رغم الارتفاع العالمي.. مفاجأة في سعر الذهب اليوم الأربعاء    ندوة "تحديات سوق العمل" تكشف عن انخفاض معدل البطالة منذ عام 2017    مدير المخابرات الأمريكية يزور إسرائيل لاستكمال مباحثات هدنة غزة اليوم    الأردن وأمريكا تبحثان جهود وقف النار بغزة والهجوم الإسرائيلي على رفح    ميدو: عودة الجماهير للملاعب بالسعة الكاملة مكسب للأهلي والزمالك    شريف عبد المنعم: توقعت فوز الأهلي على الاتحاد لهذا الأمر.. وهذا رأيي في أبو علي    المتحدث الرسمي للزمالك: مفأجات كارثية في ملف بوطيب.. ونستعد بقوة لنهضة بركان    إعادة عرض فيلم "زهايمر" بدور العرض السينمائي احتفالا بعيد ميلاد الزعيم    ياسمين عبد العزيز: محنة المرض التي تعرضت لها جعلتني أتقرب لله    شاهد.. ياسمين عبدالعزيز وإسعاد يونس تأكلان «فسيخ وبصل أخضر وحلة محشي»    ماذا يحدث لجسمك عند تناول الجمبرى؟.. فوائد مذهلة    بسبب آثاره الخطيرة.. سحب لقاح أسترازينيكا المضاد لكورونا من العالم    5 فئات محظورة من تناول البامية رغم فوائدها.. هل انت منهم؟    «الجميع في صدمة».. تعليق ناري من صالح جمعة على قرار إيقافه 6 أشهر    متحدث الزمالك: هناك مفاجآت كارثية في ملف بوطيب.. ولا يمكننا الصمت على الأخطاء التحكيمية المتكررة    «لا تنخدعوا».. الأرصاد تحذر من تحول حالة الطقس اليوم وتنصح بضرورة توخي الحذر    الداخلية تصدر بيانا بشأن مقتل أجنبي في الإسكندرية    تحت أي مسمى.. «أوقاف الإسكندرية» تحذر من الدعوة لجمع تبرعات على منابر المساجد    عاجل.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه لفلسطين المحتلة لاستكمال مباحثات هدنة غزة    مغامرة مجنونة.. ضياء رشوان: إسرائيل لن تكون حمقاء لإضاعة 46 سنة سلام مع مصر    3 أبراج تحب الجلوس في المنزل والاعتناء به    "ارتبطت بفنان".. تصريحات راغدة شلهوب تتصدر التريند- تفاصيل    رئيس البورصة السابق: الاستثمار الأجنبي المباشر يتعلق بتنفيذ مشروعات في مصر    «العمل»: تمكين المرأة أهم خطط الوزارة في «الجمهورية الجديدة»    مواعيد مباريات اليوم الأربعاء والقنوات الناقلة، أبرزها مواجهة ريال مدريد والبايرن    رئيس إنبي: نحن الأحق بالمشاركة في الكونفدرالية من المصري البورسعيدي    جريشة: ركلتي جزاء الأهلي ضد الاتحاد صحيحتين    كيف صنعت إسرائيل أسطورتها بعد تحطيمها في حرب 73؟.. عزت إبراهيم يوضح    تأجيل محاكمة ترامب بقضية احتفاظه بوثائق سرية لأجل غير مسمى    هل نقترب من فجر عيد الأضحى في العراق؟ تحليل موعد أول أيام العيد لعام 2024    ضبط تاجر مخدرات ونجله وبحوزتهما 2000 جرام حشيش في قنا    الأونروا: مصممون على البقاء في غزة رغم الأوضاع الكارثية    أبطال فيديو إنقاذ جرحى مجمع ناصر الطبي تحت نيران الاحتلال يروون تفاصيل الواقعة    اعرف تحديث أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 8 مايو 2024    عاجل - "بين استقرار وتراجع" تحديث أسعار الدواجن.. بكم الفراخ والبيض اليوم؟    