ما هذه الفوضي العارمة والعنف الذي يضرب الجامعات المصرية؟ كيف يسمح لقلة صغيرة من الطلبة المضللة وفاقدة للعقل والمنطق أن تعبث بأمن واستقرار الجامعات. وأن ترتكب من الحماقات ما تبغي, بل وتدمر المنشآت العامة والخاصة ولا تريد أن يحاسبها أحد؟ لقد بلغ السيل الزبي وطفح الكيل ووصل بهم الأمر إلي حد الاعتداء علي أساتذتهم وطردهم من الجامعات كما حدث في جامعة الأزهر والاعتداء علي زملائهم, ومنعهم من أداء امتحاناتهم وتعطيل الدراسة, بل والخروج إلي الشوارع المحيطة بالجامعة, وتدمير المنشآت العامة وسيارات الأبرياء, الذين لا ناقة لهم ولا جمل في خلافاتهم السياسية مع الحكومة أو الداخلية أو إدارة الجامعة. كما امتدت أيديهم بالتدمير إلي الأتوبيسات العامة والاعتداء علي من فيها! وهل يعقل أن يستمر ويتواصل هذا العبث وتلك الفوضي اليومية علي مرأي ومسمع من قوات الداخلية والجيش والحكومة وإدارة الجامعات؟ لقد ضج الأهالي, الذين يعيشون في محيط جامعات القاهرة بالجيزة والأزهر بمدينة نصر, والمنصورة من استمرار تلك الأعمال الصبيانية الطائشة التي تسببت في خسائر اقتصادية فادحة لهم وللاقتصاد المصري في آن واحد. ويصاب المرور في تلك المناطق بالشلل بشكل يومي, وبات الأهالي والمارة العابرون إلي أعمالهم يوميا من وإلي مدينة نصر بالقاهرة, علي سبيل المثال, يعانون الأمرين يوميا من الشلل المروري بالشوارع المحيطة بجامعة الأزهر, القريبة من منطقة رابعة العدوية! ويتساءلون: إلي متي؟ لقد نفد صبرهم وصبرنا معهم. لقد نبهنا أكثر من مرة إلي أن الجامعات مؤسسات علمية وتربوية وليست أحزابا ولا مؤسسات سياسية, ومن يريد ممارسة السياسة عليه ترك الجامعة لمن يريد أن يتعلم, والانضمام إلي الأحزاب السياسية وما أكثرها, وعلي سلطات الأمن والحكومة أن تمارس دورها بكل حزم في إعادة الأمن والاستقرار للجامعات المصرية. لمزيد من مقالات راى الاهرام