كنت لاأزيد في نظر صديقي الفيلسوف المجرم عن قروي ساذج يستطيع أن يتحدث معه كيف شاء بلا خوف أو حذر, وأي خوف يمكن أن يشكله مخلوق تافه مثلي لهذا الوحش البشري أو لأفراد عشيرته من الحيوانات الشرسة, بالتأكيد لاشيء. لكنني كنت مهما له لأنه لسبب أو لآخر في حاجة كل فترة من الوقت أن يدعوني للحديث معه أو بعبارة أصح لسماع حديثه هو.. كنت بالنسبة له أقوم بدور ذلك الطائر الصغير الذي ينظف أسنان التمساح بعد إلتهامه لفرائسه- كان يجلبني أمامه في غرفته الحقيرة المزودة بأحدث أجهزة الاستريو والسماعات الضخمة والفيديو والتليفزيون وشرائط الجنس الأجنبية أو تلك المحلية التي قام ببطولة بعضها بالإشتراك مع بعض الفتيات أثناء عمله قوادا وداعرا لفترة غير قصيرة من حياته أوممثلا و فنانا كما يحلو له أن يطلق علي نفسه ونحن نشاهد هذه الأفلام, وكان يفلسف إرتكابه للجريمة هو وأهله وإقترافهم لكل أنواع الآثام علي إطلاقها بأنه لون من ألوان جدلية الانسان والقدر, الانسان والحياة, الانسان والمجتمع, علي غرار تلك الجدلية الأولي بين الانسان والطبيعة, ومافعله الانسان بالطبيعة ليس من وجهة نظره بأكثر من اغتصاب لها ولولا هذا الاغتصاب ماكانت الحضارة الانسانية ولا المجتمعات وعندما سألته كيف يمكن أن تنشأ حضارة من وراء أمجادهم الإجرامية هو وأهله قال لي وهو ينفث دخان المخدر في الهواء ويرمق سقف الحجرة بزاوية نظره مثلما يفعل الفنانون والمفكرون عندما يظهرون علي شاشات التليفزيون: - ذلك أمر تجيب عليه القرون القادمة, وهل كان الإنسان الأول يعتقد أن اغتصابه للطبيعة بنباتها وحيوانها سوف يؤدي الي ماهو الحال عليه اليوم, ثم لننظر إلي تاريخ الأرض في مجمله انه ليس إلا قصة واحدة لسفك الدم البشري واغتصاب الحقوق والاستيلاء بالقوة علي نصيبك في الغنيمة ونصيب غيرك قبل نصيبك.. أغلب الظن أن الخير والطيبة هي فلسفات الاستسلام التي ابتدعها الضعفاء كي يضفوا علي ضعفهم شرعية وقدسية ويعفوا أنفسهم من المشاركة في الصيد ومواجهة الوحوش. وبينما كنت أسير بصحبته في منطقتهم في طريق عودتي, كانت تسير أمامنا فتاة ترتدي جلبابا بلديا محتشما وكانت طويلة ملفوفة القوام واضحة التقاسيم رغم سعة الجلباب. ورشقتها بنظرة شرهة, حاولت أن أجعلها سريعة خاطفة مستترة حتي لايلحظها صديقي فيغمرني بتعليقاته المعتادة وإغراءاته التي لاأقوي علي دفع ثمنها, لكنه فاجأني بنظرة خبيثة ماكرة أدركت منها أنه رآني وأتبعها بابتسامة ساخرة سريعة. ولم أكد أن أفيق من مفاجأتي الأولي حتي داهمني بالثانية. حيث ماكدنا نمر بجانب الفتاة حتي ضرب بيده ظهرها فكأنه شقه وفعل ماهو أكثر من ذلك في لحظات قليلة, وهو ينظر إلي نظرة من يستعرض أمامي كامل وقاحته بفخر باذخ. وتصورت أن الفتاة ستصرخ بشدة ويجتمع الناس من حولنا ويتحول الميدان إلي مذبحة من أجل الشرف والعرض, وبدا علي وجهه