«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جيهان السادات : عبدالناصر اختار (أنور) نائبا خوفا من الاغتيال في المغرب
نشر في الشروق الجديد يوم 02 - 10 - 2009

قالت السيدة جيهان السادات أرملة الرئيس المصرى السابق إنها أحبت زوجها الراحل قبل أن تراه بعد أن سمعت ببطولته وشجاعته من ابن عمتها الذى سجن معه على ذمة قضية اغتيال أمين عثمان.
وشددت على عمق العلاقة التى جمعت بينه وبين الزعيم جمال عبدالناصر، مؤكدة أن البيت الوحيد الذى عبدالناصر ينفس فيه عن روحه كان بيتها.
وأضافت جيهان السادات فى حوارها مع الإعلامى أحمد المسلمانى فى برنامج
الطبعة الأولى الذى أذيع على فضائية دريم مساء أمس «أن عبدالناصر هاتف زوجها قبل وفاته وأخبره أنه سيزوره فى منزله ليتناول معه العشاء»، إلا أن القدر حال دون ذلك وتوفى عبدالناصر فى ليلة من أصعب الليالى التى مرت بها.
وإلى نص الحوار:
الرئيس أنور السادات كان معروفا كمناضل أو مشاغب سياسى وهناك حالة من الالتباس لدى البعض حول هل كان أقرب إلى الألمان؟ هل كان فى مساحة مع النازيين؟ هل كان اجتهادا فرديا فى العمل الوطنى؟ فماذا عن الرئيس السادات قبل عام 1952؟
قبل أن نتزوج كان أنور ضد الاحتلال البريطانى لمصر، وكان يميل للألمان وليس النازيين لأنه كان يعتبر أنهم سيخلصون مصر من الاحتلال البريطانى، وسجن فى فترة من الفترات بعد اتصاله بجاسوس ألمانى، وحاول عزيز المصرى حينها أن يطير بطائرة ليقابل رومل إلا أنها وقعت.
وبالفعل كان السادات يميل للألمان، وتأييده لهم كان على قاعدة أن عدو العدو صديق ومن منطلق الإيمان بالثقافة الألمانية أيضا وكان يجيد الألمانية.
هل الدافع الرئيسى لارتباطك بالسادات أنه كان شخصا معروفا فى الحياة السياسية قبل الثورة؟
فى الحقيقة أنور كان زميل كفاح لزوج ابنة عمتى وتعرضا للسجن أكثر، وهربا مع بعضهما، حينها كنت فى المرحلة الثانوية وكنا فى الإجازة، وذهبت للسويس لأقضى إجازة الصيف عند عمتى، وحكى لى ابنها عن السادات، فضلا عن أننى كنت أتابعه منذ قضية أمين عثمان، فأعجبت به كبطل وطنى، علما بأن أمى إنجليزية، لكننى لا أحب أن يحتل الإنجليز أو غيرهم بلدى، فكنت فخورة بالشخص الذى دافع عن بلده ليس بالكلام فقط، لكنه أتسجن وهرب وقاسى بطريقة لا تتخيلها، لدرجة أنه اشتغل شيال وسواق لورى، علما بأنه كان ضابطا وكان ممكن يفضل ضابط ويظل يشجب ولكن طول عمره كان إنسانا عمليا بما يؤمن والحقيقة أحببته قبل أن أراه، أحببت فيه البطولة، وحبه لمصر.
هل كنت على دراية بدخول السادات تنظيم الضباط الأحرار؟
السادات انضم للضباط الأحرار قبل دخوله السجن، ولكنه ابتعد قليلا خلال فترة سجنه لكنهم كانوا على اتصال به بالأصح جمال عبدالناصر، وعندما خرج انضم لهم مرة أخرى وعاد للجيش، وقال لى حينها «إن الجيش مكانى وأنا مش حاسس إن لى فى مجال المقاولات»، وانتقلنا إلى الإسماعيلية وبعدها العريش، ومن هناك عبدالناصر أرسل له وقال له انزل المشروع سيبدأ، وعندما نزل فى غير موعد إجازته سألته فقال لى «إن هناك بعض الأشياء التى يريد عملها».
