كان لافتا جدا ذلك التصريح الذي قال فيه وزير الإسكان إبراهيم محلب أن مصر بها مشكلات في حجم الجبال لكننا سوف نفتت هذه المشكلات بالديناميت وبطبيعة الحال كان الوزير محلب يقصد مشكلات وزارة الإسكان, وأزمة الإسكان في مصر, لكنه في الواقع وضع يده علي المحاور الثلاثة لأزمة مصر كلها هذه الأيام. المحور الأول أن البلد به أزمات والثاني أن هذه الأزمات تراكمت فأصبحت كالجبال, والثالث, أن الجبال كما يفتتها الديناميت فإن أزمات مصر هي الأخري تتطلب جهودا من المصريين تكون في صلابة الديناميت! والمتعمق في هذه المعاني الثلاثة سيجد أن أساس المسألة الاعتراف بضخامة التحدي, فهل يشعر كل المصريين فعلا بحجم التحديات التي تواجه وطنهم, أم أن الكثيرين منا نائمون في العسل, ولا يؤدون ما عليهم انتظارا لأن يأتي آخرون ليحلوا لهم مشكلاتهم؟ هل يؤدي كل منا ما عليه من عمل بإخلاص وتفان أم أن البعض منا فقد ولاءه لهذا الوطن فلم يعد يعمل؟ الحقيقة هي أن الكثيرين منا أصبحوا بلا ضمير ويعتقدون أنهم هم الأشطر من غيرهم, لكنهم أغبياء وحمقي, لماذا ؟ لأن الطوفان عندما يأتي فلن يترك أحدا..فهل هم في انتظار الطوفان؟ فإذا انتقلنا الي موضوع الديناميت فسوف نكتشف أن الديناميت المطلوب ليس ديناميت الوزير محلب الذي يفجر الجبال, بل هو ديناميت القوانين والتشريعات الذي يفجر رأس كل كسلان خائن لوطنه وشعبه وعلي فكرة فإن التكاسل وإهمال العمل, والتزويغ والهمبكة والتمارض والبحث عن أي مبرر كي لا تؤدي ما عليك كل ذلك هو الخيانة بعينها. وهل ثمة خيانة أكبر من إهمال العمل مع الاستمرار في صرف المرتب والمكآفات والحوافز التي تتجاوز أحيانا عشرات الآلاف, وربما الملايين؟ لمزيد من مقالات راى الاهرام