تحليل اخباري: أحمد جلال عيسي انتهت أمس انتخابات مجلس الشعب بمراحله الثلاث مرت بسلبياتها وايجابياتها وظهرت عدة مفاجآت أبرزها وصول عدد لايتعدي أصابع اليد الواحدة من رموز شباب الثورة إلي البرلمان. وكذلك نسب المرأة في القوائم واخفاقها في جميع المقاعد الفردية, مرورا بوصول هذا العدد من السلفيين إلي مجلس الشعب. فالكثير من هذه الظواهر كان متوقعا ولكن ما لم يكن متوقعا بالفعل هو العدد القليل الذي حصل عليه حزب الوفد, فقبل بداية الانتخابات توقع كل المراقبين للمشهد السياسي أن يكون حزب الوفد هو المنافس للحرية والعدالة ولن يقل بأي حال عن ثلث مقاعد البرلمان. وجاءت النتائج النهائية لتظهر مفاجأة غير متوقعة لحزب الوفد مما جعل عددا كبيرا من المراكز البحثية يحلل ما حدث. فبداية فإن حزب الوفد حزب عريق يضم بين أروقته أفضل العناصر السياسية في مصر, حزب يتمتع أعضاؤه بحسن السير والسلوك, كان أول من طبق الديمقراطية داخليا قبل أن ينادي بها خارجيا, وهو حزب المواقف الثابتة الذي كرم المصريين زعماءه بوضع تمثيلهم في أكبر ميادين مصر. حزب الوفد حزب له امكانيات يحسد عليها بداية بتاريخه مرورا بجريدته التي تعد الأوسع إنتشارا بين الصحف الحزبية ومكانة رئيس الحزب في المجتمع المصري وامتلاكه لسلسلة قنوات الحياة التي لعبت دورا كبيرا في نشر اعلانات الوفد, وكذلك هيئات مكاتب الحزب في جميع المحافظات, علاوة علي الآلاف من العائلات الوفدية المنتشرة في أنحاء الجمهورية وبعد كل ذلك نجد هذه النتائج. وهنا يتردد سؤال قد يكون بديهيا, وهو هل أثر أداء الوزراء الوفديين في حكومة شرف علي نتيجة الحزب في الانتخابات؟! وبالتحديد هل كانت لمواقف وقرارات ووثيقة علي السلمي نائب رئيس الوزراء السابق وأداء أسامة هيكل وزير الاعلام السابق, اثرعلي نتائج حزب الوفد في انتخابات برلمان الثورة؟! إن دعوة رئيس حزب الوفد الدكتور السيد البدوي للدكتور علي السلمي للرجوع مرة أخري الي حزب الوفد, وترك منصبه بعدالمظاهرات التي اندلعت في ميدان التحرير اعتراضا علي وثيقة المبادئ الدستورية قد أثرت بالتأكيد علي نتائج حزب الوفد وخاصة أنها كانت قبل المرحلة الأولي بأيام. وكذلك أداء وزير الاعلام السابق أسامة هيكل في تغطية أحداث ماسبيرو, الذي وصفه الجميع بالتقصير, وأصدروا الأحكام علي الوزير وسياسته قبل أن تظهر نتائج التحقيقات ولجان تقييم الأداء الاعلامي كانت لها أثرا علي حزب الوفد. والغريب أن الحزب بعد نتائج المرحلة الأولي ارتضي لأن يكون منافسا لأحزاب انشئت منذ شهور, ونشر علي صفحته الأولي بعد انتهاء المرحلة الثانية خبر تقدمه علي الكتلة المصرية, وكأنه انتصار للوفد. وفي النهاية يتبقي سؤال هل أخفق حزب الوفد عندما إبتعد عن التحالف الذي دعا إليه حزب الحرية والعدالة؟