وصف الكاتب البريطاني المتخصص في شئون الشرق الأوسط روبرت فيسك العاملين في الأنفاق بين غزة ومصر بأنهم رمز للمقاومة الحقيقية ورئة غزة. وقال فيسك في تقريره بصحيفة "ذي إندبندنت" إن العبء الأكبر الذي يقع على كاهلهم يكمن في تزويد أهالي غزة باللحم والبرتقال والشوكولاتة والملابس والألعاب والسجائر والورق وغير ذلك مثل بطاريات السيارات.
ووأكد فيسك أن أكبر التهديدات التي يخشاها العمال انهيار الأنفاق بسبب القصف الصهيوني، والآن، الجدار الفولاذي الذي تشيده مصر فضلا عن الغرق.
ويرى فيسك أن الجدار الفولاذى المصري هو أكثر ما يخيف العمال الفلسطينيين الآن، حيث أعرب عبد الحليم المحسن عن قلقه من المصريين، وقال "طبعا، أنا أخشى الجدار المصري لأنهم سيصبون الماء في الأنفاق، فماذا عسانا نفعل؟"
وأشار الكاتب البريطانى إلى أن منظمات غير حكومية في قطاع غزة وصفت إعلان مصر عن بناء الجدار بأنه حيلة مصرية معتادة لإرضاء الأمريكيين عبر إرضاء الصهاينة.
وأكد صاحب نفق يدعى أبو دية اصطحب فيسك إلى نفقه، أنهم لا يقومون بتهريب أسلحة عبر الأنفاق.
وشهد فيسك اقتراب شاحنة من هذا النفق وقد ترجل منها عدد من الرجال وأخذوا يكدسون الخضراوات والأثاث وزجاجات الكوكاكولا المصرية في الشاحنة بعد سحبها من النفق.
ويرى فيسك أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تستفيد من تلك الأنفاق عبر ما تفرضه من ضرائب على عائداتها، حيث تقول منظمات غير حكومية إن حماس تحصل على 15% من أرباح العائدات، وتقدر إجمالي دخل الحركة منها ب350 مليون دولار سنويا تنفقها الحركة على الأرامل والأيتام وضحايا الاعتداءات الصهيونية.
ويخلص فيسك إلى أن الأنفاق أبقت على حياة حماس والقطاع معا، مشيرا إلى أن هذه الأنفاق لم تعد تمثل شريان الحياة بين غزة ومصر وحسب، بل نفاقا دوليا شاملا.
ويختتم الكاتب بالمشهد الذي رآه على بعد مائة متر داخل الأراضي المصرية حيث تقف آلة للحفر بالقرب من اللبنة الأولى للجدار، ومن خلفها "العلم المصري يرفرف على برج المراقبة الذي يضم جنود مصر العربية لضمان بقاء إخوانهم الفلسطينيين العرب محاصرين في حفرة من القمامة".