خالد رزق ليست مصر ضعيفة فاقدة التأثير ولا مصالحها وأمنها ينبغي أن يبقيا محل استباحة أحد بالدنيا أياً كانت القوة وراءه هكذا تفرض حقائق التكوين الجغرافية والإمكانات و"البشر" من سخروا كل ذلك ليسودوا العالم قبل أن يكتب تاريخاً، وبهذا ينبغي أن يؤمن كل من بيدهم مقاليد الأمور اليوم وغداً .. وصحيح أننا عشنا 03عاماً من التفريط والهوان، فرضهما علينا قسراً رئيس خلعناه، إلا أن ذلك لم يسلب مصر قدرها وما وهبت ولم يسلب الشعب عزته وطموحه إلي مجد شكل وجدانه عبر الزمان. أقول هذا بمناسبة ما أعلن قبل أيام عن تمويل مصر منحاً جديدة لمشروعات تنموية بدولة جنوب السودان، فالحق أن أسلوب المنح الاقتصادية سواء لهذا الكيان الجديد المختلق بجنوب وادينا أوفي ما وراءه لدول تشاطئ منابع نيلنا العظيم .. ليس خياراً صائبا بالضرورة كطريق لوقف خطط تهديد الأمن المائي وغيرها مما يحاك وتشارك فيه غير واحدة من هذه الدول من خطط تستهدف كيان الدولة المصرية الموحدة نفسه..، ففي كل الأحوال لسنا في باب الرشاوي نداً لمن فتحوا خزائن مكتظة بثروات العالم المنهوبة .. والثابت أن الدولة الوليدة في الجنوب وبعد الغطاء السياسي الذي وفره لها نظام الخيانة الاستراتيجية لتحقق فكرة الانفصال نفسها قبل أن يدعمها مالياً .. قبلت وببساطة فتح سفارة لدولة قبطية علي أرض مصر أعلنها المأفون عصمت زخلمة وصاحبه الرقيع موريس صادق زعيمي تنظيم أقباط المهجر المعادي، غير فتح أراضي الجنوب أمام عملاء الدولة العبرية وهي مواقف عدائية لا تحتمل تأويلاً .. وتستوجب موقفا تأديبياً لهذا الكيان الجنوبي لا العكس. حالة الميوعة التي تتعاطي بها مصر في هكذا حالات، لا تعبر إلا عن مرحلة مفترض أننا قبرناها مع مبارك، نحن في حالة دفاع عن الوجود.