وسط أجواء من الترقب والقلق, انطلقت أمس أولي مراحل الخطة الدولية لتدمير ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية في عرض البحر, حيث تحركت فرقاطة نرويجية من ميناء ليماسول القبرصي في اتجاه سوريا, لتقوم بالاشتراك مع أخري دانماركية بشحن سبعمائة طن من المواد الكيماوية من ميناء اللاذقية. ونقلها بعد ذلك الي متن السفينة الأمريكية ام في كايب راي, التي تتأهب حاليا في ولاية فرجينيا الأمريكية, وتنتظر تلقي الأمر بالابحار خلال أسبوعين لتدمير الاسلحة الكيميائية السورية في عرض البحر. واعربت منظمة روبان دي بوا غير الحكومية الفرنسية عن مخاوفها حيال مخاطر مثل هذه العملية علي متن السفينة الأمريكية التي يصل عمرها الي36 عاما, ولديها هيكل بسيط وتفتقر الي فواصل اعتراضية تمنع انتشار الماء او النيران, الا أن قائد السفينة ريك جوردان نفي كل هذه المخاوف موضحا ان المواد الكيماوية ستكون مخزنة في حاويات منيعة. ومن جانبه قال نائب وزير الدفاع الأمريكي فرانك كيندال ان الامن هو اولويتنا. اننا نتعامل مع مواد خطيرة وليس لدينا ادني شك في ذلك. ومن المتوقع وفقا لوزارة الدفاع الأمريكية ان تستغرق عمليات التدمير في البحر ما بين45 و90 يوما. لكن قائد السفينة قال ان كل شيء سيتوقف علي الظروف الجوية وحال البحر وأضاف ان كان البحر هائجا فانه سيترتب علينا تعليق العمليات. ولم تحدد وزارة الدفاع الأمريكية مكان أو موعد عملية التسليم حتي الآن, الا أن الطراد بطرس الأكبر الروسي والفرقاطة يانتشينجالصينية سيشاركان في تأمين عملية نقل الأسلحة. تجدر الإشارة إلي أن مجلس الأمن كان قد حدد مهلة لنقل الأسلحة الكيماوية من سوريا انتهت في31 ديسمبر الماضي, إلا أن المعارك ومشكلات في النقل وسوء الأحوال الجوية حالت دون الالتزام بهذه المهلة. ومن المفترض أن يتم تدمير الترسانة السورية من هذه الأسلحة بحلول منتصف العام الحالي. وقالت وكالة الأنباء الفرنسية في تقرير لها من علي متن السفينة الأمريكية ام في كاب راي البالغ طولها مائتا متر والتابعة لاسطول الاحتياط إن قائد السفينة ريك جوردان ينتظر تلقي الاوامر للابحار, متوقعا صدورها في غضون اسبوعين. وقالت الوكالة الفرنسية ان كل شيء بات جاهزا داخل السفينة, مع تجهيز المنشآت لاستقبال طاقم مكون من35 عضوا و63 شخصا مكلفين بعمليات التدمير, فضلا عن الطاقم الامني. كما تم نصب مصنعي تفكيك الاسلحة الكيماوية, كل منهما مؤلف من حوض سيتم فيه خلط العناصر الكيماوية بالماء لمعالجتها, وهو موصول بعدد كبير من الانابيب والصمامات.