الذعر الشديد والهلع لكن صديقي ضحك مني ضحكة ساخرة مستهزئة, فنظرت للفتاة من خلفنا وكنا قد تجاوزناها فإذا بها تبتسم وتتصنع غضبا كاذبا تداعبه به أكثر مما تؤنبه أو تخيفه ثم سبته سبا مقذعا في غير حياء, فلم يزد عن أن إلتفت إليها بجانب وجهه ورماها بنظرة خبيثة لاتخلو من الدعابة أيضا ورفع رأسه تجاه السماء ونفث دخان سيجارته تجاهها والابتسامة لاتزال علي وجهه وعيناه شبه مغمضتين. ماكدت أدخل غرفتي حتي أدركتني أم السعد بوجهها البشوش وصفائها المعتاد وقد عاد لها السرور والرضا.. كم كنت محتاجا لأراها.. شعرت أنني أتنفس هواء نقيا وأنني كنت في مستنقع قذر وخرجت منه. ارتحت علي رؤية وجهها رغم تعبي الشديد.. بادرتني قائلة بأن كل شيء عاد كما كان وأن كل شيء أصبح علي مايرام, وظلت تحكي لي مناقب المليونيرة الشابة ومحاسنها أكثر من نصف الساعة وذكرت فيما ذكرت أنها تصلح زوجة لي.. وعندما ضحكت بمرارة من هذا قالت: - وهي تلاقي فين أحسن منك, شاب متعلم وبتعرف ربنا وهي الست عايزة ايه ثاني في الراجل أكثر من كده. قلت لها ساخرا: - عايزة راجل مايجيلوش بلهارسيا ياأم السعد. فقالت: - ياخويا المرض ده بتاع ربنا. لم تدرك أم السعد ماأردت أن أقوله. *** وعلي الرغم من أن فكرة زواجي من المليونيرة الصغيرة فكرة سريالية بكل المقاييس إلا أنني لاأنكر أنني كنت أتخيلها كثيرا قبل النوم وأنا مستلق علي فراشي الخشبي بعد إجهاد يوم طويل, كانت الفكرة بالنسبة لي ليست أكثر من سياحة عقلية في بلاد الخيال الخصب حيث أتصور نفسي زوجا لهذه الأميرة اليانعة ونحن نجري معا بين ربوع حدائق عزبتهم أو نجلس علي حمام السباحة, وماكان يخرجني من هذه الأحلام شيء سوي لدغات البراغيث اللعينة التي تتخذ من كل ثقب بخشب الفراش الأثري بيتا لها. *** ظلت أم السعد علي حالها هذا لمدة شهر أو يزيد تكتئب أياما وتشرف أياما, تتساءل أياما عن طبيعة الهانم هذه المتقلبة الغريبة وتشكر في محاسنها وتعددها أياما أخري وعبثا حاولت أن أشرح لها المسألة بصراحة ووضوح أن أم السعد شخصيا أو غيرها ممن هم في مثل مستوانا لانعني لهؤلاء الناس شيئا علي الإطلاق ووجودنا بجانبهم أحيانا هو وجود تفرضه الضرورة ولايعني علي الإطلاق أننا ندخل في حيز إدراكهم الوجداني بأي حال: ياأم السعد الناس دول لابيزعلوا مننا ولابيفرحوا بيننا.. إحنا بالنسبة لهم زي الحيطان اللي في بيوتهم والكراسي اللي بيقعدوا عليها وأقل كمان.. يعني هو الهانم بتاعتك ديه لما يوم تقعد علي كرسي وهي مكشرة أو بتضحك يبقي معناها إنها زعلانة من الكرسي أو مبسوطة منه؟؟ كم حاولت مرارا أن أشرح وأوضح لأم السعد أن تتعامل مع الموقف بطريقة البيزنيس وألا تتعامل معه علي الأساس الشخصي.. ولكن عبثا.. وفي كل مرة تضيع جهودي سدي وخاصة عندما تعود يوما وفي يدها حقيبة بها بقايا طبيخ أو تورتة أو بعض الملابس القديمة من أخوات الهانم من الذكور أو الإناث لأبنائها وبناتها ولم تكن أم السعد لتقاوم هذه الإغراءات أو تقابلها بالرفض أو تواجهها بقناعتها وزهدها المعهودين فلو إستطاعت أن تفعل هي ذلك فلن يستطيعه أبناؤها ولن تستطيع هي أن تحرمهم من ذلك مهما أوتيت من عزة نفس, وأي عزة نفس هذه التي تصمد أمام الفقر والحرمان اللذين تعيش فيهما أم السعد وأبناؤها, بل إنني أنا شخصيا لم أتمكن من أن أرفض يوما بنطالا أعطته إياي أم السعد من هدايا الست الهانم, كما كانت تسميها هي, لأنه لم يناسب أحدا من أولادها الذكور.. وكيف أرفض مثل هذه الهدية وأنا في أمس الحاجة لما أستر به نفسي وقد رتقت ألف مرة علي الأقل بنطالي الجينز الوحيد. كان البنطال أزرق اللون مستوردا, كما يتضح من الماركة ومن خياطته المتقنة. وكانت أم السعد تستغل هذه الفرص وتحاول أن تبرهن لي علي طيبة قلب الهانم بمثل هذه المواقف, وكنت أشعر أن أم السعد تريد أن تبرهن لنفسها أكثر مماتريد أن تبرهن لي علي هذا الاعتقاد ومع ذلك كنت أقول لها بما لايخلو من السخرية إن المسالة لاعلاقة لها بطيبة القلب أو بالبر والإحسان. المسألة ياأم السعد أننا بالنسبة لهؤلاء الناس فرصة طيبة ليتخلصوا من نفاياتهم وقمامتهم بأسلوب متحضر وغير ملوث للبيئة من ناحية, وأنهم عن طريقنا يريدون أيضا أن يشعروا بمتعة الإحسان ويريحوا ضمائرهم تجاه عقائدهم الوثنية وهم في المبتدأ والمنتهي لم يخسروا شيئا بل أنهم اقتصدوا خطوات كانوا سيقطعونها نحو أقرب قمامة من ناحية أخري, ثم ياأم السعد من ناحية ثالثة, هؤلاء البكوات والهوانم من الأثرياء المتخمين عايزين يأكلوها والعة ويخشوا معانا الجنة علي قفانا يوم القيامة. لاأنكر أنني أحيانا كنت أشعر بسفالة حينما أكلم أم السعد بهذا الأسلوب الذي لن تفهمه بكل تأكيد, ولكن أي فقير هذا, غير أم السعد, يستطيع أن يمنع نفسه من التسفل والحقد, فالهبوط المادي لابد وأن يصاحبه هبوط معنوي, فالدرك الأسفل لايتجزأ, إلا عند أم السعد التي كانت لاتمانع علي الإطلاق أن يدخل الأغنياء الجنة معنا ويشاركونا متعها يدا بيد وساقا بساق. كان مجرد تفكيري في هذه الفكرة يحيلني الي مجنون ثائر وأنهي حديثي علي الفور مع أم السعد فالبقية الباقية في ميزان اعتقادي لاينقصها المزيد من الزعزعة والإضطراب. *** ذات صباح وجدتني أنزل في نفس الوقت مع أم السعد, ولعلي تعمدت هذا دون أن أدري, لأذهب لجامعتي وما أن سرنا بضعة خطوات لغاية بداية الطريق الرملي حتي لاحت سيارة حمراء ميتالك فارهة, عندها تهللت أم السعد وقالت: الهانم وصلت. علي الله يكون مزاجها النهارده معدول, إستني لما أعرفك عليها ولاأدري ماالذي جعلني أنتظر. جاءت السيارة وأسرعت أم السعد مهرولة نحوها ثم فتحت الباب الخلفي كمن يعرف طريقه جيدا ووضعت خضراواتها في أرضية السيارة ثم انتقلت للباب الأمامي ولم تدخل بل بدا أنها كانت تكلم