هل قابلت الرئيس عبدالناصر قبل الثورة؟
نعم فقد اجتمعوا بمنزلنا أكثر من مرة ولقائى به كان يقتصر على اللقاء التحية.
هل كنت على دراية بما يدبرون له؟
أبدا والله، لم أشعر بما يدبرون له لأنه لم يسبق أن يكون فى تاريخ مصر الحديث ثورة، فلم يكن عندى تصور، لكنه كان وعد والدى بعدم الاشتغال فى السياسة، وقبل الثورة بشهر قال لى يا جيهان «أنا مش قادر اجلس فى اجتماعات وأتكلم فى السياسة وأنا مقيد بالوعد الذى وعدته لوالدك»، فقلت له «يا أنور انت مش متجوز والدى انت متجوزنى أنا، وأنا فخورة لأنك مكافح ووطنى وبتحب بلدك ويجب ألا يوجد وعد يفصلك عن زملائك»، ووقتها كنت أظن أنهم يجتمعون ليتحدثون فقط فى السياسة ولم يخطر ببالى أكثر من ذلك.
هناك كلام كثير حول ليلة الثورة وموضوع السينما ودور الرئيس السادات.. فماذا تذكرين عنها؟
جاء فى غير موعد إجازته وجاء بناء على طلب الرئيس عبدالناصر كى يكونا معا عندما تقوم الثورة، وقال لى فى التليفون «إن والدتى مريضة» لكنى لم أصدق، فقال لى «يا جيهان أنا نازل أقضى إجازة وقال تعالى نذهب للسينما» وكان ذلك فى أول ليلة نزل فيها وكان الذهاب إلى السينما أقصى فسحة عندنا، وذهبنا وانقطع النور أثناء العرض فعدنا إلى البيت، وكان بيجرج السيارة فأعطانى البواب جوابا مكتوبا عليه المشروع يبدأ الليلة جمال عبدالناصر فتخيلت أن هناك مشروعا بينهما ولم أظن أن هناك ثورة فصعد سريعا وارتدى البدلة العسكرية وقال لى إن أحد أصدقائه دخل المستشفى ويجب أن يذهب له، وكانت الساعة 12 ووصل هناك وطلب عبدالحكيم عامر لأنه لم يكن معه كلمة السر فدخل وجلس معهم وفى الصباح تلا بيان الثورة فى الإذاعة.
قبل البيان كنت زعلانة جدا لأن أنور خرج ولم يعد حتى الصباح، فاتصل بى قبل إذاعة البيان وقال لى افتحى الراديو واسمعى البيان ففهمت وشعرت أن هناك شيئا أكبر مما كنت أتخيل. فذهبت يومها إلى علا بركات ابنة خالتى وزوجة الصحفى إبراهيم نافع فقالت لى إن الدبابات تملأ الشوارع فقلت لها عشان كده أنور قال البيان فى الإذاعة ولم يخطر على بالى أنها ثورة وسيخرجون الملك.
وكيف كان شعورك عند خروج الملك وإنهاء الملكية؟
كنت سعيدة، وبعد ثلاثة أيام عاد لى أنور حيث جاء يوم 26، وقال إن الثورة تمت بلا دماء.
هل كانت هناك تخوفات عند الرئيس السادات وقتها من المستقبل الغامض؟
بالعكس كانت هناك فرحة وثقة بالنفس وكانوا مجموعة مخلصة هدفها الأول صلاح البلد..
فى عام 1954 حدث صراع بين الرئيس عبدالناصر والرئيس محمد نجيب فكيف كان تقدير الرئيس السادات وأين كان موقعه فى هذا الصراع؟
موقعه كان بجانب عبدالناصر منذ أول يوم فى الثورة وحتى آخر يوم قبل وفاة عبدالناصر لأنه كان مؤمنا به جدا، وكان بالنسبة له مفجر الثورة فالسادات وقف فى صف عبدالناصر ضد محمد نجيب.
