الجمهور يتعلق بالأفكار الغريبة.. والبطولات الجماعية هى التى تعيش أكثر فيلم «هاتولى راجل» من الأفلام الصعبة إنتاجيًّا بشكل كبير لأنه مُكلف عادل إمام اتصل به وقال له «ما تضيعش نفسك واعمل أدوار حلوة ودورك عاجبنى فى الفيلم يعود شريف رمزى إلى السينما من جديد بعد غيابه عنها لفترة طويلة من خلال فيلم «هاتولى راجل» الذى افتتح موسم عيد الأضحى مبكرًا، وذلك بعد ما يقرب من ثلاث سنوات تحضير لهذا الفيلم، بسبب التوتر السياسى الذى شهدته البلاد فى الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى عدم وجود منتج يغامر بهذا الفيلم فى ظل هذه الظروف الصعبة. شريف فى حواره مع «التحرير» كشف عن اختياره لفكرة هذا الفيلم، وعن استغراقه لكل هذه الفترة، بالإضافة إلى موضوعه الغريب. حيث أكد أن فيلم «هاتولى راجل» من الأفلام الصعبة إنتاجيًّا بشكل كبير لأنه مُكلف، وكانت السنوات التى تلت الثورة قد شهدت توقف بعض شركات الإنتاج الكبيرة عن الإنتاج، وكان من الصعب إيجاد منتج يتبنى فيلمًا مثل «هاتولى راجل» بتكلفة كبيرة، لأن الفيلم بعيد تماما عن الأفلام قليلة التكلفة أو ما تسمى أفلام المقاولات، نظرًا إلى ظروف البلد، والانفلات الأمنى، بالإضافة إلى أن الفيلم كان يتطلب التصوير فى الشوارع والتغيير بين مكان وآخر، ولذلك أخذ الفيلم فترة طويلة من التحضير والتصوير. وعن تغيير اسم الفيلم من «6-1» إلى «هاتولى راجل» قال شريف إن قصة الفيلم من البداية كانت تدور حول ست سيدات أمام رجل واحد، ولكن ما حدث هو أن هناك لبسًا وربط أحداث الفيلم بكرة القدم بسبب مباراة الأهلى الشهيرة بين الأهلى والزمالك، فحاولوا أن يبتعد الفيلم عن كل ذلك فقاموا بتغييرات عديدة على السيناريو، بالإضافة إلى اختيار عنوان «هاتولى راجل» بعد نجاح هذا الإيفيه مع الجمهور، عندما قاله أحد المشايخ، وقاموا بعمل استفتاء لاختيار الاسم الأنسب للفيلم من خلال الإنترنت، وكان الاستفتاء بين ثلاثة أسماء منها اسم «اتقى شر الحريم»، وفى النهاية اختار الجمهور اسم «هاتولى راجل». وأكد شريف أن الاختيار جاء لهذه الفكرة الغريبة التى تدور فى عالم افتراضى وليست فانتازيا، ولكنه مبنيًّا على افتراضية سينمائية فى العالم كله وهى «مازلو»، وفى الفيلم تجد الستات يسيطرن على المجتمع، وأصبحن يقمن بكل ما يقوم به الرجل، من خلال اكتشاف فى عام 1940 لهرمون من الممكن أن يلغى فكرة الرجولة، وقاموا بحقن الرجال فأصبحت كل الذرية سيدات والوصول إلى عام 2013، وأصبح العالم كله سيدات مثل سواق التاكس والغفيرة وضابط الشرطة، وأصبح الرجل عملة نادرة والتعرض إلى المشكلات التى يمر بها الرجال والسيدات مع بعض وعلاقاتهن مع بعض، وسيجد أى رجل نفسه فى شخصيات الفيلم التى تقدمها السيدات والعكس صحيح بالنسبة إلى البنت. أما عن اختيار لفكرة الفيلم الغريبة إلى حد ما، قال شريف إن الأفكار الغريبة هى التى تعجب