المتلاحقة في منطقتنا.. تناولنا الشأن السوري. وأكدنا ضرورة الابتعاد عن الحل العسكري وفتح آفاق الحل السياسي لإنجاح مؤتمر "جنيف 2". وهو ما يضع مسئولية كبيرة علي الجانبين للتوصل لانفراجة تلبي تطلعات الشعب السوري وتحافظ علي وحدته. وتطرقنا لمسار عملية السلام في الشرق الأوسط. حيث رحبنا بالجهود الامريكية في هذا المجال وأكدنا أهمية وضع الاطار العام للحل النهائي للصراع العربي الاسرائيلي وهو ما يتطلب التزام الجانبين بالمرجعيات الاساسية المتفق عليها. كما استعرضنا ايضا أهم التطورات بشأن المبادرة المصرية لاخلاء منطقة الشرق الأوسط من جميع أسلحة الدمار الشامل واتفقت رؤيتنا بأن هذه المبادرة تصب في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة.. كما أكدنا سويا علي أهمية محاربة الارهاب والتطرف. سواء علي المستوي الوطني أو الاقليمي.. لا يسعني في النهاية الا أن أكرر شكري للسيد الرئيس "كارولوس بابولياس" علي حفاوة الاستقبال ودفء المشاعر التي لمستها هنا في أثينا. وأن أعبر عن ثقتي في رحابة العلاقات بين بلدينا وعزمنا علي تنمية هذه العلاقات ودعمها لما فيه صالح الشعبين الصديقين وشكرا.. وأكد الرئيس اليوناني كارلوس بابولياس أن بلاده تعترف بدور مصر الريادي في المنطقة وستساند الشعب المصري علي الصعيد الثنائي وداخل الاتحاد الأوروبي. قال الرئيس اليوناني ان العلاقات بين البلدين هي علاقات تاريخية وعميقة وتعتبر نموذجا للصداقة والتعاون.. مؤكدا دعم بلاده لمصر في المرحلة الانتقالية التي تمر بها لتحقيق الاستقرار في ظل الديمقراطية وسيادة القانون. أوضح أنه بحث مع الرئيس منصور العديد من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية بين البلدين والسياسية الرامية إلي تحسين هذه العلاقات وتعميقها بصورة أكبر.. كما تناولا العلاقات التجارية ومواضيع متصلة بالاستثمارات في مصر والأمور القانونية والخاصة بعدد من المستثمرين في مصر. أضاف أنه تم بحث الموضوعات الاقليمية والدولية.. مؤكدا تطابق وجهات النظر في تلك الموضوعات.. موضحا ان اليونان ستستمر في تأييد الحل العادل والشامل للمشكلات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط التي تشغل السياسة الخارجية المصرية أيضا والتي كانت مساهمة مصر فيها حاسمة.. وأشار بابولياس إلي أنه احاط الرئيس منصور بأولويات الرئاسة اليونانية وخاصة الموضوعات المتعلقة بادارة الحدود البحرية للاتحاد الاوروبي.