لم يكن الإسكندر وهو يخطط مدينته عام332 ق.م يدور في مخيلته الحال التي يمكن ان تصل إليها, ولكن تمثاله يقف الآن وينظر بحسرة إلي مدخل المدينة في نهاية شارع قنال السويس بمنطقة محرم بك. إذ سرعان ما تحول نهاية النفق وبداية الشارع المؤدي إلي طريق الحرية إلي موقف لسيارات الميكروباص بشكل عشوائي غريب علي المكان بكل ما يضمه من مفردات مثل قاطعي الكارته وماسحي السيارات والزحام والقمامة. وتقول الدكتورة عبير قاسم القائمة بأعمال رئيس قسم الآثار اليونانية والرومانية بكلية الآداب جامعة دمنهور انه لا يجوز ان يتحول المكان العبقري الذي يقف فيه تمثال الاسكندر إلي موقف لسيارات الميكروباص بما تفرزه من ضجيج وازدحام وصخب لا يتناسب مع عبق التاريخ وجمال التمثال, وبالتالي لابد من التدخل للحفاظ علي هيبة التمثال والمنطقة الاثرية المحيطة به وإنقاذه من التحول إلي منطقة عشوائية. أما الاثري أحمد عبد الفتاح فيقول ان ما يحدث حول تمثال الاسكندر يعد كارثة بكل المقاييس خاصة ان المكان يضم العديد من القطع الأثرية التي تحيط بالتمثال مثل بعض الأعمدة وتمثال لأبي الهول ويضيف ان المكان بحد ذاته يعد معلما سياحيا مهما لزوار المدينة تم إفساده بما يحدث من حوله. ويقول الاثري ابراهيم درويش: إن تمثال( الاسكندر الاكبر) المصنوع من البرونز للإسكندر ممتطيا حصانه بوزالياس هو هدية قدمتها اليونان إلي الإسكندرية عام2000 و قد تبرع بثمنها اليونانيون الذين كانوا يعيشون بالإسكندرية تقديرا و اظهارا لحبهم للاسكندرية التي عاشوا بها سنوات طويلة و لم يستطيعوا ان ينسوها ابدا. و التمثال من اعمال فنان يوناني معروف هوConstantinosBaliouLoghos وتم نصبه في مكانه الحالي في احتفالية كبيرة بحضور السفير اليوناني وعدد كبير من افراد الجالية اليونانية بالمدينة. بقي ان نقول ان اطرف ما يضمه المشهد هو بائع الشاي المتجول الذي حط رحاله بزجاجاته وأوانيه وسخانه أمام التمثال... والشاي أكيد ح يكون مضبوط وعلي حساب الإسكندر.