أفاد ناشطون سوريون أمس بأن مقاتلين أكراد حققوا مكاسب ميدانية كبيرة في محافظة الحسكة شرق سوريا. وذكر الناشطون أن هذه التطورات جاءت بعد مواجهات مع فصائل مسلحة تنضوي تحت لواء المعارضة السورية. ويأتي هذا تزامنا مع إعلان حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا إنشاء ما وصفه بإدارة انتقالية شمال شرق البلاد. وقال الحزب إن هذه الخطوة تهدف الي سد الفراغ الاداري في هذه المناطق, مشيرا في الوقت نفسه إلي التزامه بوحدة التراب السوري. وقد تأرجحت السيطرة علي شمال شرق سوريا حيث تعيش أغلبية كردية خلال الأشهر الماضية بين الأكراد والمتشددين الإسلاميين العرب الذين يعارضون بقوة ما يشكون في أنها خطط كردية للانفصال. لكن ميليشيا كردية فرضت سيطرتها في وقت سابق هذا الشهر. وقالت لجنة من الأكراد وجماعات اخري خلال اجتماع عقدمساء أمس الأول في مدينة قامشلو السورية إن الوقت قد حان الآن لإقامة سلطة لإدارة المنطقة. وأثار تمكين الأكراد في سوريا مخاوف في مناطق أخري علي الأقل في تركيا المجاورة التي خاضت حربا استمرت ثلاثة عقود ضد حزب العمال الكردستاني. وحزب الاتحاد الديمقراطي الذي لديه ميليشيا مدربة جيدا ومنحاز لحزب العمال الكردستاني هو القوة المسيطرة علي الارض في المناطق الكردية في سوريا. ويري الأكراد في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا فرصة لترسيخ وجودهم الجغرافي والسياسي بعد هزيمتهم لمتشددين إسلاميين, وكذلك للحصول علي المزيد من الحكم الذاتي مثل بني جلدتهم في العراق المجاور بعدما تعرضوا لفترة طويلة للقمع في عهد الرئيس السوري بشار الأسد وأبيه من قبله. وعلي الصعيد الميداني, سيطرت القوات النظامية السورية أمس علي بلدة حجيرة جنوبدمشق, حيث حققت في الأسابيع الماضية تقدما يهدف إلي تضييق الخناق علي مقاتلي المعارضة في جنوب العاصمة. وقال المصدر ان الجيش النظامي سيطر بالكامل علي بلدة حجيرة في الريف الجنوبيلدمشق. كانت القوات النظامية قد سيطرت الاسبوع الماضي علي هذه البلدات التي كانت تعد خط امداد رئيسيا لمقاتلي المعارضة في جنوبدمشق. ومن ناحية أخري, أفادت لجان التنسيق المحلية السورية أن حصيلة أعداد القتلي أمس الأول بسبب أعمال العنف بلغت65 شخصا. ومن جهة أخري, ذكر ناشطون سوريون أن معارك دارت أمس لليوم الخامس علي التوالي بين القوات الحكومية والجيش الحر في شرقي حلب, مضيفين أن تعزيزات من فصائل المعارضة المسلحة انضمت الي المعارك المستمرة في محيط اللواء80 قرب مطار حلب الدولي. وفي حلب, دارت اشتباكات أمس بين القوات النظامية ومقاتلين اسلاميين بينهم جهاديون في ريف حلب في شمال سوريا, حيث يحاول النظام تحقيق مزيد من التقدم, في وقت اعلن فيه مقاتلون متشددون النفير العام لمواجهته. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان في بريد الكتروني ان الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة تل حاصل التي تسيطر عليها الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وكتائب مقاتلة. وأضاف ان القوات النظامية مدعمة بضباط من حزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني تشتبك مع المقاتلين, في محاولة من نظام الرئيس بشار الأسد للسيطرة الكاملة علي طريق حلب السفيرة, المدينة الاستراتيجية التي استعادها النظام نهاية الشهر الماضي. وردا علي هذا التقدم, دعت الدولة الاسلامية في العراق والشام المرتبطة بالقاعدة جميع الفصائل وسائر المسلمين الي النفير العام للجبهات القتالية لصد العدو الصائل علي حرمة واراضي المسلمين, وذلك في بيان نشرته مواقع إليكترونية. وأضاف البيان الصادر عن ولاية حلب, ان من لم يستطع النفير لعذر شرعي فليقدم ما يستطيع من سلاح ومال. ومن ناحية أخري, قال ناشطون في المعارضة السورية إن الجيش الحر يصد تقدم القوات الحكومية مدعومة بعناصر إيرانية ولبنانية علي عدة محاور من محافظة حلب شمالي البلاد. يأتي ذلك في وقت, أبدت الولاياتالمتحدة ارتياحها لقرار الائتلاف السوري المعارض المشاركة في مؤتمر جنيف.2 وفي غضون ذلك, أدانت روسيا بشدة ما اسمتها العمليات الإرهابية من قبل متطرفين ضد المدنيين في سوريا والقصف العشوائي للمناطق السكنية في دمشق في إشارة إلي استهداف مدرسة وحافلة للتلاميذ في الحادي عشر من شهر نوفمبر الحالي. وأعربت الخارجية الروسية في أمس عن اعتقادها بأن تكثيف تحركات المتطرفين يرمي في هذه اللحظة الحاسمة إلي عرقلة التحضيرات لعقد مؤتمر جنيف2. وفي فيينا, طالبت الخارجية النمساوية المعارضة السورية بتوحيد موقفها وصفوفها من أجل المضي قدما في عملية السلام.