في إطار جولة قام بها الصحفي البريطاني الشهير «روبرت فيسك» في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل من فيللا بن جوريون وحتي القدس وبيت لحم وقطاع غزة المحاصر، تساءل الصحفي البريطاني في المقال الذي نشر علي الموقع الإلكتروني لصحيفة «الإندبندنت» البريطانية - أمس - عن صعوبة تحقيق السلام في الشرق الأوسط، في حين أن كلاً من الإسرائيليين والفلسطينيين يرفضون إتاحة الفرصة لعملية السلام. وأشار فيسك إلي حقيقة مهمة، وهي أن إسرائيل قد قامت بتدمير العديد من المساجد كما أن الضحايا الفلسطينيين في حرب 1947- 1948 لم يلوذوا جميعًا بالفرار كما زعم رئيس الوزراء السابق ديفيد بن جوريون، إذ اغتالهم الجيش الإسرائيلي في مذبحة دير ياسين. ونفي فيسك مزاعم الصحافة الغربية حول الجيش الإسرائيلي، رافضا ما أسماه «ثرثرة الصحفيين الأجانب حول النقاء المفترض لجنود الجيش الإسرائيلي»، مؤكدا أنه وفقا لمشاهدته أفعال هذا الجيش في الحروب المختلفة، فإنه لا يعدو كونه مجموعة من الرعاع، مشيرا إلي أن ضحايا الحرب الإسرائيلية الأخيرة علي غزة تقارب ضحايا مذبحة صابرا وشاتيلا عام 1982. فيما سخر روبرت فيسك من تصريحات عوزي أراد - مستشار الأمن القومي الإسرائيلي - التي أشار فيها إلي أن الفلسطينيين هم الذين يرفضون السلام، وأن تقرير جولدستون جزء من الحملة الخبيثة ضد إسرائيل ومحاولة لنزع الشرعية عن الدولة الإسرائيلية. وأكد الكاتب البريطاني أنه إذا ما استمرت إسرائيل في تجاهل شعوب الشرق الأوسط بالإضافة إلي تاريخها العدائي في المنطقة، فإن ذلك سيؤدي حتما إلي تصاعد موجة الكراهية ضد اليهود، وأنه يجب علي إسرائيل أن تخشي من مغبة ذلك، لاسيما بعد أن أصبح المسئولون الإسرائيليون يواجهون باتهامات بارتكاب جرائم حرب. وأشار فيسك إلي أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يجب أن يشارك بشكل فعال في عملية السلام، وقال إنه علي الرغم من اختلافه العقائدي والفكري مع حركة حماس، فإنه لابد من إشراكها في العملية السلمية لأنها في النهاية قد جاءت نتيجة انتخابات.