حذرت الولاياتالمتحدة أمس إسرائيل من تنفيذ عملية عسكرية محتملة ضد إيران رغم الاعتراضات الأمريكية, مما دفع واشنطن إلي تكثيف خطط الطوارئ لحماية منشآتها في المنطقة, وبخاصة في الخليج العربي. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن مسئولين أمريكيين قولهم إن الجيش الأمريكي يستعد لعدد من الردود المحتملة علي هجوم إسرائيلي من بينها هجمات من جانب الميليشيات الشيعية الموالية لطهران في العراق ضد السفارة الأمريكية في بغداد. وذكرت الصحيفة أن الولاياتالمتحدة حركت مجموعة هجومية بقيادة حاملة طائرات ثانية إلي منطقة الخليج, فيما وصف بأنه إجراء ردع واسع النطاق ضد إيران. وقال مسئولون أمريكيون إن واشنطن أرسلت طائرات ومعدات عسكرية أخري إلي الحلفاء الرئيسيين في الخليج من بينهم الإمارات والسعودية كإجراء ردع آخر. وأضافت أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزير دفاعه ليون بانيتا ومسئولين أمريكيين بارزين آخرين بعثوا بسلسلة من الرسائل الخاصة الي القادة الإسرائيليين حذروا فيها من العواقب الوخيمة الناجمة عن شن عملية عسكرية, وأن أوباما اتصل هاتفيا الخميس الماضي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو, وأن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارتن ديمسي سوف يلتقي بالمسئولين العسكريين الإسرائيليين في تل أبيب الأسبوع الحالي بشأن هذه القضية. وأكد مسئولون أمريكيون أن بانيتا ومسئولين أمريكيين آخرين سعوا علي نحو خاص إلي الحصول علي تأكيدات من الزعماء الاسرائيليين في الأسابيع الأخيرة بأنهم لن يقدموا علي عمل عسكري ضد إيران, إلا ان الرد الاسرائيلي لم يعط التزاما بذلك. وقالت الصحيفة إن الولاياتالمتحدة ترغب في إعطاء المزيد من الوقت لكي تؤتي العقوبات والإجراءات الأخري ثمارها والتي تهدف إلي إرغام ايران علي التخلي عن جهودها الرامية لتصنيع أسلحة نووية. وفي دلالة علي التصعيد الإسرائيلي باتجاه العمل العسكري ضد إيران, قال بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي في حديث لصحيفة ذا ويك آند آستراليان إنه واثق من أن إيران تترنح لأول مرة تحت تأثير العقوبات التي تم تبنيها والتهديد بعقوبات إضافية علي البنك المركزي الإيراني. ودعا نيتانياهو المجتمع الدولي إلي القيام بعمل عسكري لوقف طهران في حالة فشل العقوبات, موضحا أنه لابد أن تضع إيران في اعتبارها عدم المرور بما وصفه بالألم وأن تعض أصابع الندم إذا لم تتوقف عن الاستمرار في برنامجها النووي. وأضاف أن طهران تحاول إخفاء برنامجها النووي تحت الأرض, وأن أعظم خطر يمكن أن يواجه العالم هو وقوع أسلحة نووية في يد نظام إسلامي متشدد أو نجاح هذا النظام في الحصول علي أسلحة نووية. وعلي صعيد الحشد العسكري الأمريكي في المنطقة, شددت وزارة الدفاع الأمريكية علي أن ما وصفته بسلوك إيران المقوض للاستقرار يمثل عاملا في خططها في الشرق الأوسط, لكنها سعت إلي تبديد التكهنات بأن الجيش الأمريكي يحشد قواته بهدوء في المنطقة لاحتواء أي تهديد محتمل. وقال المتحدث باسم البنتاجون الكابتن جون كيربي إن عدد القوات الأمريكية هناك زاد مؤقتا لأن لواء كان منتشرا في العراق نقل إلي الكويت بعد انتهاء الحرب لإنهاء انتشاره. وفي سياق متصل, كشف البنتاجون عن اقتراب زوارق عسكرية إيرانية صغيرة من سفن أمريكية كانت تجتاز مضيق هرمز مرتين الأسبوع الماضي, لكنه أكدت أنها لم يتم اعتبار عمليات الاعتراض تلك عملا عدائيا. وقال مسئول عسكري امريكي إن شريطا مصورا بثته وزارة الدفاع الأمريكية أظهر اقتراب الزوارق المسلحة التابعة لبحرية فرق الحرس الثوري الإيراني علي بعد عدة مئات من الأمتار من سفينة النقل البرمائي الأمريكية نيو أورليانز في السادس من يناير الحالي. وفي اليوم نفسه, وقع حادث مماثل للسفينة أداك التابعة لوحدات خفر السواحل الأمريكية مع مشاهدة الزوارق الإيرانية تسير خلفها وكانت مدافعها واضحة. وفي لندن, أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن بقاء مضيق هرمز مفتوحا هو لمصلحة العالم, منوها بأن الضغوط الاقتصادية علي إيران ستجبرها علي مراجعة مواقفها. وفي طهران, تعهد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بأن تقف إيران في وجه الضغوط الدولية المتنامية بشأن برنامجها النووي, وهدد بالرد علي الهجمات. وفي محاولة للتخفيف من حدة تأثير العقوبات علي إيران علي صناعة البترول في العالم, قال وزير البترول السعودي علي النعيمي للصحفيين: إن السعودية أكبر بلد منتج للبترول في العالم مستعدة لتلبية أي زيادة في الطلب علي البترول الخام من الدول المستهلكة.