توصلت إيران والقوى العالمية الست في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد إلى اتفاق مبدئي يحد مؤقتا من أنشطة طهران النووية في مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها . ويعد الاتفاق أول تقدم دبلوماسي منذ تفجر أزمة البرنامج النووي الإيراني قبل عشرة أعوام . ''قيود مهمة'' وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في واشنطن ''إنها قيود مهمة ستساعد على منع إيران من صنع سلاح نووي''. يسري الاتفاق المبدئي لستة شهور، فيما ترغب الدول الست - بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولاياتالمتحدة وألمانيا - في التوصل لاتفاق أكثر شمولا مع طهران. وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في جنيف :''آمل في أن نمضي قدما ، يمكننا البدء في استعادة الثقة المفقودة'' بين الجانبين. وجرى التوصل للاتفاق بعد مفاوضات ماراثونية مع نظراء ظريف من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا. وفي مقابل تنازلات طهران النووية تعهدت القوى الست بعدم فرض عقوبات إضافية على إيران خلال الشهور الستة ، بالإضافة إلى تعليق بعض العقوبات المفروضة على إيران وليس كلها. وتتعلق العقوبات التي سيجري تخفيفها بصناعة البتروكيماويات الايرانية وإنتاج السيارات وتجارة المعادن الثمينة وعائدات النفط. . من ناحية أخرى، سوف تستمر العقوبات الرئيسية ضد إيران وتشمل صادرات النفط والتعاملات الخارجية . ويشكل إنهاء العقوبات التي تصيب الاقتصاد الإيراني بالشلل أحد أهم أهداف الرئيس الإيراني حسن روحاني منذ تولى منصبه في أغسطس الماضي. وسمح الاتفاق لإيران بإعلان نجاحها في مساعي الدفع من أجل طلب السماح لها بمواصلة تخصيب اليورانيوم ، ولو بمستوى نقاء منخفض. وقال ظريف إنه ''جرى الاعتراف بحق إيران في تخصيب اليورانيوم خلال الاتفاق''. ويحظر الاتفاق على إيران تخصيب اليورانيوم لمستويات عالية من النقاء ، كما يحظر مزيد من الإنشاءات في مفاعل ''أراك'' لإنتاج البلوتونيوم. وتخشى القوى الست من أن اليورانيوم المخصب لمستوى عالي من النقاء والبلوتونيوم يمكن تحويلهما بسهولة إلى أسلحة نووية. وترغب الدول الست في التأكد من أن إيران لا تسعى لصنع سلاح نووي ، فيما ترغب إيران في رفع جميع العقوبات المتبقية ضدها . وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري صباح اليوم الأحد إن بعضا من المنشآت النووية الإيرانية يتعين أن تغلق للأبد في المرحلة النهائية. وفي معرض حديثه عن اتفاق مستقبلي شامل تسعى إليه الدول الست، قال إن :''هذا سيتطلب تفكيك أشياء معينة، هذا سيتطلب وقف أشياء معينة''. تحذير إسرائيلي ومن ناحيتها، حذرت إسرائيل من أن الاتفاق المبدئي تطلب القليل للغاية من طهران بينما رفع عنها ضغطا كبيرا للغاية. ولدى قادة إسرائيل اقتناع بأن إيران ستهدد وجود بلادهم إذا امتلكت اسلحة نووية . وقال أوباما ''مع الوقت ، سيظل إصرار الولاياتالمتحدة مؤكدا، وبالمثل تعهداتنا لأصدقائنا وحلفائنا - ولا سيما إسرائيل وشركائنا في الخليج - الذين يمتلكون مبررا جيدا للتشكك إزاء نوايا إيران''.