من حقنا أن نفخر بقضائنا الشامخ باعتباره رمز الحقيقة وعنوان الحق, ففي كل الأحوال كان قضاة مصر حائط الصد لحماية الحقوق والدفاع عنها في مواجهة جبروت السلطة وغطرسة المال.. فالمواطن البسيط والغلبان يلجأ للتقاضي للحصول علي حقوقه إذا تعرض لها أصحاب السطوة وهو واثق أن هناك من يدعم حقه ويقدم له يد العون لاسترداده.. رموز شامخة من القضاة رأيناهم يردون الظلم مهما كانت قوة الظالم ويدافعون عن الحق مهما كان صاحبه بسيطا.. وفي ظل عمليات الترويع والتخويف التي قام ويقوم بها الإخوان كانت نظرة المواطن ومطلبه أن تكون المنصة هي الفيصل للحكم لهؤلاء الذين روعهم الإخوان وتعرضوا لهم بالتعسف والتنكيل وأن يكون القصاص لدم الابرياء من خلال قضاة يعرفون حرمة الدم وقهر فقدان الأخ أو الابن والذي لا تبرد نيران معاناة أهله إلا بعقاب الجاني. المصريون راعهم كثيرا منظر التعديات التي مارسها البلطجية في المحاكم المختلفة علي رموز العدالة وتطاولهم عليهم ومحاولة النيل منهم, ثم انتقلت عمليات الترويع للمسيسين للدين. من أجل مأربهم البغيضة فرأينا تهديداتهم تصل للقضاة وتحاصرهم حتي في بيوتهم وتتوعد أسرهم وأبناءهم, ومن حق العدالة ورجالها أن توفر الدولة لهم ولأسرهم كل أنواع الدعم والحماية حتي يأمنوا علي أنفسهم وأهلهم بما لا يعرضهم لاشكال الابتزاز والوعيد الذي تفنن فيه جماعات التكفير التي تستخدم الدين لتحقيق الفتن ومخططات التقسيم وبيع الوطن. المواطن المصري بدأ يشعر بالقلق من تنحي بعض القضاة عن نظر قضايا رموز الإخوان, رغم أن القانون يتيح للقاضي التنحي في أحوال معينة درءا للحرج والشبهات إلا أن رجل الشارع مازال يري في رجال العدل رمزا لايخضع للتهديد والابتذال برغم أنهم بشر ومن هنا فإنه يشعر بالقلق أن تكون سهام عنف الجماعة المحظورة قد وصلت بالتخويف لقامات عالية تمثل العدالة والقصاص وحماية الحقوق. لمزيد من مقالات عزت عبد المنعم