في موسم يعتبره الكثير من أسوأ المواسم سينمائيا لقلة الجودة الفنية للأعمال المعروضة التي تضم مجتمعة مزيجا من البلطجة والدم المختلط بالرقص المبتذل وأغاني المهرجانات, يحسب لفيلم' هاتولي راجل' تغريده خارج سرب أفلام العيد بفيلم مختلف عما حوله. يقدم' هاتولي راجل' فانتازيا كوميدية لمجتمع مقلوب تبدلت فيه الأحوال وأصبح الشاب فتاة والفتاة شابا, واهتم بأدق تفاصيل ذلك فأصبح الرجل يتعرض للتحرش والقهر والسلطة النسوية في تسيير أمور حياتة واختيار ملابسه والاستئذان قبل الخروج أو العمل, بينما باتت شكوي الفتاة المصاريف. المخرج محمد شاكر حاك ثلاث قصص متصله لست شخصيات هم شريف رمزي وميريت وأحمد الفيشاوي ويسرا اللوزي وإيمي سمير غانم وأخيرا كريم فهمي الذي يظهر ممثلا إضافة لكونه كاتب السيناريو, وقد أظهرالمخرج تفاصيل صغيرة في المجتمع حتي لا تصبح قصة الفيلم في خيال المشاهد شيئا مستحيلا, فكانت لقطات الرجال وهم يشترون طلبات المنزل أو يطعمون الطيور المنزلية التي يتم تربيتها في المناطق الشعبية, ولا يشعر من يشاهد الفيلم أنه التجربة الأولي لمخرجه الذي عبر بالفيلم لبر الأمان' كتجربة أولي له' بينما كان تتر البداية تقليديا أقرب لتترات أفلام التسعينيات والموسيقي التصويرية كانت متميزة ومتنوعة. تيمة أفلام البنت المسترجلة المسيطرة والرجل الخاضع ضعيف الشخصية, تيمة غير مستخدمة كثيرا وكان آخر استخدام لها فيلم' غش الزوجية' لرامز جلال, ولكن تنوع القصص والأبطال داخل الفيلم وتوسيع دائرة القصة لتشمل مجتمعا كاملا جعل الفيلم ثريا بالدراما, واختيار أغنية الفيلم' مين بيكلم مين' الدويتو بين هاني وعادل وأمينة في منتهي الذكاء من صناع الفيلم, فهم يعلمون إن الصبغة الشعبية محبوبة في الأفلام حتي وان قلت جرعتها, فمزجت أغنية الفيلم بين مطرب هيب هوب وبين مطربة شعبية في أغنية هي الأخري منفردة خارج سرب أغاني الافلام المعروضة وتعبر عن القضية التي يناقشها الفيلم وأحمد الفيشاوي كان أداؤه مقنعا, وشريف رمزي كان اختيار دوره' كفتي ليل' خطوة جريئة منه نفذها باقتدار. اما السينارست والممثل كريم فهمي, فقد أصبح الشبه بينه وبين شقيقه نقمة وليس نعمة, فكريم فهمي هو شقيق أحمد فهمي الممثل والسيناريست أيضا, والتشابه بينهما في الشكل كبير وذلك ليس في صالح' كريم' مالم يجعل لنفسه بصمته الخاصة مع الجمهور, وقد ظن الكثيرون قبل نزول أفيش الفيلم وذيوع أخباره وقبل أن يشاهدوا عرضه أن البطل هو أحمد فهمي وكانت ملاحظتهم أن وزنه زائد قليلا, وتأكد الأمر بعد ظهور الممثلة' ميريت' في الفيلم ومازالت صورتها الذهنية لدي الجمهور مرتبطة بظهورها مع أحمد فهمي قبل شهور في مسلسل' الرجل العناب', أما عن كريم فهمي السيناريست فتغيير قصة الفيلم من قصة واحده إلي ثلاث قصص كان قرارا حكيما ومثاليا.. لأن القصة الواحدة كانت ستجعل الفيلم ممطوط الأحداث شبيها بكثير من الأعمال التي عرضت لنفس التيمة, خاليه من التنوع, ولكن أمرا لم يكن منطقيا وسبح عكس تيار الفيلم المقلوبة أحداثه وهو تفكيره بالزواج من زوجة ثانية أو حتي مجرد إدعاءه لذلك في أحداث فيلم اندمج فيه الجمهور علي سير كل شئ عكس اتجاهه الصحيح, يسرا اللوزي كانت مناسبة لدور الفتاة الجريئة المتحررة من قيود المجتمع وتبحث عن متعتها متقمصة شخصية شباب في المجتمع من نفس النوعية, وايمي سمير لم يكن الدور جديدا عليها فقد قدمت في غش الزوجية نموذجا قريبا مما قدمته في فيلم' سمير وشهير وبهير' كانت جريئة فيه بصورة قريبة مما قدمته بالفيلم, أما الأكشن الذي قدمته' ميريت' إبنة الفنانة شيرين فقد كان محركا لإيقاع الفيلم, وجعلت الجمهور ينتظرون ظهورها طوال الأحداث,' ميريت' التي تصعد السلم داخل الوسط الفني ببطء وتأن في اختيار أدوارها وكان أداؤها مميزا في الفيلم جمعت بين التراجيديا والكوميديا والأكشن, ودورها في الفيلم هو شهادة نضوجها فنيا لتصبح مؤهلة للظهور كبطلة في الأفلام قريبا, ويبدو أنها ستكون منافسا شرسا وبديلا جديدا للعديد من النجمات, ووسط ضيوف الشرف الكثيرين في الفيلم كانت فاكهة الفيلم الفنانة شيرين' دينا' التي عادت مع' مسعود' سمير غانم بعد أن اشتاق الجمهور لرؤيتهما معا.. فبمجرد رؤيتهما معا يستحضر ضحكات مسرحية' المتزوجون' لا إراديا.