من يعيش في هذا البلد عليه أن يتوقع دائما أنه سيسمع ويشاهد العجب العجاب, فقبل ايام خرج مسئول ربما محافظ أو وزير, لا أدري, بتصريح قال فيه ما معناه أنه تقرر إلغاء تدشين محطة بمنطقة الزمالك بالخط الثالث لمترو أنفاق المفترض بدايته العتبة وحتي إمبابة. وذلك إستجابة لأهلها الذين إرتعدوا خوفا وغيرة من طمس المعالم التاريخية بالحي العريق, ولأنهم أصحاب سطوة ونفوذ اللهم ماحفظنا هددوا وتوعدوا بالغالي والنفيس لوأد أي مذبحة تطول شوارعهم حتي لو كانت حوافرها ستنهش باطن الارض فقط. ومن المبكيات المضحكات أن نوعية المرفهين هذه, سبق وضغطت في زمن فساد ممتد من أجل إضافة منزلين علي جسر مايو, شوها البصر والمعمار معا, وليت توقف تأثيرهما عند هذا الحد بل كانا ولازال سبب عضال مروري لا شفاء منه البته يتحمله الذين لم يطلبوهما جيئة وإيابا. من جانبه لم يشأ الرجل الحكومي أن يظهر أمام الرأي العام ضعيفا خانعا, فقال مضيفا علي أية حال سيترك مكان للمحطة لعل الأجيال القادمة يكون لها راي آخر. أن صح الأمر فتلك بلطجة ما بعدها, لكنها وهذا هو الفارق بنكهة شبه إرستقراطية, فما طرح من حجج لا تعدوا سوي تبريرات فارغة لا تستحق الرد تخفي رفاهية زائفة تذكرنا بميوعة لوسي الرقيع العاطل في الشريط السينمائي الآخاذ إشاعة حب. حقا إنها علامة من علامات الساعة, أن يرهن تنفيذ مشاريع قومية ينفق عليها مليارات من العملات الصعبة, للأهواء ومزاج أولاد من كانوا ذوات, الهاربين من رعب ماضيهم المنحدر, مدعي الثقافة وصالونات الفكر, تبا لهؤلاء جميعا ومن يسايرونهم نفاقا. فماذا عساه مواطن صاحب مصلحة ما بأي سفارة من السفارات الأوروبية التي تذخر بها الجزيرة الراقية, أن يفعل كي يصل لمقصده فإما أن ينزل من القطار بالكيت كات او أبو العلا بعدها يصعد ولأن الميكروباس مرض لم يعرفه هذا اللسان النهري, فلا بديل من تاكسي أو أن يترجل من باب الرياضة وتنشيط الدورة الدموية لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد