كشف العقد الموقع بين المجلس الأعلي للثقافة وإحدي شركات التعمير, عن تقاعس الشركة في استكمال أعمال التطوير وترميم المسرح القومي بالعتبة بتكلفة إجمالية قدرها55 مليون جنيه خلال خمس سنوات, ومع ذلك لم يتم الانتهاء منه حتي الآن, بل إن الشركة المنفذة للمشروع طالبت بمبالغ جديدة وهو ما يخالف نص العقد, ليدخل المسرح العريق في دائرة الفساد والإهمال. كانت شركة التعمير قد تعاقد مع وزارة الثقافة في4 فبراير2009 علي المبالغ مقابل الأعمال الاستشارية والإضاءة والصوت, فضلا عن أعمال درء الخطورة والأعمال الفنية والتشطيبيه والإنذار المبكر وإطفاء الحريق. وحدد البند الثالث من العقد مدة16 شهرا فقط لإنهاء أعمال التجديد التي تأخرت لخمس سنوات, ويشير التقرير أن الشركة تسلمت الموقع خاليا تماما من أية معوقات آو موانع تعوق التنفيذ والبدء في العمل الموقع بتاريخ8-4-2009, ولكن حتي الان لم يتم الانتهاء من الترميم وتجديث المسرح, ومع ذلك لم تتخذ الإدارة أي موقف قانوني تجاه هذا التأخير حسب القانون89 لسنة98 قانون المزايدات والمناقصات مادة83 و84 من اللائحة التنفيذية لذات القانون والبند السادس من هذا العقد. ولوحظ- بحسب التقرير- أن العقد المبرم يخلو من أي شرط جزائي يقع علي أي من الطرفين في حال المخالفة أو فسخ التعاقد, أما المفاجأة الصادمة أن العقد لا يتضمن شروط تلزم الشركة بمدة محددة للتنفيذ وبالتالي لا يترتب علي ذلك أن تحصل وزارة الثقافة منها علي أية تعويضات في حالة تأخر التسليم عن المواعيد المحددة, وهو أتاح للشركة المتعاقدة فرصة طلب زيادة أكثر عن مبلغ ال55 مليونا, وعدم التزامها بالمواعيد المحددة في البند الثالث من التعاقد الذي جعل عملية التطوير والترميمم للمسرح العريق لايزيد علي16 شهرا فقط, ومع هذا تجاوزت لأكثر من خمسة سنوات كاملة ولم تنتهي من عملياتها; وحددالبند السابع من ذات العقد أنه في حالة تجاوز المدة تظل الأسعار ثابتة حتي انتهاء العمل بالكامل, وهو ما يمنع الشركة أيضا من المطالبة بأية مبالغ زائدة عن المبلغ المحدد في بداية التعاقد. جدير بالذكر أن المسرح القومي هو أحد أعرق المسارح المصرية علي الإطلاق, وشهد العديد من الأعمال المسرحية, وتم تأسيسه بأمر من الخديوي إسماعيل عام.1869 كما يعد المسرح من العلامات الثقافية المصرية منذ بدأ نشاطه في الخمسينيات, وشهدا عام1885 أول موسم مسرحي لفرقة' أبو خليل القباني' بالقاهرة, كما قدمت فرقة' اسكندر فرح' وبطلها سلامة حجازي أشهر أعمالها من عام1891 إلي.1905 وكان عام1905 هو أول موسم لفرقة الشيخ سلامة حجازي, وفيما بعد تزايدت الدعوة لإنشاء مسرح وطني, وسط مطالبات بخروج قوات الاحتلال الإنجليزي عن مصر بعد الحرب العالمية الأولي, وبالفعل يتأسس' المسرح الوطني' عام1921 في مبني' تياترو' الخديوي بحديقة الأزبكية, حيث بدأ في عرض أربع مسرحيات يومية. وفي عام1935 أنشئت الفرقة القومية المصرية بقيادة الشاعر خليل مطران لتقديم عروضها علي خشبة المسرح الوطني, إلا أنه تم حلها في عام1942 لتقديمها أعمالا ضد الاحتلال. وبقيام ثورة23 يوليو عام1952 التي طردت الاستعمار, وأنهت الحكم الملكي في البلاد, تحول اسمه إلي' المسرح القومي', وتأسست به فرقتان مسرحيتان هما' الفرقة القومية المصرية', و'فرقة المسرح المصري الحديث', في وقت شهد فيه المسرح رواجا غير مسبوق بفضل كوكبة من الكتاب المسرحيين والمبدعين الذين دشنوا مرحلة جادة وجديدة في تاريخ المسرح المصري أبدعها زخم الخمسينات والحلم الثوري. وكان من بينهم: يوسف إدريس, ونعمان عاشور, وسعد الدين وهبة, وألفريد فرج, ولطفي الخولي, ومن المخرجين عبد الرحيم الزرقاني, وسعد أردش, ونبيل الألفي, وكرم مطاوع, وتألق عمالقة تمثيل المسرح علي خشبته وفي مقدمتهم سيدة المسرح العربي الفنانة سميحة أيوب, وعبد الله غيث, وحمدي غيث, وشفيق نور الدين, وحمدي أحمد, وغيرهم. وفي السنوات الأخيرة شهدت عروض المسرح القومي إقبالا جماهيريا عبر مشاركة فنانين كبارا في عروضه التي يبرز منها مسرحية' أهلا يا بكوات' بطولة حسين فهمي وعزت العلايلي, ومسرحية' الملك لير' بطولة الفنان يحيي الفخراني التي عرضها المسرح في في آخر مواسمه.