الجمهور أكثر حتى تستطيع جذب الجمهور وتجعله ينزل من بيته ويذهب إلى السينما، وكان لا بد من عمل محترم يسهم فى عودة الصناعة مرة أخرى، وأكد «أن (هاتولى راجل) هو الفيلم الشيك الوحيد من أفلام العيد اللى ممكن الناس تدخل تشوفه فى السينما، لأنه بمجرد عرض إعلان الفيلم وكل الشباب على الإنترنت أشادوا به قبل عرضه وقالوا أخيرا هانشوف فيلم لا يوجد به غناء ورقص»، موضحا أن صناع السينما شاركوا فى تدهور الصناعة وأسهموا فى انتشار أفلام البلطجة والرقص والشعبى، لأن الصناع عندما وجدوا إنجذاب الجمهور إلى نوعية معينة نشروها بشكل أكبر دون الاهتمام بالنوعيات الأخرى. وقال شريف: «إن هند صبرى اتصلت به وهنأته على الفيلم قبل عرضه، وقالت له إن الفيلم سيسهم فى تغيير الواجهة التى انتشرت فى الفترة الأخيرة نحو الأفلام الشعبية، ولكن هذا الفيلم يحترم الجمهور بعيدًا عن الرقص والغناء الشعبى والألفاظ الخارجة، فلا يصح أن يتم تحويل السينما إلى أفلام بلطجة وراقصات»، مشيرا إلى «أنه مع احترامه للناس الذين يعملون الأفلام الشعبية وتنجح، ولكن المهم أن تكون هناك نوعيات أخرى من الأفلام لأنه ضد منعه أى فيلم يصنع، ولكن لا بد من وجود كل النوعيات من الشعبى والأكشن والرومانسى بدلًا من تحويل السينما كلها إلى أفلام رقص وبلطجة». وتحدث شريف عن البطولة الجماعية لفيلم «هاتولى راجل» قائلا «إن الجمهور يحب البطولات الجماعية أكثر، وعندما يكون الفيلم به أكثر من فنان شاب فهو أفضل من بطل واحد، لأنه من الصعب فى هذه الفترة أن يتحمل فنان منهم مسؤولية فيلم بمفرده، والجمهور يدخل الأفلام حتى يرى كل النجوم فى فيلم واحد، والفيلم مكتوب من البداية على أن يقوم ببطولته شريف رمزى بمفرده، ولكن بعد ذلك تقرر أن يكون به أكثر من شخصية وأكثر من بطل، بعدما وجد أن الأفلام التى تنجح يكون فيها أكثر من بطل، وحتى الأمريكان قاموا بذلك منذ فترة، لأن هذه الأفلام هى التى تعيش مع الجمهور». وأوضح شريف رمزى أنه يعمل فى السينما على فترات متقطعة، لأنه لم يجد أعمالًا تناسبه فى الفترة الماضية، وأنه جلس كثيرًا فى منزله يبحث عن فيلم مناسب بعد الثورة، ولم يجد فيلما يقدمه رغم أنه عُرض عليه عديد من الأفلام مع نجوم كبار، ولكنه لم يكمل قراء السيناريو لإيمانه بفكرة أنه لا يعمل من أجل الوجود أو البحث عن الأموال، وكانت مشاركته فى فيلم «سمير وشهير وبهير»، إيمانا منه أن فكرة الفيلم جيدة، وأنه سيحقق نجاحًا كبيرًا، وذلك ما حدث فى الفيلم، متمنيًّا أن يكون «هاتولى راجل» أن يكون على المستوى، وأن يتم وضعه فى تاريخ السينما كفيلم جيد بعد المجهود الذى تم بذله فيه على مدار ثلاث سنوات، حتى لو به أخطاء لأنه لا يوجد فيلم كامل. وقال شريف رمزى إن الزعيم عادل امام اتصل به وقال له «ما تضيعش نفسك واعمل أدوار حلوة، ودورك عاجبنى فى الفيلم وقالى ماتعملش حاجات أى كلام وحافظ على النجاح».