ما أثير حول ضعف المشاركة الشبابية, في عملية الاستفتاء علي الدستور الجديد, مقارنة ببقية الفئات المجتمعية الأخري, أحدث جدلا واسعا بين المحللين والمراقبين. الأهرام استطلعت آراء الشباب والقيادات السياسية والتنفيذية في عدة محافظات, وسألتهم حول أسباب مشاركتهم من عدمها في التصويت علي الدستور الجديد؟ اللواء محمود عتيق محافظ سوهاج, أكد أن نسبة مشاركة الشباب في الاستفتاء كانت متوسطة مقارنة بالأعداد الكبيرة لكبار السن من الرجال والسيدات, مرجعا ذلك أن نسبة كبيرة من الشباب السوهاجي تعمل خارج البلاد سواء في الدول العربية أو محافظات الوجه البحري, مشددا علي أن المحافظة ستقوم بدراسة أسباب هذه الظاهرة لتلاشي ذلك مستقبلا. أما اللواء علي حفظي مساعد وزير الدفاع ومحافظ شمال سيناء الأسبق, فيري أن المؤشرات توضح حرص الشعب بجميع طوائفه علي المشاركة الايجابية لنجاح خارطة الطريق, وأن السبب الحقيقي لمشاركة الشباب بشكل متوسط نسبيا مقارنة بالرجال والسيدات يرجع لاختيار توقيت غير مناسب ينشغل فيه الشباب بامتحانات التيرم مما أثر بشكل كبير علي نسبة إقبالهم. أما عامر أبوزيد عضو حملة المحليات للشباب فأرجع ضعف مشاركة الشباب نتيجة امتحانات نصف العام التي يؤديها طلاب الجامعة والسعي للبحث عن فرصة عمل وتوفير احتياجات الحياة اليومية المعيشية للأسر الفقيرة. وأرجع صفوان محمد عضو حركة لازم بمحافظة الإسكندرية وأحد المقاطعين للاستفتاء علي الدستور عدم المشاركة في الدستور لوجود دور لوزارة العدالة الانتقالية التي وصفها بأنها وزارة ديكورية لم تقم بوضع أية معايير تحافظ بها علي الثورة وأهدافها وحقوق الشهداء منذ بداية الثورة وحتي الآن مبديا استنكاره لما سماه بالحملة الشرسة من جانب البعض من النخبة الحالية المتصدرة المشهد السياسي والإعلامي علي ثورة25 يناير. أما أحمد شلتوت عضو اللجنة الثقافية في اتحاد طلاب جامعة الإسكندرية, فأوضح أنه رغم أن الدستور كنصوص في مجمله جيد, إلا أن انخفاض مشاركة الشباب يرجع إلي اعتقال عدد من الشباب لقيامهم بعمل حملة للتصويت ضد الدستور, كما أن الأحداث التي شهدتها الجامعات شهدت اعتقالات لعدد من الطلاب غير منتمين لجماعة الإخوان وسقوط قتلي بالجامعات نتيجة الاشتباكات, مؤكدا أن جماعة الإخوان استطاعت استغلال غضب الشباب واستغلال تظاهرات كانت في المقام الأول ضد قانون التظاهر أو عودة وزارة الداخلية داخل الحرم الجامعي واظهارها أنها لصالح الإخوان, مشيرا إلي الطلاب ضد الإخوان, وشاركوا في الثورة ولكن لا يمكن وضع كل الطلاب الذين لهم اعتراضات علي بعض القرارات في جعبة واحدة مع الإخوان وطريقة تعامل واحدة من الدولة مطالبا بفتح حوار من جانب الحكومة مع الشباب وتفهم مطالبهم والتواصل معهم. أما أحمد الخولي طالب في كلية فنون جميلة وأحد المشاركين في الاستفتاء, فأكد أن الدستور وضع في ظروف عصيبة داخل البلاد سواء من خلال جماعات إرهابية تعلن الحرب علي الدولة المصرية في سيناء وتفجيرات في المحافظات وأن الموافقة علي الدستور ليست رفاهية أو مجرد مشاركة وإنما واجب علي كل شخص للانتقال إلي دولة مؤسسات وأن الاعتراضات قابلة للحل في المستقبل مشيرا إلي أن الدولة تحتاج إلي الاستقرار والانتقال إلي دولة المؤسسات والدستور هو الخطوة الاولي في تحقيق خارطة الطريق. أما ياسين حمدي الطالب بكلية الصيدلة, فأكد أن أوضاع الدول في المنطقة العربية وانهيار الجيش العراقي ومايحدث في سوريا تتطلب وضعا خاصا للمؤسسة العسكرية علي الاقل في المرحلة الانتقالية لحين استقرار مؤسسات الدولة ونظام الحكم من أجل الحفاظ علي القوات المسلحة, مشيرا إلي أن مواد القوات المسلحة في الدستور مواد جيدة للحفاظ علي أسرار القوات المسلحة واعتبارات الأمن القومي, وأن المرحلة الحالية تحتاج إلي توعية الشباب وعدم تركهم فريسة لافكار مضللة تسوقها جماعة الإخوان وحلفاؤها. من ناحيته أكد خالد عبد العزيز وزير الشباب أن الشباب كانوا الأغلبية الساحقة في لجان الوافدين بجميع محافظات مصر, نظرا لوجود ملايين من الشباب خارج محافظاتهم للعمل والدراسة, وترتب علي الكثافة التصويتية العالية للشباب في لجان الوافدين مطالبة المحافظات بزيادة تلك اللجان واستجابت اللجنة العليا للانتخابات. بالمقابل أوضح أحمد يحيي نائب مجموعة شباب من أجل التنمية ان اغلب المقيدين بالجداول الانتخابية شباب تحت سن الأربعين وان نسبة الحضور تخطت45%, وبالتالي إن ما أشاعته جماعة الإخوان ما هو إلا نتيجة لضعفهم ويأسهم ومحاولاتهم الفاشلة لإظهار عدم الاقبال علي الاستفتاء, في حين ان الشعب المصري قد أذهل العالم مرة أخري بنسبة حضور فاقت جميع الاستفتاءات السابقة. أما جمال ممدوح وهو أحد منظمي اللجنة الانتخابية في منطقة الرأس السوداء بالإسكندرية, فيوضح أن نسبة الاقبال من الناخبين علي عملية التصويت فاقت كل التوقعات وان نسبة الشباب الذين قاموا بالإدلاء بأصواتهم قد بلغت أكثر من40% من اجمالي عدد الناخبين المقيدين بالجداول الانتخابية. أما عمرو هاشم عضو حملة مستقبل وطن والتي تخدم جميع أنحاء جمهورية مصر العربية فيقول إن تجربة المشاركة والمساهمة بالعمل التطوعي في الاستفتاء علي الدستور هي اعداد صف جديد من الكوادر الشبابية في العمل السياسي وإنخراطهم داخل الحياة السياسية دون تهميشهم. من جانبه قال محمود بدر منسق حملة تمرد إن الإخوان من أطلقوا مصطلح دولة العواجيز, غير أنه لا يمكن الفصل بين الأجيال والشباب الذين لم يتخلفوا عن أداء واجبهم الوطني فهم عماد ثورتي25 يناير و30 يونيو وهم أيضا بناة المستقبل.