مع تواتر الأخبار المؤسفة عن استمرار وتصاعد القتال والمعارك الطاحنة بين فصائل من الجيش الحكومي, وقوات من المعارضة المؤيدة لرياك مشار النائب السابق للرئيس سيلفا كير, تتزايد المخاوف أن يكون السودان الجنوبي علي شفير حرب أهلية لا تبقي ولا تذر في هذه الدولة التي تعد الأحدث في قارتنا السمراء. ولعل المشكلة الأخطر في هذا السياق أن الصراع الناشب حاليا تحول من صراع سياسي بين الرئيس ونائبه السابق, إلي صراع عرقي واضح بين قبيلتي الدنكا التي ينتمي لها سيلفا كير, والنوير التي ينتمي لها مشار. ومعروف من تاريخ هذه النوعية من الصراعات, أنها تأخذ شكل إبادة عرقية يسقط في أتونها آلاف, إن لم يكن عشرات الآلاف, من الضحايا. وربما تكون هذه المخاطر المحدقة هي التي دفعت نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان إلياسون, إلي التهديد بإمكان لجوء بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان إلي استخدام القوة من أجل حماية المدنيين هناك, مشيرا إلي أن التفويض الذي منحه مجلس الأمن الدولي للبعثة الأممية يسمح لها بحماية المدنيين, وهو ما فسره دبلوماسيون في نيويورك, بإمكان استخدام الأممالمتحدة القوة العسكرية للدفاع عن المدنيين, لاسيما أولئك الذين لجأوا إلي قاعدتها في جونقلي عقب اندلاع الأزمة في جوبا. ومن المهم في هذا السياق, مسارعة قادة الدول الإفريقية المجاورة, لاسيما السودان وأوغندا, إلي بذل جهود وساطة ومساع حميدة لوقف نزيف الدماء واحتواء الصراع, قبل أن يمتد إلي مناطق أخري في السودان ودول الجوار, ولابد أن تشجع الأطراف الدولية والمعنية كلا من سيلفا كير ومشار, علي التفاوض وحل النزاع في إطار متحضر يضمن استقرار هذا البلد, وعدم زعزعة النظام القائم, فهل تعي مختلف الأطراف أهمية مثل هذا التحرك السريع قبل أن يخرج الأمر عن نطاق السيطرة؟!!. لمزيد من مقالات راى الاهرام