تراجع سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الأربعاء 8 مايو 2024    معجبة بتفاصيله.. سلمى الشماع تشيد بمسلسل "الحشاشين"    حسن الرداد: إيمي شخصيتها دمها خفيف ومش بعرف أتخانق معاها وردودها بتضحكني|فيديو    «خيمة رفيدة».. أول مستشفى ميداني في الإسلام    فوز توجيه الصحافة بقنا بالمركز الرابع جمهورياً في "معرض صحف التربية الخاصة"    رئيس جامعة الإسكندرية يشهد الندوة التثقيفية عن الأمن القومي    موقع «نيوز لوك» يسلط الضوء على دور إبراهيم العرجاني وأبناء سيناء في دحر الإرهاب    بعد تصريح ياسمين عبد العزيز عن أكياس الرحم.. تعرف على أسبابها وأعراضها    اليوم، تطبيق المواعيد الجديدة لتخفيف الأحمال بجميع المحافظات    وفد قومي حقوق الإنسان يشارك في الاجتماع السنوي المؤسسات الوطنية بالأمم المتحدة    اليوم.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ذي القعدة لعام 1445 هجرية    أختار أمي ولا زوجي؟.. أسامة الحديدي: المقارنات تفسد العلاقات    ما هي كفارة اليمين الغموس؟.. دار الإفتاء تكشف    دعاء في جوف الليل: اللهم امنحني من سَعة القلب وإشراق الروح وقوة النفس    سليمان جودة: بن غفير وسموتريتش طالبا نتنياهو باجتياح رفح ويهددانه بإسقاطه    انتداب المعمل الجنائي لمعاينة حريق شقة سكنية بالعمرانية    صدمه قطار.. إصابة شخص ونقله للمستشفى بالدقهلية    دار الإفتاء تستطلع اليوم هلال شهر ذى القعدة لعام 1445 هجريًا    طريقة عمل تشيز كيك البنجر والشوكولاتة في البيت.. خلي أولادك يفرحوا    الابتزاز الإلكتروني.. جريمة منفرة مجتمعيًا وعقوبتها المؤبد .. بعد تهديد دكتورة جامعية لزميلتها بصورة خاصة.. مطالبات بتغليظ العقوبة    إجازة عيد الأضحى| رسائل تهنئة بمناسبة عيد الأضحى المبارك 2024    القيادة المركزية الأمريكية والمارينز ينضمان إلى قوات خليجية في المناورات العسكرية البحرية "الغضب العارم 24"    ضمن مشروعات حياة كريمة.. محافظ قنا يفتتح وحدتى طب الاسرة بالقبيبة والكوم الأحمر بفرشوط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جيهان السادات : عبدالناصر اختار (أنور) نائبا خوفا من الاغتيال في المغرب
نشر في الشروق الجديد يوم 02 - 10 - 2009

قالت السيدة جيهان السادات أرملة الرئيس المصرى السابق إنها أحبت زوجها الراحل قبل أن تراه بعد أن سمعت ببطولته وشجاعته من ابن عمتها الذى سجن معه على ذمة قضية اغتيال أمين عثمان.
وشددت على عمق العلاقة التى جمعت بينه وبين الزعيم جمال عبدالناصر، مؤكدة أن البيت الوحيد الذى عبدالناصر ينفس فيه عن روحه كان بيتها.
وأضافت جيهان السادات فى حوارها مع الإعلامى أحمد المسلمانى فى برنامج
الطبعة الأولى الذى أذيع على فضائية دريم مساء أمس «أن عبدالناصر هاتف زوجها قبل وفاته وأخبره أنه سيزوره فى منزله ليتناول معه العشاء»، إلا أن القدر حال دون ذلك وتوفى عبدالناصر فى ليلة من أصعب الليالى التى مرت بها.
وإلى نص الحوار:
الرئيس أنور السادات كان معروفا كمناضل أو مشاغب سياسى وهناك حالة من الالتباس لدى البعض حول هل كان أقرب إلى الألمان؟ هل كان فى مساحة مع النازيين؟ هل كان اجتهادا فرديا فى العمل الوطنى؟ فماذا عن الرئيس السادات قبل عام 1952؟
قبل أن نتزوج كان أنور ضد الاحتلال البريطانى لمصر، وكان يميل للألمان وليس النازيين لأنه كان يعتبر أنهم سيخلصون مصر من الاحتلال البريطانى، وسجن فى فترة من الفترات بعد اتصاله بجاسوس ألمانى، وحاول عزيز المصرى حينها أن يطير بطائرة ليقابل رومل إلا أنها وقعت.
وبالفعل كان السادات يميل للألمان، وتأييده لهم كان على قاعدة أن عدو العدو صديق ومن منطلق الإيمان بالثقافة الألمانية أيضا وكان يجيد الألمانية.
