الولاء, والشرف الفكرة الأساسية لفيلم رونين47 المأخوذ عن قصة أو أسطورة يابانية دارت أحداثها في القرن الثامن عشر, تحكي أن هناك ملكا إقطاعيا لمقاطعة أكو تم خداعه بواسطة السحر لقتل كيرا.. مما أوقع الملك الإقطاعي دامو تحت طائلة قتل نفسه ليموت بشرف لأنه طبقا لعادات وتقاليد الساموراي لا يصح التعدي بالسلاح علي رجل أعزل, هذا ما فعله دامو في مشهد طقسي معروف في الثقافة الشعبية اليابانية خاصة ثقافة الساموراي بإسم سيبوكو.. ليطلق علي رجاله بعد موته لقب رونين أي الساموراي المتروك بلا قائد. في حين يأتي رقم47 طبقا للقصة أو الأسطورة تجسيدا لعدد الرجال الذين ثاروا لقتل قائدهم, والوشاية به.. وقد لاقي هؤلاء الرجال مصير دامو قائدهم, والطريقة نفسها التي تنم عن نبلهم بعد ثأرهم له, وقتل كيرا. لم يبتعد المخرج كارل رينش, ومعه كتاب السيناريو الإيراني حسن أميني, كريس مورجان عن الأحداث الرئيسية المأخوذ عنها الفيلم فيما عدا دور الهجين, هذا الرجل المنحدر من اصول إنجليزية ومنبوذ طوال الوقت من أهل أكو, لكن قائد الرونين يستعين به لدرايته بالسحر وفنون القتال ليساعدهم في الثأر. وبفضل السيناريو ذي البنية الدرامية المتماسكة بتضافر الخيوط في إيقاع اتسم بالمنتظم في المشاهد المختلفة بين الرومانسية, المعارك, الحنين تمكن رينش من إظهار تملكه لأدواته كمخرج في ضبط إيقاع صورته طبقا لإيقاع السيناريو, ودعمه حساسية مدير التصوير في التعامل مع الإضاءة التي لعبت دورا مؤثرا في توصيل أحاسيس الممثلين, والمشهد إلي المتلقي بجانب المونتاج الذي جاء إيقاعه متناغما أيضا لتتضافر عناصر الفيلم مجتمعة لتكون صورة معبرة عن كل تفصيلة في هذه الملحمة, التي أبرزت تمكن الممثلين اليابانيين من حرفتهم وظهر هذا في اداء هيريوكي ساندانا في دور اوشي زعيم الرونين, كو شيباساكي في دور ميكا, لتبقي نقطة ضعف الفيلم في إقحام دور الهجين الذي جسده الممثل الكندي كينوريفز بإقتدار, لأن هذا الدور لو لم يكن موجودا لما تأثرت الأحداث, بل بالعكس كان الفيلم إزداد قوة بإظهاره لقصة توضح مدي الولاء, الشرف, الكرامة لدي اليابانيين, وتمجيدهم لتلك الواقعة يأتي من جعلها جزءا من الثقافة الشعبية, والمورث الثقافي لهم, واحتفالهم بذكري هؤلاء الرونين كل عام في الرابع عشر من ديسمبر.