ألم يذكر لكى الرئيس السادات تحليله لخروج محمد نجيب من السلطة؟
قال لى بالطبع حتى إن الأمر وصل فى وقت من الأوقات أنه كان يريد أن يترك مصر، لدرجة أنه قال لى «حضرى نفسك كى نعيش فى لبنان»، فقلت له «اللى انت شايفه أنا معاك»، كما اختلف مع بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة بخلاف موقفه من محمد نجيب لكن عبدالناصر أقنعه أن يظل فى مصر.
كيف استطاع الرئيس السادات أن يستمر السنوات من 56 إلى 70 وسط هذه الخريطة المعقدة فى مجلس قيادة الثورة؟
الحقيقة أنهم كانوا يختلفون ويتفقون، مثل أى ثورة فى العالم بتصفى نفسها بنفسها، بلا شك كانوا مخلصين ووطنيين لكن حدث بعض التصفيات التى لم تبق إلا على عبدالناصر، وعبدالحكيم عامر، وحسين الشافعى، والسادات فقط.
أين كان الرئيس السادات فى 1956 بعد التأميم وصعود كاريزما جمال عبدالناصر؟
أنور السادات موجود من أول الثورة، حتى فوجئ عندما تم تعيينه وزيرا سنة 1956، كان عبدالناصر يخبره دائما عندما يحدث تغيير وزارى أنه هيدخل الوزارة فيقول له «لا»، حيث كان مسئول عن جريدة الجمهورية ثم الإذاعة والتليفزيون، وكان دائما يقول لعبدالناصر «أنا مش بتاع مناصب وأنا دايما فى خدمتك، وفى 56 عينه عبدالناصر وزيرا فاضطر أن يقبل.
أثناء اختلاف أعضاء مجلس قيادة الثورة فى 56 على قرار التأميم، ومنهم من اعتبره قرارا متسرعا، خاصة بعد العدوان الثلاثى، وبعضهم طالب عبدالناصر بأن يسلم نفسه.. هل السادات كان حاسما فى قرار التأميم والمواجهة؟
نعم بلا شك فكان بجانب عبدالناصر لآخر لحظة.
1958 فيما بعد الوحدة مع سوريا البعض كان له ملاحظات أن هذه الوحدة لم تكن إيجابية للدولة المصرية والبعض يروى مثل الأستاذ هيكل على سبيل المثال أن الرئيس السادات كان سببا داعما لفكرة الوحدة مع سوريا؟
أنور السادات كان مؤمنا بجمال عبدالناصر، مؤمنا بما يفعله سواء كان وحدة أو تأميم قناة وكان يقف بجانبه ويؤيده بشدة.
ألم يراجع السادات نفسه فى قضية الوحدة؟
لا بالعكس فبعد ذلك جاءت حرب اليمن وذهب السادات إلى هناك وظل مع عبدالحكيم عامر.
إذن هو كان مع الوحدة ومع حرب اليمن؟
نعم.
وهل ندم السادات على التسرع فى الوحدة أو الدخول فى حرب اليمن؟
لم يندم لأن عبدالناصر كان له نظرة بعيدة فكان حلم القومية العربية هدفه، وكان يريد أن يضم العرب كلهم فى يد واحدة لذلك كان أنور السادات بجانبه ويؤيده.
هل اتخذ السادات موقفا من التأميمات علما بأنه أكثر ليبرالية فيما بعد؟
وقف مع فكرة التأميم لأن الدولة والشعب المصرى كله كانت لهم مصلحة فى ذلك، وبعد وفاة عبدالناصر وقفت هذه التأميمات لأن ما تم حتى 1970 كان كافيا.
من يتحمل مسئولية النكسة فى تقديرك وكيف كان الرئيس السادات يرى هذه الحرب؟
الرئيس عبدالناصر أعلن أنه سوف يتحمل المسئولية وأعلن أنه سوف يعتزل، ولكن الشعب رفض هذا وقال: ربان المركب لا يجب أن يتركها تغرق يجب أن يكمل بنا لبر الأمان، وكان أيامها أنور السادات رئيس مجلس الأمة، والشعب كله كان ثائرا وخرجت المظاهرات، وأنا خرجت فى إحداها حتى يستمر عبدالناصر ولا يتنحى.
