بيتهوفن أبو زهرة.. الطاحونة.. وأبوعقرب.. والحمص والبلستيشن.. كلها مرادفات للمصلحة, كما يتداولها نشطاء عالم الادمان من الشباب علي المقاهي والنواحي وفي النوادي وفي المدارس والجامعات وهذه المصطلحات للكميا أو للحبوب المخدرة شائعة أيضا بنفس النسبة ليس بين الأولاد فقط لكن أيضا بين الفتيات في النوادي والجامعات. فالكميا أو المصلحة أصبحت تتداول الآن بسهولة وسرعة أكثر من أي نوع مخدر آخر وذلك لرخص ثمنها وسهولة تسويقها وتأثيرها القوي والسريع والفعال للهروب من الواقع الحالي إلي عالم افتراضي تقابل فيه من تحب.. وتحقق فيه ما لم تستطع تحقيقه في الواقع فمن هذه الأنواع الكميا ما يجعلك تبحر في الوهم لتري نجوم السينما.. وتسمع أحلي موسيقي في العالم لدرجة انك ربما ترقص منفردا وسط الشارع, ومنها من يجعلك تقابل من فقدت من عائلتك في رحلات إلي الماضي وآخر يجذبك إلي المستقبل جذبا لتقابل أشخاصا سيولدون بعد001 عام.. لتحيا حياة لم تكن تتخيلها.. لكنك ستفيق من رحلة الكميا إلي واقع مؤلم بجلطات في الدماغ وفشل كلوي وموت في الخلايا الدماغية.. ونزيف في الرئتين وربما لا تعود من هذه الرحلة بدا لأن الكميا تسبب الموت الدماغي.. بعض هذه الحبوب عشبي, أي انه مستخلص من نباتات ما, والبعض الآخر تخليقي أي مصنع من مواد كميائية, ولذلك أطلق عليها الكميا وهناك تركيبة ثالثة تجمع بين الأعشاب والكمياء وكلها تركيبات ذات تأثير نفسي هدفها تغيير طريقة تفكيرك وطريقة تصرفك تجاه الأزمات والمواقف المختلفة, لكن الشيء المتفق عليه الوحيد كناتج لهذه الحبوب هو أن الشخص بعد عدد ثلاث أو أربع جرعات سوف يصبح عضوا في نادي الادمان الكميائي, فهي أسرع في تحويل الشخص إلي مدمن حوالي4 مرات من أنواع المخدرات الأخري وهي أسرع حتي من الهيروين, كما يقول الدكتور ابراهيم أبوالمحاسن أخصائي علاج الادمان. ويضيف أن هذه المخدرات الكميائية من الغريب أنها تباع بشكل علني في معظم الصيدليات فقط يقوم بعض التجار بكتابة عبارة واحدة علي البطاقة التعريفية للمخدرات المعروضة للبيع وهي غير صالحة للاستهلاك الآدمي, وبذلك يهرب بائعو الأقراص المخدرة علي القانون ويتجنبون أي آثار سلبية ومخاطر قد تقع عليهم أو أي مسئولية قانونية, حيث أن بعض هذه الأنواع المخدرة من المركبات الكميائية مقيدة في مجال علف وتربية الحيوانات. حبوب السعادة أو المصلحة كما يطلق عليها مدمنو الحبوب المخدرة الكميا وتقول الدكتورة ايمان حسبوا المتخصصة في علاج الادمان أن معظم هذه الحبوب أو الكميا كانت تستورد من الدول الأوروبية ودول شرق آسيا ومن الهند وأمريكا اللاتينية, وكانت تدخل إلي مصر في حاويات كبيرة علي أساس انها لعب أطفال أو في بالات الملابس أو الأجهزة الكهربائية.. وبعضها كان يتم تهريبه من الصحراء الغربية أو من السودان. وتضيف الدكتورة أميمة أنه الآن أصبحت الكميا أو الحبوب المخدرة تصنع في