وسط موجة من أفلام الفوضي والعنف التي عرضت في عيد الأضحي الماضي يأتي فيلم' هاتولي راجل' واحدا من الأفلام القليلة المتميزة التي تقترت من حافة تجارب السينما الناضجة. حيث ناقش عالما تزداد فيه النساء أضعاف الرجال, وهو ما جعل اليد العليا في المجتمع للنساء الذين امتلكوا زمام الأمور بشكل كوميدي فانتازي, الفيلم بطولة مجموعة النجوم الشباب منهم' شريف رمزي وأحمد الفيشاوي وإيمي سمير غانم', تأليف كريم فهمي وإخراج محمد شاكر خضير, نجوم وفنون التقت الفنان الشاب شريف رمزي في الحوار التالي: بداية هل هناك ربط بين اسم الفيلم وجماعات الإسلام السياسي ؟ من المثير للضحك أنه عندما نزل الإعلان الترويجي للفيلم باسم' هاتولي راجل' تصور كثيرون أن الفيلم مأخوذ من عبارة الشيخ' محمود شعبان', التي قالها علي إحدي القنوات الفضائية, وهو ما جعل بعض الشباب يتحدثون عن أنه فيلم ينتقد تيارات الإسلام السياسي, لكن بعد نزول الفيلم لصالات العرض اكتشف الجمهور أن موضوع الفيلم مختلف تماما, وأنه فيلم كوميدي يعتمد علي الفانتازيا. هل استفدتم من اسم الفيلم جراء هذا اللبس الذي حدث؟ في رأيي أننا لم نستفد من الربط الذي حدث بين اسم الفيلم والشيخ شعبان, بل علي العكس أعتقد أن هذا الربط يصب في جانبه أكثر, لكن بالنسبه للفيلم فإن موضوعه هو الذي فرض علينا هذا الإسم بعد أن كان الإسم المقترح في البداية هو1/6, لكن بعد المونتاج فضلنا اسم' هاتولي راجل', لأنه يدخل في السياق العام للرواية. لوحظ أن التحضير للفيلم أخذ فترة طويلة ما السبب ؟ مالا يعرفه الجمهور أن هذا الفيلم استغرق وقتا طويلا جدا في التحضير له, فالفكرة قدمها لي المؤلف كريم فهمي من فترة, وكانت بطولة مطلقة, لكن فضلت أن تكون البطولة جماعية, لأن ذوق الجمهور يذهب للبطولات الجماعية أكثر, خاصة عندما تكون من مجموعة نجوم شابة, لذلك طلبت بعض التعديلات في السيناريو حتي تتماشي مع أفكاري, وعندما انتهي كريم من التعديلات وأصبح السيناريو جاهزا سألني عن اسم المخرج الذي يستطيع ترجمة الفكرة إلي واقع, فقلت له فكر معي فوجدته يقدم لي أفلاما قصيرة للمخرج الشاب' محمد شاكر خضير', وما أن شاهدت أفلامه القصيرة حتي اقتنعت بأنه مخرج الفيلم. كيف تغامر بمخرج في بداية طريقه مع مجموعة من النجوم الشابة ؟ أعلم ما ترمي له من وراء سؤالك, لكن دعنا نتحدث بصراحة, فالسينما الآن تمر بأزمة كبيرة, ولا يوجد منتج يريد أن يصرف أموالا ولا يعود عليه أرباح, لذلك حتي نخرج من هذه المعضلة علينا أن نصنع أفلامنا متوسطة التكلفة بنجوم شابة حتي تستمر صناعة السينما, وهناك العديد من الأمثلة التي حققت نجاحا بنجوم شباب مثل فيلم' سهر الليالي' وغيره من الأمثلة, لذلك علينا إعطاء الفرصة للمخرجين الشباب الذين يمتلكون الموهبة, لكن المهم أن تكون باقي عناصر الفيلم مصنوعة بشكل جيد. قصة الفيلم غريبة خاصة أنها تدعو لقهر الرجال؟ بالعكس القصة تحكي عن عالم افتراضي يكثر فيه النساء أضعاف الرجال, مما يجعل القوة الأساسية في المجتمع في يد النساء اللائي يتحكمن في الرجال, لكن بشكل كوميدي خال من الإسفاف, فأنا أعرض مشكلة مفادها: أن الرجل لو تنازل عن جزء من رجولتة مقابل عاطفته من الممكن أن يفقد احترامه لنفسه, لأن المجتمع الطبيعي لا يقبل أن تتحول السلطة ليد النساء, وهذا المعني يتماشي مع مجتمعاتنا الشرقية. ما أصعب المشاهد التي صادفتها أثناء التصوير؟ هناك مشهد صعب عندما طلبت' مي دنيا' أن أرقص معها فقد تخوفت كثيرا لأن الجمهور من الممكن أن لا يتقبل ذلك لأن الأدوار انقلبت وتبدلت بين الرجال والنساء, وأصبح الرجل هو من يخاف علي نفسه وليست المرأة. هل تدخلت في توقيت العرض ؟ لابد أن نتفق علي مبدأ مهم, وهو أن حدود الممثل تقف عند الانتهاء من التصوير, أما المخرج فيستطيع أن يكمل الفيلم إلي أن تكون نسخة العرض جاهزة, ومن هنا يأتي دور المنتج والموزع, وأنا نشأت في بيت واحد من أكبر المنتجين والموزعين في مصر, وأعرف تماما مسألة خريطة العرض, وما هو الوقت المناسب لعرض الفيلم, لذلك لا أستطيع التدخل في اختيار التوقيت. كيف تري الموسم السينمائي في عيد الأضحي ؟ بلاشك السينما حاليا تمر بأزمة, نتيجة الحالة السياسية والأمنية التي تمر بها مصر, لكن علينا أن نحاول الوقوف بجوار بعضنا حتي نعبر هذه المحنة ونستعيد المكانة العالية للسينما المصرية, لذلك علينا التفكير في صنع أفلام متوسطة إلي أن تسمح الظروف بصنع أفلام عالية التكلفة, أما من ينتقد أفلام العيد ويتهمها بأنها ضد السينما, فأنا أري أن الفن يستوعب الجميع والجمهور هو الحكم الذي يقبل أو يرفض ما يعرض عليه.