هل الدافع الرئيسى لارتباطك بالسادات أنه كان شخصا معروفا فى الحياة السياسية قبل الثورة؟
فى الحقيقة أنور كان زميل كفاح لزوج ابنة عمتى وتعرضا للسجن أكثر، وهربا مع بعضهما، حينها كنت فى المرحلة الثانوية وكنا فى الإجازة، وذهبت للسويس لأقضى إجازة الصيف عند عمتى، وحكى لى ابنها عن السادات، فضلا عن أننى كنت أتابعه منذ قضية أمين عثمان، فأعجبت به كبطل وطنى، علما بأن أمى إنجليزية، لكننى لا أحب أن يحتل الإنجليز أو غيرهم بلدى، فكنت فخورة بالشخص الذى دافع عن بلده ليس بالكلام فقط، لكنه أتسجن وهرب وقاسى بطريقة لا تتخيلها، لدرجة أنه اشتغل شيال وسواق لورى، علما بأنه كان ضابطا وكان ممكن يفضل ضابط ويظل يشجب ولكن طول عمره كان إنسانا عمليا بما يؤمن والحقيقة أحببته قبل أن أراه، أحببت فيه البطولة، وحبه لمصر.
هل كنت على دراية بدخول السادات تنظيم الضباط الأحرار؟
السادات انضم للضباط الأحرار قبل دخوله السجن، ولكنه ابتعد قليلا خلال فترة سجنه لكنهم كانوا على اتصال به بالأصح جمال عبدالناصر، وعندما خرج انضم لهم مرة أخرى وعاد للجيش، وقال لى حينها «إن الجيش مكانى وأنا مش حاسس إن لى فى مجال المقاولات»، وانتقلنا إلى الإسماعيلية وبعدها العريش، ومن هناك عبدالناصر أرسل له وقال له انزل المشروع سيبدأ، وعندما نزل فى غير موعد إجازته سألته فقال لى «إن هناك بعض الأشياء التى يريد عملها».
هل قابلت الرئيس عبدالناصر قبل الثورة؟
نعم فقد اجتمعوا بمنزلنا أكثر من مرة ولقائى به كان يقتصر على اللقاء التحية.
هل كنت على دراية بما يدبرون له؟
أبدا والله، لم أشعر بما يدبرون له لأنه لم يسبق أن يكون فى تاريخ مصر الحديث ثورة، فلم يكن عندى تصور، لكنه كان وعد والدى بعدم الاشتغال فى السياسة، وقبل الثورة بشهر قال لى يا جيهان «أنا مش قادر اجلس فى اجتماعات وأتكلم فى السياسة وأنا مقيد بالوعد الذى وعدته لوالدك»، فقلت له «يا أنور انت مش متجوز والدى انت متجوزنى أنا، وأنا فخورة لأنك مكافح ووطنى وبتحب بلدك ويجب ألا يوجد وعد يفصلك عن زملائك»، ووقتها كنت أظن أنهم يجتمعون ليتحدثون فقط فى السياسة ولم يخطر ببالى أكثر من ذلك.
هناك كلام كثير حول ليلة الثورة وموضوع السينما ودور الرئيس السادات.. فماذا تذكرين عنها؟
جاء فى غير موعد إجازته وجاء بناء على طلب الرئيس عبدالناصر كى يكونا معا عندما تقوم الثورة، وقال لى فى التليفون «إن والدتى مريضة» لكنى لم أصدق، فقال لى «يا جيهان أنا نازل أقضى إجازة وقال تعالى نذهب للسينما» وكان ذلك فى أول ليلة نزل فيها وكان الذهاب إلى السينما أقصى فسحة عندنا، وذهبنا وانقطع النور أثناء العرض فعدنا إلى البيت، وكان بيجرج السيارة فأعطانى البواب جوابا مكتوبا عليه المشروع يبدأ الليلة جمال عبدالناصر فتخيلت أن هناك مشروعا بينهما ولم أظن أن هناك ثورة فصعد سريعا وارتدى البدلة العسكرية وقال لى إن أحد أصدقائه دخل المستشفى ويجب أن يذهب له، وكانت الساعة 12 ووصل هناك وطلب عبدالحكيم عامر لأنه لم يكن معه كلمة السر فدخل وجلس معهم وفى الصباح تلا بيان الثورة فى الإذاعة.
قبل البيان كنت زعلانة جدا لأن أنور خرج ولم يعد حتى الصباح، فاتصل بى قبل إذاعة البيان وقال لى افتحى الراديو واسمعى البيان ففهمت وشعرت أن هناك شيئا أكبر مما كنت أتخيل. فذهبت يومها إلى علا بركات ابنة خالتى وزوجة الصحفى إبراهيم نافع فقالت لى إن الدبابات تملأ الشوارع فقلت لها عشان كده أنور قال البيان فى الإذاعة ولم يخطر على بالى أنها ثورة وسيخرجون الملك.