مصر في مصانع بئر السلم, حيث يتم خلط نسب من الحبوب الأصلية كالترامادول والتامول وباقي عائلة الحبوب المخدرة بتركيبات أخري ومواد كيميائية تضاعف من تأثير الهلوسة وتسعي لإدخال الشباب في مراحل متقدمة من الادمان.. مما يجعل المتعاطي للكيمياء في البداية يشعر بالسعادة ويكون اكثر تركيزا وهدوءا واكثر رومانسية. ويؤكد الدكتور موريس حنا استاذ الانف والاذن والحنجرة ان بعض المدمنين للكيمياء يقومون الان بطحن الاقراص المخدرة الكميا وشمها او تعاطيها عن طريق الانف.. وهو غالبا يبدأ بنوع واحد ثم المدمن تركيبه من الاقراص المخدرة ليتجرعها عن طريق الانف تماما مثل مسحوق الكوكاين أو الهرويين وهي قضية في منتهي الخطورة لانه يزيد من سرعة عجلة تحويل الشاب الي مدمن كميا كما أن استنشاق الكميا عن طريق الانف قد يؤدي الي تلف لايمكن علاجه بالاضافة الي انه يزيد من نسبة الوفاة بالازمات القلبية ويؤدي الي سرعة الاصابة بالجلطات في الرئتين والمخ والموت الدماغي. أما اخطر انواع الحبوب المخدرة فهي الكميا والموجودة الان بالاسواق المصرية وهي حبوب تأخذ عن طريق البلغ وهي شديدة التأثير, حيث ان المتعاطي يشعر بها بعد ساعة واحدة من التعاطي كما يقول د. جمال ابو الجود صيدلي حيث يجعل المتعاطي يعيش في حالة من الوهم يري اشياء الوانا ويسمع موسيقي ويقابل كائنات فضائية ويتحدث معهم ويري شخصيات تركت حياتنا الي العالم الآخر ويقابل نجوما وشخصيات سينمائية مثلا لايشعر بالزمن ولا المكان ممكن ان يذهب الي الماضي أو يطير الي المستقبل.. لكن التأثير السيئ له انك تصبح مدمنا لأخطر انواع الكمياء ويعد فترة لاتزيد علي شهر يدخلك في رحلة اخري من الاكتئاب التي تحول المدمن الي شخص عدائي لايمكن توقع الأعمال التي يمكن ان يقوم بها. ويضيف الدكتور جمال أن هناك العشرات من الاقراص المخدرة او مايطلق عليها الكميا وهي كلها تنتمي لعائلة الامفينداسين وهي مواد عرفت منذ عام1930 كدواء للشم كعلاج للاحتقان والزكام واحيانا كأقراص لعلاج النوم واستخدم المحاربون الاقراص المخدرة في الحرب العالمية الثانية للتغلب علي الاجهاد ويظلون يقظين لفترات طويلة وخرج منها الترامادول والتامول وباقي اسرة الاقراص المخدرة الكمياء التي اصبح يستخدمها الان بشدة سائقو التاكسي والتوك توك وسيارات النقل الكبير, حيث تجعلهم اكثر تركيزا خاصة وان معظمهم يستمر في القيادة الي ثلاثة أو أربعة أيام متتالية دون نوم أو راحة بفضل الكمياء لكم الذي لايعرفه السائق خلاف انه يتحول الي مدمن انه مع طول السهر والتعاطي للكميا يولد حالة نفسية سيئة ويؤدي الي تلف في خلايا المخ وهي غير قابلة للعلاج حيث ان الحبة الواحدة من الكميا تحتوي علي100000خلية من خلايا الدماغ وهي مختلفة عن مما في خلايا الجسم العادية مما يؤدي الي خلل في تركيب الخلايا.. كما أن خلايا الدماغ أذا تلفت فلن تعوض بعكس باقي خلايا المخ.