كيف استقبلت خبر قرار التنحى؟
خرجت فى مظاهرة مع الهلال الأحمر وخرجنا كسيدات نطالب باستمرار عبدالناصر فى الحكم.
هل أخبرك السادات برؤيته العسكرية لما حدث فى 1967؟
فى 67 كنت أعمل فى الهلال الأحمر وزرت الجنود فى المستشفيات، وكان من بين الجرحى فى ذلك الوقت محافظ القاهرة الأسبق سعد مأمون والذى كان وقتها ضابطا فى الجيش وقال لى أنا عايز أقابل الرئيس السادات الذى كان يشغل منصب رئيس مجلس الشعب فعندما عدت للبيت قلت له فيه ضابط برتبة كبيرة فى مستشفى المعادى يريد مقابلتك وكان وقتها السادات حزينا جدا للهزيمة.
وذهب له فى اليوم التالى وجلس معه ويبدو أن مأمون قال له على حاجات حدثت فى الهزيمة ويبدو أنه قال له على حاجات يبلغها للرئيس عبدالناصر. وهى أنه لم يوجد ترتيب، ولا تنظيم أو دراسة وهذا ما فهمته.
فى هذا الوقت كنت قريبة من مصنع القرار ومن المطبخ السياسى هل كانت هناك توقعات ولو بدرجة 1% أن تحدث هزيمة بهذا الحجم؟
لا أنا فوجئت وأنا أولادى كانوا صغار جدا ومنهم من كانوا فى الحضانة والمدارس وأول ما الضرب بدأ قلت له يا أنور الضرب ابتدا فقال لى خلى اليهود ياخدوا درس فكان لديه ثقة كبيرة ولم يكن عنده أى شك أننا سننتصر فلما انهزمنا أسرعت وأخذت السيارة وأحضرت ولادى من المدرسة كى لا يحدث زعر وهرج ومرج فقلت أجيبهم البيت وبعد ذلك ذهبت للهلال الأحمر أتابع عملى مع السيدات والمتطوعات، والسادات كان وقتها حزينا جدا وهو إلى حد ما مسئول عن الهزيمة والمسئولية الكبرى تقع على عبدالناصر لأنه هو الذى يعين وزير الحربية بتاعه ولم يكن هناك ترتيب كاف للمعركة بدليل أن طائراتنا ضربت على الأرض وده كان شىء مؤلم جدا.
هل قابلت المشير عامر قبل 1967 وسمعت منه تقديرات عن الحرب؟
قابلته طبعا ولكنه لم يذكر تقديراته عن الحرب.
هل كان هناك خلاف قبل 67 بين عبدالناصر وعامر؟
لم يكن هناك نهائيا قبل 67 أى خلاف بينهما بالعكس كان عبدالحكيم عامر أصدق صديق لعبدالناصر، وكان ذلك حتى 5 يونيو 67 فعندما حدثت الهزيمة تغيرت الأمور.
كيف؟
الرئيس عبدالناصر صدم لأن ثقته كانت بلا حدود فى عبدالحكيم عامر وفى الجيش وما حدث هز الثقة وعمل فجوة وصراع.
هل الرئيس السادات أبدى رأيا أو تحليلا فى نهاية المشير؟
لم يبد ولكن عبدالحكيم زارنا مرة وكان الصراع احتدم وأصبح على مرأى ومسمع من الناس فقلت لعبدالحكيم تقدم باستقالتك فقال لى اتفقت أنا وعبدالناصر على أن نقدم استقالتنا معا، وفعلا عبدالناصر أعلن تنحيه، لكن الشعب أجبره على أن يرجع والذى أغضب عبدالحكيم أن عبدالناصر عاد ولا يريد أن يعود معه عامر.
