وجه علماء الأزهر المشاركون في القافلة الدعوية المشتركة بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف, التي زارت مصانع العاشر من رمضان أمس, عدة رسائل للشعب المصري خاصة العاملين ورجال الأعمال والمستثمرين, طالبوهم فيها برفع طاقة العمل والإنتاج من أجل نهضة مصر. وشدد العلماء علي أن تقدم مصر مرهون بزيادة الإنتاج والجودة والكفاءة والإتقان في العمل بشتي أنواعه فخير لمصر وشعبها أن يأكلوا من عمل أيديهم. وقال الشيخ محمد زكي رزق, الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني, إن الإسلام الحنيف فيه دعوة صريحة لإعمار الكون بالعمل الصالح, وإن المسلم مطالب بالقيام بمهام الاستخلاف في الأرض والمولي عز وجل قدم الضرب في الأرض والسعي علي الرزق علي الجهاد في سبيل الله فلولا هؤلاء ما كان هؤلاء فلولا الضاربون في الأرض ما كان المجاهدون في سبيل الله. وشدد علي أن الإفساد في الأرض وقطع الطرق وتخريب المنشآت وسفك الدماء, أشد حرمة عند الله, مشيرا إلي أن معالجة القصور لا يكون من خلال معاول الهدم بل يكون بمزيد من العمل الصالح والإحسان ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها مشددا علي أن الإضرار بمصالح الوطن وتعطيل الإنتاج هو قتل للناس جميعا. ووجه الدكتور سعيد عامر, أمين لجنة الفتوي بالأزهر, عدة رسائل للعاملين ورجال الأعمال والمستثمرين, كل علي حدة, فقال لرجال الأعمال قاطبة: اجعلوا أعمالكم في سبيل الله وعمارة الكون وإسعاد البيوت والأسر و النهوض بالمجتمع والرقي به.وقال للعاملين والقائمين علي الأعمال: راقبوا الله في أعمالكم وأحسنوها فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا. وقال في رسالته لرجال الأعمال والمستثمرين خارج مصر ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين إن خزائن الأرض تناديكم وترحب بكم فلبوا ندائها فهي بلد الأمن والأمان إلي يوم الدين فأهلها في رباط إلي يوم القيامة وكما جاء في التوراة من أراد مصر بسوء قسمه الله. وقال الدكتور حسن خليل, الباحث الشرعي بمشيخة الأزهر, إن انطلاقة الأزهر ووزارة الأوقاف بقوافل الدعوة إلي التجمعات العمالية يهدف الي تشجيع اليد العاملة التي يحبها الله ورسوله فمنبر العمل لا يقل شأنا عن منبر الدعوة والقائم علي الآلة لينتج ويصنع لا يقل أجرا عن الساجد والراكع و مصر أحوج ما تكون هذه الأيام إلي السواعد المنتجة التي تعمر وتبني لا التي تهدم وتخرب. من جانبه أوضح الشيخ محمد عبدالرزاق, وكيل وزارة الأوقاف, أن النبي صلي الله عليه وسلم حث المؤمنين علي العمل والتنمية فقبل يد الصحابي التي خشنت من كثرة العمل وقال: هذه يد يحبها الله ورسوله: ولنا في رسولنا القدوة فقد كان يعمل في التجارة وموسي عليه السلام في رعي الأغنام والصحابة رضوان الله عليهم كانوا يعملون في التجارة. وناشد جميع المصريين كسب المعركة التي تخوضها مصر من اجل التقدم والرقي, الطالب يذاكر دروسه والصانع يتقن عمله والزارع يتقن زراعته والأم في بيتها ترعي أولادها والأب يسعي لجلب الرزق وهو ما يدل علي اهتمام الإسلام بالعمل والتشديد علي ضرورة اتقانه.