وكيف كان شعورك عند خروج الملك وإنهاء الملكية؟
كنت سعيدة، وبعد ثلاثة أيام عاد لى أنور حيث جاء يوم 26، وقال إن الثورة تمت بلا دماء.
هل كانت هناك تخوفات عند الرئيس السادات وقتها من المستقبل الغامض؟
بالعكس كانت هناك فرحة وثقة بالنفس وكانوا مجموعة مخلصة هدفها الأول صلاح البلد..
فى عام 1954 حدث صراع بين الرئيس عبدالناصر والرئيس محمد نجيب فكيف كان تقدير الرئيس السادات وأين كان موقعه فى هذا الصراع؟
موقعه كان بجانب عبدالناصر منذ أول يوم فى الثورة وحتى آخر يوم قبل وفاة عبدالناصر لأنه كان مؤمنا به جدا، وكان بالنسبة له مفجر الثورة فالسادات وقف فى صف عبدالناصر ضد محمد نجيب.
ألم يذكر لكى الرئيس السادات تحليله لخروج محمد نجيب من السلطة؟
قال لى بالطبع حتى إن الأمر وصل فى وقت من الأوقات أنه كان يريد أن يترك مصر، لدرجة أنه قال لى «حضرى نفسك كى نعيش فى لبنان»، فقلت له «اللى انت شايفه أنا معاك»، كما اختلف مع بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة بخلاف موقفه من محمد نجيب لكن عبدالناصر أقنعه أن يظل فى مصر.
كيف استطاع الرئيس السادات أن يستمر السنوات من 56 إلى 70 وسط هذه الخريطة المعقدة فى مجلس قيادة الثورة؟
الحقيقة أنهم كانوا يختلفون ويتفقون، مثل أى ثورة فى العالم بتصفى نفسها بنفسها، بلا شك كانوا مخلصين ووطنيين لكن حدث بعض التصفيات التى لم تبق إلا على عبدالناصر، وعبدالحكيم عامر، وحسين الشافعى، والسادات فقط.
أين كان الرئيس السادات فى 1956 بعد التأميم وصعود كاريزما جمال عبدالناصر؟
أنور السادات موجود من أول الثورة، حتى فوجئ عندما تم تعيينه وزيرا سنة 1956، كان عبدالناصر يخبره دائما عندما يحدث تغيير وزارى أنه هيدخل الوزارة فيقول له «لا»، حيث كان مسئول عن جريدة الجمهورية ثم الإذاعة والتليفزيون، وكان دائما يقول لعبدالناصر «أنا مش بتاع مناصب وأنا دايما فى خدمتك، وفى 56 عينه عبدالناصر وزيرا فاضطر أن يقبل.
أثناء اختلاف أعضاء مجلس قيادة الثورة فى 56 على قرار التأميم، ومنهم من اعتبره قرارا متسرعا، خاصة بعد العدوان الثلاثى، وبعضهم طالب عبدالناصر بأن يسلم نفسه.. هل السادات كان حاسما فى قرار التأميم والمواجهة؟
نعم بلا شك فكان بجانب عبدالناصر لآخر لحظة.
1958 فيما بعد الوحدة مع سوريا البعض كان له ملاحظات أن هذه الوحدة لم تكن إيجابية للدولة المصرية والبعض يروى مثل الأستاذ هيكل على سبيل المثال أن الرئيس السادات كان سببا داعما لفكرة الوحدة مع سوريا؟
أنور السادات كان مؤمنا بجمال عبدالناصر، مؤمنا بما يفعله سواء كان وحدة أو تأميم قناة وكان يقف بجانبه ويؤيده بشدة.
ألم يراجع السادات نفسه فى قضية الوحدة؟
لا بالعكس فبعد ذلك جاءت حرب اليمن وذهب السادات إلى هناك وظل مع عبدالحكيم عامر.
إذن هو كان مع الوحدة ومع حرب اليمن؟
نعم.
وهل ندم السادات على التسرع فى الوحدة أو الدخول فى حرب اليمن؟
لم يندم لأن عبدالناصر كان له نظرة بعيدة فكان حلم القومية العربية هدفه، وكان يريد أن يضم العرب كلهم فى يد واحدة لذلك كان أنور السادات بجانبه ويؤيده.