وفاة المشير عامر مساحة من الضباب فهل هى اغتيال أم وفاة طبيعية؟
لا أعرف ولا أتخيل أن عبدالناصر يتسبب فى موت أصدق صديق له، إلا إذا كان من قام بها غير عبدالناصر، وأنا ذهبت إلى العزاء ولم يحضر أحد من أعضاء مجلس قيادة الثورة وعبدالحكيم عامر كإنسان كان شخصية لطيفة ومحبوبة جدا.
كيف كان وضع أسرة عبدالحكيم عامر عندما ذهبت لتقديم واجب العزاء؟
لم يتقبلوا وجودى وأنا أعذرهم فى ذلك لأنهم كانوا متصورين أن النظام هو الذى اغتال أبوهم والسادات كان ضمن هذا النظام فلم يتقبلوا وصرخوا فانسحبت.
هل كان عنده أمل فى حرب أكتوبر فيما بعد؟
طبعا لم تكن حرب أكتوبر فى ذهنه لكن حرب الاستنزاف كانت واجبا وطنيا كى نؤكد لإسرائيل أننا لسنا نائمين وأن لدينا جنودا شجاعة، والهزيمة لم تكن لعبدالحكيم عامر فقط لكن أكيد القادة اللى كانوا حوله بعضهم لم يكن كفأ ولم يوصلوا له الصورة الكاملة والحقائق الكافية فالاتهام يقع على الجميع وليس عبدالحكيم عامر فقط.
علاقة الرئيس عبدالناصر بالرئيس السادات فى الفترة من 1967 إلى 1970 كيف كانت؟
من 67 إلى بعد الهزيمة إلى 1970 كان أكثر وقت اقترب فيه أنور السادات فبعد الهزيمة لم يكن هناك بيت ينفس فيه عبدالناصر عن نفسه والبيت الوحيد الذى كان يجد راحته فيه هو بيتى فكان يأتى عندنا مرة فى الأسبوع على الأقل.
هل توقعت أن يختار عبدالناصر السادات نائبا له؟
كانت مفاجأة كبيرة لى ولأنور لأن عبدالناصر كان مسافرا إلى المغرب وقيل له وقتها إن هناك مؤامرة ضده فخاف أن تنجح المؤامرة واتصل بأنور وقال له تأتى غدا صباحا لتحلف اليمين نائبا لرئيس الجمهورية وذهب عبدالناصر للمغرب ثم عادا سالما.
كيف استقبلت وفاة الرئيس جمال عبدالناصر، وهل كان من المفترض يومها أن يتناول العشاء فى بيتك؟
كانت ليلة من أصعب الليالى، اتصل عبدالناصر بأنور وقال له: «سأتناول العشاء عندك النهارده»، وكانا فى هذه الأثناء مجتمعين فى هيلتون رمسيس كى يصلحا بين الفلسطينيين والملك حسين بعد أن وقعت أحداث أيلول الأسود، وكان عبدالناصر مصابا بالسكر وكان يقوم بمجهود قاس جدا عليه، يومها بعد ما رجع إلى بيته اتصل بأنور وأخبره أنه سيتعشى معنا، وأخبرنى أنور، بعدها فوجئنا بتليفون من منزل عبدالناصر يطلب حضور أنور فذهب وعندما عرف الخبر اتصل بى وطلب منى الحضور، وفى الطريق انتابنى إحساس غريب وبمجرد دخولى عرفت أن هناك حدثا جللا وحاولت أن اطلع لحرم الرئيس وأواسيها وأنا طالعة السلم قابلنى ابنها خالد وقال لى إن والدتى واخدة منوم، بعدها نزلت وذهبت لبيتى وأنا أبكى إلى أن أعلن السادات الخبر فى التليفزيون.
فى جنازة عبدالناصر لم يحضر الرئيس السادات وقيل وقتها إنه يخشى محاولة اغتيال؟
أنور حضر راح ومشى فى الجنازة ولكنه أغمى عليه ووقع فى الجنازة ولذلك لم يكمل بقية الجنازة.
أنيس منصور قال إن هناك خوفا من محاولة اغتيال النائب؟
احتمال وأنيس منصور يقول اللى على كيفه والسادات حضر الجنازة لكنه وقع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.