تصاعد لهجة الخطاب السياسي بين الأخوان والدعوة السللفية مؤخرا يكشف عن معركة, وشيكة بين الطرفين في الشارع..الأخوان يصعدون من حملتهم ضد رموز الدعوة السلفية وقيادات حزل النور المنبثقة عنها. الخلافات بين الدعوة السلفية وجماعة الإخوان طفت علي السطح بعد أن كانت حبيسة الاجتماعات المغلقة, وبلغت ذروتها بعد مشاركة حزب النور الذراع السياسي للدعوة في خارطة الطريق, ورفضه المشاركة في مظاهرات الإخوان, وتفضيله للحوار والحل السياسي للخروج من الأزمة الراهنة, وهو ما رفضته جماعة الإخوان التي اختارت التصعيد واللجوء إلي الشارع والمظاهرات لعودة الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي. كان أول المواقف التي ظهر فيها التوحد في المواقف بين الإخوان والسلفيين الاستفتاء علي الإعلان الدستوري وكان الاتفاق علي التصويت بنعم, ولكن سرعان ما بدأت الخلافات تظهر بين الطرفين في الانتخابات البرلمانية حيث خاض كل فريق الانتخابات بقائمة منفصلة, ولكن هذا الخلاف لم يظهر بصورة واضحة للناس, وظن البعض أنه سيكون هناك تحالف بين كلا الطرفين تحت قبة البرلمان, ثم كان أول خلاف واضح عندما أصر حزب النور علي إعادة تشكيل اللجان النوعية بمجلس الشعب لتشمل كل القوي السياسية بدون إقصاء لأي فصيل وهو ما استجاب له حزب الحرية والعدالة. ثم كان الخلاف علي استمرار حكومة الجنزوري لرئاسة الحكومة حيث رأي الأخوان ضرورة إقالة الجنزوري وتشكيل حكومة جديدة, في حين رأي حزب النور استمرار الحكومة وإعطائها الفرصة حتي الانتهاء من الانتخابات الرئاسية لأن ظروف البلاد لا تستوعب هذا التغيير. وجاءت الانتخابات الرئاسية لتظهر عمق الخلاف بين الدعوة السلفية والإخوان وذلك بعد دعهما للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ورفضهم لمرشح الإخوان الدكتور محمد مرسي, ولكن عندما خرج أبو الفتوح من سباق الرئاسة في الجولة الأولي بدأ الاتفاق يعود من جديد بين الطرفين وقامت الدعوة بتأييد الدكتور محمد مرسي في جولة الإعادة ضد الفريق أحمد شفيق, ولكن سرعان ما دبت الخلافات من جديد عندما تجاهلت الرئاسة حزب النور في تشكيل الحكومة. ثم جاءت المبادرة التي أطلقها حزب النور للخروج من الأزمة الراهنة وإزالة حالة الاحتقان بين جميع القوي السياسية لتظهر عمق الخلاف بين الإخوان والسلفيين. فقررت الرئاسة إقالة الدكتور خالد علم الدين مستشار رئيس الجمهورية لأسباب أخلاقية وهو ما رفضه حزب النور الذي عقد مؤتمرا صحفيا للرد علي هذه الاتهامات, وتبرئة الذمة المالية لخالد علم الدين, ورد باستقالة نائب رئيس الحزب الدكتور بسام الزرقا مستشار رئيس الجمهورية من منصبه بالرئاسة. وبلغ حدة الخلاف بين الإخوان والسلفيين عندما رفضت الدعوة السلفية وحزب النور المشاركة في مليونية لا للعنف يوم21 يونيو ومليونية دعم الشرعية يوم30 يونيو, ثم مشاركة المهندس جلال مرة أمين حزب النور في اجتماع خارطة الطريق وهو ما دفع شباب الإخوان إلي اتهام قيادات الحزب والدعوة بأنهم خونة وعملاء لأمن الدولة, وأنهم سبب ضياع المشروع الإسلامي بمشاركتهم في خارطة الطريق ضد الشرعية. وبلغ هجوم الإخوان علي السلفيين ذروته خلال الأيام الماضية عندما حاولوا منع مؤتمر لحزب النور ببني سويف بحضور المنهدس جلال مرة والهتاف ضده. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أمتد ليصل إلي المساجد حيث حاول بعض شباب الإخوان منع الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية من إلقاء محاضرة بالإسكندرية وقاموا بترديد الهتافات ضده وضد الحزب والدعوة. وفي الفترة الأخيرة بدأ شباب الإخوان استخدام الكتائب الالكترونية في الهجوم علي قيادات الدعوة والحزب وكان النصيب الأكبر لنادر بكار مساعد رئيس حزب النور لشئون الإعلام الذين اتهموه بزيارة سرية للإمارات بعد30 يونيو, وهو ما نفاه بكار مؤكدا أن صفحات الإخوان تمارس الكذب كعادتها,مؤكدا أنه سيتخذ إجراءات قانونية ضد مسئولي صفحات إخبارية تابعة لأنصار الإخوان علي موقع فيس بوك.