هل اتخذ السادات موقفا من التأميمات علما بأنه أكثر ليبرالية فيما بعد؟
وقف مع فكرة التأميم لأن الدولة والشعب المصرى كله كانت لهم مصلحة فى ذلك، وبعد وفاة عبدالناصر وقفت هذه التأميمات لأن ما تم حتى 1970 كان كافيا.
من يتحمل مسئولية النكسة فى تقديرك وكيف كان الرئيس السادات يرى هذه الحرب؟
الرئيس عبدالناصر أعلن أنه سوف يتحمل المسئولية وأعلن أنه سوف يعتزل، ولكن الشعب رفض هذا وقال: ربان المركب لا يجب أن يتركها تغرق يجب أن يكمل بنا لبر الأمان، وكان أيامها أنور السادات رئيس مجلس الأمة، والشعب كله كان ثائرا وخرجت المظاهرات، وأنا خرجت فى إحداها حتى يستمر عبدالناصر ولا يتنحى.
كيف استقبلت خبر قرار التنحى؟
خرجت فى مظاهرة مع الهلال الأحمر وخرجنا كسيدات نطالب باستمرار عبدالناصر فى الحكم.
هل أخبرك السادات برؤيته العسكرية لما حدث فى 1967؟
فى 67 كنت أعمل فى الهلال الأحمر وزرت الجنود فى المستشفيات، وكان من بين الجرحى فى ذلك الوقت محافظ القاهرة الأسبق سعد مأمون والذى كان وقتها ضابطا فى الجيش وقال لى أنا عايز أقابل الرئيس السادات الذى كان يشغل منصب رئيس مجلس الشعب فعندما عدت للبيت قلت له فيه ضابط برتبة كبيرة فى مستشفى المعادى يريد مقابلتك وكان وقتها السادات حزينا جدا للهزيمة.
وذهب له فى اليوم التالى وجلس معه ويبدو أن مأمون قال له على حاجات حدثت فى الهزيمة ويبدو أنه قال له على حاجات يبلغها للرئيس عبدالناصر. وهى أنه لم يوجد ترتيب، ولا تنظيم أو دراسة وهذا ما فهمته.
فى هذا الوقت كنت قريبة من مصنع القرار ومن المطبخ السياسى هل كانت هناك توقعات ولو بدرجة 1% أن تحدث هزيمة بهذا الحجم؟
لا أنا فوجئت وأنا أولادى كانوا صغار جدا ومنهم من كانوا فى الحضانة والمدارس وأول ما الضرب بدأ قلت له يا أنور الضرب ابتدا فقال لى خلى اليهود ياخدوا درس فكان لديه ثقة كبيرة ولم يكن عنده أى شك أننا سننتصر فلما انهزمنا أسرعت وأخذت السيارة وأحضرت ولادى من المدرسة كى لا يحدث زعر وهرج ومرج فقلت أجيبهم البيت وبعد ذلك ذهبت للهلال الأحمر أتابع عملى مع السيدات والمتطوعات، والسادات كان وقتها حزينا جدا وهو إلى حد ما مسئول عن الهزيمة والمسئولية الكبرى تقع على عبدالناصر لأنه هو الذى يعين وزير الحربية بتاعه ولم يكن هناك ترتيب كاف للمعركة بدليل أن طائراتنا ضربت على الأرض وده كان شىء مؤلم جدا.
هل قابلت المشير عامر قبل 1967 وسمعت منه تقديرات عن الحرب؟
قابلته طبعا ولكنه لم يذكر تقديراته عن الحرب.
هل كان هناك خلاف قبل 67 بين عبدالناصر وعامر؟
لم يكن هناك نهائيا قبل 67 أى خلاف بينهما بالعكس كان عبدالحكيم عامر أصدق صديق لعبدالناصر، وكان ذلك حتى 5 يونيو 67 فعندما حدثت الهزيمة تغيرت الأمور.
كيف؟
الرئيس عبدالناصر صدم لأن ثقته كانت بلا حدود فى عبدالحكيم عامر وفى الجيش وما حدث هز الثقة وعمل فجوة وصراع.
هل الرئيس السادات أبدى رأيا أو تحليلا فى نهاية المشير؟
لم يبد ولكن عبدالحكيم زارنا مرة وكان الصراع احتدم وأصبح على مرأى ومسمع من الناس فقلت لعبدالحكيم تقدم باستقالتك فقال لى اتفقت أنا وعبدالناصر على أن نقدم استقالتنا معا، وفعلا عبدالناصر أعلن تنحيه، لكن الشعب أجبره على أن يرجع والذى أغضب عبدالحكيم أن عبدالناصر عاد ولا يريد أن يعود معه عامر.
