في الذكري السنوية الأولي لكارثة قطار أسيوط, التي راح ضحيتها51 طفلا من تلاميذ أحد المعاهد الأزهرية, استيقظت مصر أمس علي كارثة إنسانية جديدة علي مزلقان منطقة دهشور بطريق الفيوم بمحافظة الجيزة. فقد اغتال الإهمال27 مواطنا, وأصاب34 في اصطدام مروع لقطار بضائع بأتوبيس وسيارتين إحداهما لوري بمقطورة والثانية ميكروباص, وكان الأتوبيس يقل60 من عائلة واحدة عائدين من حفل زفاف بالقاهرة إلي الفيوم. وتم نقل جثث الضحايا والمصابين إلي مستشفيات6 أكتوبر, والشيخ زايد, والهرم, وأم المصريين, وألقي القبض علي عاملي المزلقان وسائق القطار ومساعده, بينما لقي سائق الأتوبيس مصرعه. وقد نعي الرئيس عدلي منصور الموجود حاليا بالكويت ضحايا الحادث, وقدم تعازيه لأسرهم, وللشعب المصري. ومن جانب آخر كلف الدكتور حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء, الوزارات والجهات المعنية بسرعة صرف تعويضات عاجلة لأسر الضحايا والمصابين, حيث تصرف هيئة السكك الحديدية15 ألف جنيه لأسرة المتوفي, و5 آلاف جنيه للمصاب, كما تصرف محافظة الجيزة5 آلاف جنيه لأسرة كل متوفي, وألفي جنيه لكل مصاب. وقع الحادث في الساعة الواحدة من صباح أمس, ففي أثناء عبور الأتوبيس مزلقان دهشور, فأطاح به قطار بضائع, كان في طريقه إلي منطقة الواحات, كما أطاح القطار بسيارة نقل, وأخري ميكروباص, ليحولها إلي قطع من الصفيح انحشرت بها أشلاء الضحايا. وفي الوقت الذي أكد فيه المهندس حسين زكريا رئيس هيئة السكك الحديدية أن المزلقان كان مغلقا بالجنازير, بالإضافة إلي تشغيل الأجراس والأنوار, كشفت معاينة النيابة عن عدم إغلاق العامل المزلقان بالسلسلة الحديدية المخصصة لغلق الطريق وقت مرور القطار. وقد نفي عاملا المزلقان الاتهامات الموجهة إليهما, وأوضحا أنهما حاولا إغلاق المزلقان, ولكن جرس الإنذار والإشارة الحمراء كانا معطلين, وأنهما حاولا إغلاق السلسلة الموجودة بالمزلقان, فلم يسعفهما القدر في الوصول إليها, وكانت سرعة القطار أقوي من سرعتهما. وأكد السائق ومساعده أن المزلقان لم يتم إغلاقه قبل الحادث, وأشارا إلي أن السائق أطلق صفارة الإنذار عشرات المرات, ولم يستمع إليه أحد. من ناحية أخري, قرر الدكتور أحمد جلال وزير المالية تخصيص710 ملايين جنيه لوزارة النقل, لدعم برنامج تطوير مزلقانات السكك الحديدية.