تحولت شجرة الزيتون إلي رمز للصمود والتشبث بالأرض, وأصبحت من علامات الهوية الفلسطينية,فزراعة هذه الشجرة تفضي برسالة مفادها أننا باقون, كبقاء الزيتون. وبعد أن كان قطف الزيتون الفلسطيني موسم فرح وخير وبركة أصبح مصدر حزن ونذير شؤم حيث تشهد هذه الشجرة حربا شرسة وعداء مستحكما من قبل الاحتلال الإسرائيلي. وتعود زراعة أشجار الزيتون في فلسطين إلي آلاف السنين, وهذا ما يبرر وجود أشجار زيتون معمرة. وتمثل حصة قطاع الزيتون من الدخل القومي الفلسطيني2.14%, علما بأن إجمالي ما أسهم به قطاع الزراعة في عام2010 حوالي5.5% من إجمالي الدخل القومي المحلي.لذلك تزداد معاناة المزارع الفلسطيني, خلال موسم قطف ثمار الزيتون من كل عام, ويقف علي بوابة الجدار الفاصل عند بلدة بيت عوا, قرب مدينة الخليل بالضفة الغربية يقف, المزارع يوسف السويطي(65 عاما) وزوجته وأبناؤه, منذ الساعة السادسة صباحا للسماح لهم بالدخول إلي أراضيهم الواقعة خلف جدار الفصل.ويملك السويطي12 دونما, تقع خلف الجدار الفاصل. ويقول السويطي إن الجيش الإسرائيلي يحدد نصف ساعة فقط صباحا للسماح بدخول المزارعين لأراضيهم في موسم قطف الثمار ومثلها مساء, مشيرا إلي أن الجيش يمنع دخول المركبات وأدوات خاصة بقطف الثمار ما يتسبب في معاناة مضاعفة.ويشير السويطي إلي أن الإسرائيليين لا يسمحون للمزارعين بالدخول إلي أراضيهم سوي مرة واحدة في العام, وهو موسم قطف الثمار, وذلك عبر تصاريح خاصة, مضيفا الأرض تحتاج إلي عناية علي مدي العام كالحراثة والتسميد والتخلص من الأعشاب, إلا أن السلطات الإسرائيلية لا تسمح بذلك, وهو ما يؤثر علي إنتاجية الأشجار بشكل كبير.ويضيف السويطي أن الاسرائيليين يسعون إلي تهجيرهم من الأراضي ومنعهم من الوصول إليها للسيطرة عليها وبناء المستوطنات. ولم يكتف المستوطنون بسرقة الثمار, بل دأبوا في السنوات الأخيرة علي تدمير بساتين الزيتون بإشعال الحرائق وحرق الأشجار التي تموت واقفة, وأحيانا أخري يقومون بحرقها بالمواد الكيماوية والتي تجفف وتقتل الشجرة تماما كما تفعل النيران. وفي هذا الموسم تمت أعمال حرق واسعة, سواء من قبل المستوطنين الإسرائيليين بهدف إبعاد المزارعين الفلسطينيين عنهم وعن طرقهم, أو من قبل الجيش الإسرائيلي أثناء إطلاق القنابل الضوئية ليلا, والتي يلقونها بشكل متعمد في المناطق كثيفة الأشجار, مما يتسبب في إشعال حرائق تقضي علي عشرات ومئات دونمات الأشجار, لا سيما الزيتون سريع الاشتعال. وقد استقبلت قرية بورين جنوبي نابلس وفدا يضم جيمس راولي- منسق الشئون الإنسانية للأمم المتحدة- ومجموعة من الدبلوماسيين الأجانب, في محاولة منهم التضامن مع المزارعين في حقول الزيتون التي تتعرض لاعتداءات متكررة من قبل المستوطنين. وأصر راولي علي أن يشارك بيديه في قطف ثمار الزيتون هو والعديد من ممثلي الدول الأجنبية الذين يقولون إن هذه الفاعلية تهدف إلي إظهار الصعوبات التي يعانيها المزارعون للوصول إلي حقولهم.