ربما يكون مفيدا أن أستشهد اليوم بما قاله كبير ضباط الأطباء الإسرائيليين في موقع الثغرة والذي أوجز حقيقة الفخ الذي سقطت فيه قوات شارون في سطور رسالة بعث بها إلي زوجته بعد أن توقف هدير المعارك قال فيها: إنك تتلقي الضربات دون أن يكون في مقدورك أن تفعل شيئا وكأن أحدا يوقفك في الزاوية ويضربك بقبضته وكل ما تستطيع أن تفعله هو أن تتلقي الضربات, لقد حدث مرة قصف شديد وخرجت بسيارة جيب إلي الجانب الآخر لأحضر الجرحي, وعندما عدت من هناك علي الجسر سقطت قذيفة في الماء أمامي تماما ووصلت إلي محطة تجميع الجرحي وإذا بقذيفة تسقط علي بعد10 أمتار.. قفزت إلي دبابة الإخلاء وطرقت لهم علي الباب فاعتقدوا أن ذلك طرق شظايا علي الباب ولم يفتحوا ولم يدخلوني إلا بعد أن سمعوا صراخي, ثم خرجت ومرة أخري سقطت قذيفة واختبأت في مكان جلوسي وطأطأت رأسي وسمعت الصفير وزعقات الشظايا وبعد أن خف القصف التفت وشاهدت دبابة تشتعل وكان هناك قبل ذلك طاقم دبابة تناول وجبته فقد تلقي أفراده الأربعة إصابة مباشرة لم يبق منه أحد. أما اسحق تسفي قائد قوة المظليين الإسرائيليين التي تناثرت معظم أشلاء أفرادها علي أبواب المزرعة الصينية فيقول: لقد أحضرونا إلي منطقة القتال بالأتوبيسات وطائرات الهليوكوبتر, وتلقينا أمرا من القائد العام هذا نصه: صيادو الدبابات المصريون يحولون دون تنفيذ مهامنا القتالية.. انقضوا عليهم ودمروهم بأسرع ما يمكن.. وبدأت قواتنا تتحرك بضع مئات من الأمتار وفجأة فتح علينا أتون من النار وبدأ تساقط الرجال وصاح أحد قادة المجموعات عبر اللاسلكي قائلا: ياإلهي.. ماذا يجري هنا؟. خير الكلام: من يتعالي علي النصح يسقط في أول حفرة! لمزيد من مقالات مرسى عطا الله