وفاة المشير عامر مساحة من الضباب فهل هى اغتيال أم وفاة طبيعية؟
لا أعرف ولا أتخيل أن عبدالناصر يتسبب فى موت أصدق صديق له، إلا إذا كان من قام بها غير عبدالناصر، وأنا ذهبت إلى العزاء ولم يحضر أحد من أعضاء مجلس قيادة الثورة وعبدالحكيم عامر كإنسان كان شخصية لطيفة ومحبوبة جدا.
كيف كان وضع أسرة عبدالحكيم عامر عندما ذهبت لتقديم واجب العزاء؟
لم يتقبلوا وجودى وأنا أعذرهم فى ذلك لأنهم كانوا متصورين أن النظام هو الذى اغتال أبوهم والسادات كان ضمن هذا النظام فلم يتقبلوا وصرخوا فانسحبت.
هل كان عنده أمل فى حرب أكتوبر فيما بعد؟
طبعا لم تكن حرب أكتوبر فى ذهنه لكن حرب الاستنزاف كانت واجبا وطنيا كى نؤكد لإسرائيل أننا لسنا نائمين وأن لدينا جنودا شجاعة، والهزيمة لم تكن لعبدالحكيم عامر فقط لكن أكيد القادة اللى كانوا حوله بعضهم لم يكن كفأ ولم يوصلوا له الصورة الكاملة والحقائق الكافية فالاتهام يقع على الجميع وليس عبدالحكيم عامر فقط.
علاقة الرئيس عبدالناصر بالرئيس السادات فى الفترة من 1967 إلى 1970 كيف كانت؟
من 67 إلى بعد الهزيمة إلى 1970 كان أكثر وقت اقترب فيه أنور السادات فبعد الهزيمة لم يكن هناك بيت ينفس فيه عبدالناصر عن نفسه والبيت الوحيد الذى كان يجد راحته فيه هو بيتى فكان يأتى عندنا مرة فى الأسبوع على الأقل.
هل توقعت أن يختار عبدالناصر السادات نائبا له؟
كانت مفاجأة كبيرة لى ولأنور لأن عبدالناصر كان مسافرا إلى المغرب وقيل له وقتها إن هناك مؤامرة ضده فخاف أن تنجح المؤامرة واتصل بأنور وقال له تأتى غدا صباحا لتحلف اليمين نائبا لرئيس الجمهورية وذهب عبدالناصر للمغرب ثم عادا سالما.
كيف استقبلت وفاة الرئيس جمال عبدالناصر، وهل كان من المفترض يومها أن يتناول العشاء فى بيتك؟
كانت ليلة من أصعب الليالى، اتصل عبدالناصر بأنور وقال له: «سأتناول العشاء عندك النهارده»، وكانا فى هذه الأثناء مجتمعين فى هيلتون رمسيس كى يصلحا بين الفلسطينيين والملك حسين بعد أن وقعت أحداث أيلول الأسود، وكان عبدالناصر مصابا بالسكر وكان يقوم بمجهود قاس جدا عليه، يومها بعد ما رجع إلى بيته اتصل بأنور وأخبره أنه سيتعشى معنا، وأخبرنى أنور، بعدها فوجئنا بتليفون من منزل عبدالناصر يطلب حضور أنور فذهب وعندما عرف الخبر اتصل بى وطلب منى الحضور، وفى الطريق انتابنى إحساس غريب وبمجرد دخولى عرفت أن هناك حدثا جللا وحاولت أن اطلع لحرم الرئيس وأواسيها وأنا طالعة السلم قابلنى ابنها خالد وقال لى إن والدتى واخدة منوم، بعدها نزلت وذهبت لبيتى وأنا أبكى إلى أن أعلن السادات الخبر فى التليفزيون.
فى جنازة عبدالناصر لم يحضر الرئيس السادات وقيل وقتها إنه يخشى محاولة اغتيال؟
أنور حضر راح ومشى فى الجنازة ولكنه أغمى عليه ووقع فى الجنازة ولذلك لم يكمل بقية الجنازة.
أنيس منصور قال إن هناك خوفا من محاولة اغتيال النائب؟
احتمال وأنيس منصور يقول اللى على كيفه والسادات حضر الجنازة لكنه وقع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.