الهانم عني. كان الزجاج مغلقا وملونا وعاكسا لما بخارج السيارة كالمرآة, فلم أتمكن من رؤية الهانم. وكم كنت أتمني هذا لأطابقها بفتاة أحلامي الليلية, ثم إذا بالزجاج ينزل أوتوماتيكيا لمسافة لاتزيد علي الخمسة سنتيمترات, ولم يظهر من خلالها سوي نظارة سوداء معتمة تنظر تجاهي, وعلي الرغم من أن عيون صاحبة النظارة كانت مختفية ورائها تماما إلا أنني قرأت الاحتقار والاشمئزاز بإحساسي, ثم ارتفع الزجاج ثانية كما كان. شعرت وأنا واقف أمام هذه السيارة الفارهة وصاحبة النظارة السوداء التي بداخلها أنني كومة من البراز, ترتدي بنطالا مستوردا أزرق اللون- نعم لم أتبين أنني كنت أرتدي ذات البنطال الذي أخذته أم السعد من الست الهانم وأعطتني اياه إلا بعد فوات الأوان. كانت أم السعد قد دخلت السيارة وأغلقت بابها لكنني لاأدري ماالذي حدث بالضبط.. فجأة إنفتح باب أم السعد وسمعت صوت الهانم لأول مرة يصيح بنبرة هانمية عالية: - إمشي ياولية يامجنونة.. اطلعي بره.. بره.. وخرجت أم السعد من السيارة مقذوفة- قالت فيمابعد إنها تعثرت بجلبابها فسقطت- ثم مرقت السيارة كالسهم من أمامي مثيرة خلفها عاصفة ترابية كبيرة, ماكادت تستقر حتي رأيت أم السعد متكومة علي الناحية الأخري قبالي.. بدلا من كومة براز واحدة ياأم السعد.. أصبحنا كومتين هكذا قلت لنفسي. *** لاأدري بالضبط ماالذي قالته أم السعد للهانم حتي تصنع ذلك. قال لي إبنها الأكبرسعد إن أمي عرضتني عليها عريسا لها(!!), لكن أم السعد أنكرت هذا بإيماءة نفي من رأسها ولزمت الصمت حول هذا الموضوع تماما. *** مرت أيام سوداء عصيبة علي أم السعد وعلي وأصبحت أخجل من أن أنظر اليها, لاأدري لماذا؟ أما هي فكانت حالتها لاتوصف. هنا فكرت في كلام صديقي المجرم وقلت إنني لابد وأن أنتقم بأي شكل. وخطرت ببالي أفكار كثيرة للانتقام.. قلت أرميها بحجر علي سيارتها فأهشم زجاجها في وجهها, وقلت أحفر حفرة عميقة بوسط الطريق ليلا وأغطيها بشكل تمويهي فإذا ماسارت عليها بالصباح سقطت بها وليحدث مايحدث لها.. وغير ذلك من الأفكار.. كما فكرت أيضا في تكوين فريق للانتقام مكون مني ومن الولدين الكبيرين لأم السعد.. لكن كل هذه الأفكار الجريئة القوية ذابت كقطعة الثلج الرخوة تحت حرارة الخوف والعجز الحارقة فما أسهل أن يمتد إصبع صغير من أصابع البكوات ليضغطنا جميعا ضغطة لايستقيم لنا بعدها بنيان. وتسائلت في نفسي تساؤلا مبهما: ماذا قد يحدث لو دخل معدم مثلي لقسم الشرطة متهما بالتعدي بالضرب أو بنية القتل أو لأي سبب آخر, حقيقيا كان أو غير حقيقي؟ كنت أشعر دائما بأنني من فرط فقري عار مجرد من كل شيء في هذه المدينة الصلعاء, أما في هذه اللحظة فقد داخلني شعور جديد وهو أني مستباح معرض لكل شيء فتملكني خوف غريب وتقوقعت داخل نفسي منكمشا كالسلحفاة أطل كل فترة وأخري علي العالم بنظرة واهية تريد أن ترتد إلي نفسي أكثر مما تريد أن تري العالم. عندما حدثت أم السعد في رغباتي الانتقامية الطفولية هذه قالت جملة واحدة: ربنا كبير ويخلصه منها أويسامحها. تذكرت ذلك الصديق المجرم ثانية وتساءلت في نفسي: ياتري لو كانت أم السعد قادرة علي البطش والانتقام فهل كانت ستقول هذا أيضا؟ *** لاأدري كم مر من الوقت بعدها بالتحديد. لكن الأيام مالبثت أن تكاثرت وإندمل الجرح سريعا وذابت أحاديثي الطويلة عن الكرامة كما ذابت أفكاري عن الانتقام, الفقر يذيب كل شيء حتي الكرامة, وعادت حياتنا كما كانت. أم السعد تستيقظ مبكرا كعادتها تستقبل صباحها بوجهها الجميل وابتسامتها الحانية وتحمل أسبتة الخضراوات فوق رأسها وفي يديها وتمشي ثلاثة كيلومترات نحو أقرب سوق وتعود آخر النهار وعلي وجهها ذات الابتسامة وفي المساء ندردش قليلا معا وكنت أداعبها أحيانا وأقول لها: - مش كان زماني متجوز الهانم إياها وأخذتك تعيشي معايا إنتي وعيالك في العزبة بدل الشحططة ديه.. فكانت تضحك حتي تظهر سنتها الذهبية وتقول لي: - طب إنت عارف إنها قابلتني من يومين بالعربية ومتهيأ لي كده والعلم عند الله.. إنها زي ماتكون جت ناحيتي ومشيت بالراحة شوية؟ لكن أنا ماحاولتش أبص ليها وفضيلت ماشية ولا كأن فيه حد جانبي. بذلك كانت أم السعد تشفي القلة الباقية في نفسها من إحساسها بالمهانة. *** لاأدري أيضا كم مر من الشهور بعدها عندما استيقظت صباح يوم لأعلم أن أم السعد قد ماتت.. هكذا بلا سبب وبلا مرض نعم وجدوها في فراشها ممدة هادئة مطمئنة بعد صلاة الفجر. وحين حملناها لمثواها الأخير كان يسير في الجنازة نفر قليل, خمسة يحملون نعشها الخفيف وخمسة يسيرون وراءه. حتي وضعناها في التراب بمقابر الصدقة المخصصة للفقراء والمعدمين. وإنتظرت قليلا بعد أن انصرف نفر المشيعين وأنا أنظر لقبرها مطرقا حزينا, ويعلم الله كم حزنت عليها, ولم ينقذني من حزني سوي سؤال خطر في رأسي: هل ينبغي أن يحزن الناس علي الفقير حين يموت؟ ومتي كان الفقير يوما حيا؟ وهل الذي يحيا ولايبالي أن يموت في أي وقت, يعد من الأحياء؟ لاأشك لحظة واحدة في أن الفقراء إذا ماتخلصوا من أكليشيهات التفكير وقوالب الخوف المتوارث من الموت, ولو أنهم تخلصوا من سلطان العادة عادة الحياة وأوهام الأمل الزائف لانتحروا جماعة كأسماك السلمون من فوق أقرب جبل تصل إليه أقدامهم الحافية. لعل أم السعد كانت ستختلف معي كثيرا في رأيي هذا وتحتوي كل شيء في دوامة التسامح والرضا الهائلة التي كانت تعيش به. آه ياأم السعد كم كنت أود أن أراك في حياة أخري سيدة قوية ثرية وأري كيف كنت ستبدين؟ ياتري هل كنت ستعتقدين في نفس آرائك وتتمتعين بنفس قدرتك علي الاستسلام والتسامح؟ *** وبينما أنا أنصرف علي مبعدة من القبر ألقيت عليه نظرة وداع أخيرة فلفت نظري عصفورصغير يقف عليه, عصفور من تلك العصافير التي تنظف أسنان التماسيح.. تمت