واجه السيد سامي شرف أشهر من شغل منصب سكرتير رئيس الجمهورية للمعلومات في تاريخ مصر الحديث ووزير شئون رئاسة الجمهورية موقفا صعبا في الاحتفال بالذكري السادسة والتسعين لميلاد الرئيس جمال عبدالناصر بعد أن قدمه للإعلاميين في المناسبة المهندس عبدالحكيم عبدالناصر.. وذلك عندما سأله أحد الإعلاميين هل كنت سكرتيرا ووزيرا في عهد عبدالناصر أم السادات أم مبارك؟ شعر الرجل بالصدمة لعدم معرفة بعض الإعلاميين بدوره برغم أنه كان حاضرا في لحظات فارقة في التاريخ المصري. وقال سامي شرف متأثرا أحرص علي الوجود في كل مناسبة تخص اسم الرئيس جمال عبدالناصر تلك الشخصية التي عاصرتها21 عاما متواصلة وكان رئيسا لمصر ومن ابرز الزعماء الكبار في العالم, ويكشف عن أن سر قوة شخصية عبدالناصر كانت في بساطته فهو لم يتغير في أي شيء بعد أن اصبح أول رئيس للجمهورية واستمر في نفس عاداته وحياته حتي يوم رحيله عام.1970 وأضاف كان آخر ظهور لي في مناسبة ذكري ميلاد الزعيم جمال عبدالناصر السادسة والتسعين ذهبت للاحتفال بها في مسجد عبدالناصر الذي به ضريحه, وبالمناسبة شعرت بصدمة من ضعف المعلومات التاريخية عند بعض الشباب. وقال حزني ليس بسبب عدم معرفة هذا الجيل بي لكن عدم الالمام بتاريخ مصر الحديث, وليس القديم والغريب أن البعض منهم سألني هل أنت كنت وزيرا؟ وكان جوابي نعم وتكرر السؤال في عهد من هل الرئيس عبدالناصر أم السادات أم مبارك لحظتها شعرت بحجم المشكلة. ووصف الرئيس عبدالناصر بأنه كان إنسانا بمعني الكلمة وكان يردد دائما المثل الشائع للمشي عدل يحتار عدوك فيك, وهو شخص بسيط في كل شيء ومن أول تاريخه حتي يوم وفاته لم يتغير وهو نفس الشخص الذي عرفته أول مرة عام1949 حتي رحيله عام.1970 وقد عاش حياة قصيرة فقد رحل عن52 عاما و8 أشهر و13 يوما ظهر فيها علي مسرح التاريخ لمدة18 عاما لكنه انجز الكثير لوطنه وامته. إن الصورة الطبيعية والجماهيرية لعبدالناصر لم تكن نتيجة جهود خبراء ولا كانت حصيلة دراسات أو أبحاث إنما كانت نابعة من ارتباطه بتراب هذا الوطن الذي جسده في شخصه. وأوضح أن عبدالناصر كان يجيد اللغتين الانجليزية والفرنسية بطلاقة تامة ومع هذا كان يفضل أن يستعين بمترجم خلال الحوار مع الرؤساء والزعماء وكان موقفه هو احترام اللغة العربية ويقول لماذا لا يتحدث البريطاني أو الأمريكي أو الفرنسي معي بالعربية؟ وقال كنت أختلف معه بصوت عال في تقييم بعض القرارات أو المواقف لكن لا يحدث خلاف, وهو بالمناسبة كان يستمع جيدا ويتقبل وجهات النظر ولا يعترض وأتذكر هنا ما كتبه يوجين جوستين أحد كبار رجال المخابرات المركزية الأمريكية التي قادت الحرب الشرسة ضد جمال عبدالناصر. إن المشكلة الحقيقية مع ناصر أنه بلا رذيلة مما يجعله من الناحية العملية غير قابل للتجريح, فهو لا يمكن شراؤه أو رشوته أو حتي تهويشه نحن نكرهه ككل, لكننا لا نستطيع أن نفعل شيء تجاهه إنه لعنة جميلة. وعن علاقته مع الإخوان قال إن الإخوان المسلمين كانوا منذ البداية يبذلون المحاولات لفرض الوصاية علي الثورة ومحاولة احتوائها وحاولوا تنصيب انفسهم كالاب الروحي للثورة لتلتزم بالتالي بتوجيهاتهم السياسية وحينما شعروا بفشلهم في احتواء الثورة وفرض وصايتهم عليها خصوصا بعد فشل محاولاتهم بالاشتراك مع الوفد والشيوعيين في التآمر علي الثورة والقضاء عليها فيما سمي بأزمة مارس1954 التي كان من مخططاتها ايضا احتواء اللواء محمد نجيب تحولوا إلي ممارسة نوع خطير من الضغط تمثل في العنف والإرهاب المسلح الذي بلغت ذروته في أكتوبر سنة1954 في حادث المنشية بالإسكندرية حين حاولوا قتل جمال عبدالناصر, هذا الحادث الذي كان له ر دود فعل واسعة جعلت منه نقطة تحول مهمة في سلوك النظام الثوري. واعتبر أن حرب اليمن لم تكن ورطة ولم تستنزف الاقتصاد المصري, كما يردد البعض فالتكلفة المالية لحرب اليمن من نهاية سنة1962 تقريبا حتي سنة1967 لم تتعد500 مليون جنيه والمساعدات التي حصلت عليها مصر من قمة الخرطوم كانت أكثر من ذلك, والمساعدات التي حصلت عليها مصر بعد حرب1973 تجاوزت الألف مليون جنيه. وخلال الفترة من سنة1962 حتي سنة1967 التي كانت حرب اليمن مشتعلة فيها استطاعت مصر أن تحقق بنجاح غير عادي وغير مسبوق أهم خطة للبناء والتنمية في العالم الثالث كله, والاتحاد السوفيتي تنازل عن ثمن الاسلحة والمعدات التي استخدمتها القوات المسلحة المصرية في اليمن. مشيرا إلي أن لكل قرار ظروفه الاستراتيجية فبعد تأميم قناة السويس حدث العدوان الثلاثي لكن الآن يقول الحقيقة ويتحدث عن الدخل القومي الذي تحققه القناة لمصر بعد رحيل عبدالناصر.