خلال أول زيارة له لاسرائيل عقب توقيع الاتفاق النووي الإيراني, أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري, أن أمن إسرائيل يحتل الأولوية في المفاوضات الهادفة لكبح جماح البرنامج النووي الايراني. و أضاف- عقب اللقاء الذي جمعه برئيس الوزراء الإسرائيلي في القدسالمحتلة- أن أمن إسرائيل يحتل صدارة الأجندة الأمريكية في هذه المفاوضات. وقام كيري- خلال زيارته الثامنة منذ توليه منصبه إلي المنطقة- باطلاع رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو حول مستجدات اتفاق الخطوة الأولي الذي أبرمته الدول الكبري مع إيران مؤخرا, فضلا عن المباحثات الجارية حاليا مع طهران نحو التوصل الي اتفاق شامل. و أوضح مسئول أمريكي- رفض الكشف عن هويته- أنه في الوقت الذي يبرز فيه خلاف بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل, فإن إسرائيل قد دعمت جهود التوصل إلي اتفاق شامل. وأوضح أن الولاياتالمتحدة رأت أن اتفاق الخطوة الأولي, هو الطريق الوحيد الممكن نحو الأمام. وأضاف قائلا: نحن الآن نتفاوض حول الخطوات الشاملة. و أكد أن كيري بحث مع نيتانياهو خطوات التوصل إلي اتفاق حاسم ونهائي مع إيران حول برنامجها النووي. وصرح مسئول آخر- رفض الكشف عن هويته- بأن واشنطن و تل أبيب ستعقدان حوارا نشيطا بهذا الشأن. ونفي أن يكون الخلاف حول إيران من شأنه أن يؤثر علي اعتزام إسرائيل المشاركة علي نحو لائق في المحادثات المزمعة مع الفلسطينيين تحت رعاية أمريكية. و أكد مسئولون أمريكيون أن اللقاء ركز كذلك علي المتطلبات الأمنية لإسرائيل في إطار اتفاق السلام المأمول مع الجانب الفلسطيني. وقبيل وصول كيري مساء أمس الأول إلي إسرائيل, أكدت ويندي شيرمان وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للشئون السياسية, أن بلادها ستضغط علي إيران من أجل تفكيك جزء من مفاعل آراك النووي, للماء الثقيل, ضمن الاتفاق الشامل المزمع. وأوضحت- في تصريحات لشبكة بي بي اس الأمريكية- أن الاتفاق الشامل سيتضمن تفكيك الكثير من البنية التحتية الايرانية, في إشارة إلي النشاط النووي للجمهورية الإسلامية. وأضافت قائلة: بصراحة, نحن غير متأكدين من مدي الحاجة لوجود مفاعل للماء الثقيل بقوة40 ميجاوات( أراك), لاستخدامه في أغراض سلمية. ومن جهة أخري, ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف, تلقي مكالمة هاتفية من كاثرين آشتون الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي, حيث أكدت آشتون التزام الدول الست الكبري بالاتفاق الذي تم إبرامه مع طهران. ونقلت وكالة أنباء ارنا الإيرانية عن ظريف قوله, أن آشتون أكدت له جدية الدول الست الكبري في تنفيذ التزماتها, كما عبرت عن أملها في تحقيق تقدم. ومن المقرر أن يعقد لقاء علي مستوي الخبراء بين ايران و الدول الست في فيينا خلال يومي9 و10 ديسمبر الجاري, لتمهيد الطريق عن التطبيق الكامل للاتفاق. وصرح رضا نجفي, مندوب ايران لدي الوكالة الدولية للطاقة الذرية,بأن تجميد ايران لبرنامجها النووي لمدة6 أشهر- بمقتضي الاتفاق الذي أبرم- سيبدأ في يناير المقبل. ومن جهة أخري, طالبت سوزان رايس مستشارة الأمن القومي الأمريكي, إيران بالسماح لمقرر الأممالمتحدة لحقوق الانسان بزيارتها. و أكدت أن بلادها ستستمر في الضغط علي ايران في ملف حقوق الانسان و حق المواطنين في الوصول الي شبكة الانترنت و مواقع التواصل الاجتماعي. و أوضحت أن عقوبات بلادها ضد منتهكي حقوق الانسان في ايران ستستمر، و اتهمت ايران وكوريا الشمالية بتغذية التوترات الدولية من أجل تمديد نظم حكمهما القمعية المحلية. في الوقت ذاته, ذكرت صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية أمس, أن وزير الخارجية الاسرائيلي افيجدور ليبرمان أخبر بان كي مون سكرتير عام الأممالمتحدة- خلال لقائهما في نيويورك أمس الأول- بأن المرشد الاعلي للثورة الايرانية علي خامنئي قد وصف اسرائيل واليهود بالكلاب المريضة, قبل يوم واحد من توقيع الاتفاق.