التغيرات السياسية والاجتماعية التي سيطرت علي الواقع المصري بعد ثورتي يناير ويونيو أظهرت آثار التيارات السياسية المتنوعة علي الجامعات بمختلف المحافظات الأمر الذي يهدد بقوة سير العملية التعليمية نتيجة للصدام بين الطلاب بسبب الآراء السياسية والحزبية مما أدي الي تحول أنشطة الأسر الطلابية بالكليات من اجتماعية وخدمية وثقافية ورحلات الي استقطاب وعنصرية بين الطلاب والانتقال بالحرم الجامعي من تبادل المعارف الي ساحة لاقتتال, وذلك ما سعي إليه قبل أسابيع ماضية التنظيم الدولي للإخوان الذي قام بضخ نحو1.5 مليار دولار لاشعال المظاهرات والوقفات الاحتجاجية ثم تطويرها لاعتصامات لافساد خارطة المستقبل باستغلال طلبة الجامعات التابعين لهم لتنفيذ المخطط وتعطيل الدراسة واحتلال الميادين المجاورة للجامعات بهدف زعزعة الأمن وضياع هيبة الدولة خاصة عندما شعر التنظيم أنه حقق عدة أهداف من أعمال العنف والإرهاب والاضطرابات في ظل خوف الحكومة من التعامل معها بجدية.. ملحق المحافظات يدق ناقوس الخطر بفتح ملف الأسر الطلابية بجامعة الأسكندرية التي وصل عددها الي280 أسرة بعضها يعتنق أفكار الأحزاب السياسية ذات المرجعية الدينية المتطرفة وينتهج اساليب الجامعات الإرهابية وقد تم تأسيس هذه الأسر مخالفة للوائح في ظل وجود رؤساء جامعات وعمداء كليات ينتمون لتنظيم جماعة الإخوان المحظورة. يقول الدكتور جلال زناتي مدرس التاريخ السياسي الوسيط ومستشار لجنة الأسر باتحاد طلاب كلية التربية بجامعة الأسكندرية, أنه يوجد بالجامعة وأشهرت بها280 أسرة برعاية الشباب أكثر من53% أسر تتبع أحزابا دينية ومدنية وحركات ثورية, موضحا أن أسرتي بناء وإشراقة تتبعان حزب الحرية والعدالة والأولي تم تعميمها بجميع كليات الجامعة, وأسرة كلمتنا حزب مصر القوية وركز النور السلفي, والميدان الدستور والمؤتمر حزب المؤتمر وغيرها من الأسر ذات الطابع الحزبي والثوري, مؤكدا أن الأسر التابعة للأحزاب الدينية بعد ثورة30 يونيو أخذت طابعا سياسيا يعبر عن أفكار واتجاهات الأحزاب بطبع ملصقات ونشر لافتات تندد بالثورة علي اعتبار أنها انقلاب علي الشرعية بالإضافة الي الصور والمنشورات التي أخذت من اعتصام رابعة العدوية شعارا للصمود ضد الجيش والشرطة والتحريض ضد رموزهما مما جعل ساحة وحرم الجامعة معركة بين الطلاب, وأشار الدكتور زناتي الي أن المطبوعات الفاخرة من صور ومنشورات ولافتات والأنشطة التي يقوم بها طلاب أسر الأحزاب الدينية خاصة الاخوان يدل علي الدعم المالي القوي من خارج الكليات ورعاية الشباب, ومؤكدا أن جماعة الإخوان المحظورة لم تكتف بأسرها الطلابية الموجودة بالجامعة, بل تقوم حاليا بتأسيس حركة سادة في صورة قوية وانضم إليها بعض الطلاب من أسرة الميدان التابعة لحزب الدستور وضم طلابا بحركة6 إبريل والتيار الثالث الرافضين للفلول والعسكر وأيضا الإخوان وأن أسر جماعة الاخوان تخالف لوائح تأسيس وأنشطة الأسر بالجامعة حيث أن أسرة بناء علي سبيل المثال تم تأسيسها بالمسمي نفسه بمعظم الكليات مع أن اللائحة ترفض اعتماد مسمي الأسرة المراد اشهارها إذا كانت موجودة بالمسمي في أي كلية أخري بالجامعة أي لا يجوز انشاء أسرة واحدة بعدة كليات وذلك خالفته أسر الأحزاب, مؤكدا أن أسرة بناء قبل30 يونيو كان نشاطها ضعيفا ولكنها أصبحت حاليا هي مصدر المظاهرات بالتنسيق مع أسرة إشراقة وأسر الأحزاب ذات المرجعية الدينية, بالإضافة الي ظهور أسر الخلايا النائمة للطلاب مثل أسرة نبض إخوان مسلمين وأسرة الكلمة كلمتنا حزب مصر القوية وأسرة التجديد والإصلاح حزب النور السلفي التي ازداد نشاطها خلال هذه الأيام. ويؤكد الدكتور جلال زناتي, أنه وصل الأمر الي قيام بعض الأسر بحشد الطلاب للمظاهرات والمسيرات اليومية المطالبة بعودة الرئيس السابق والدستور ومجلس الشوري وتهديد هذه المظاهرات المنشآت بالجامعة وتعطيل العملية التعليمية ومحاولات الخروج بالمسيرات عن حرم الجامعة إلي الشوارع والتي كان بدايتها الأسبوع الماضي وحدثت فيها اشتباكات بالحجارة بين الطلاب المؤيدين والمعارضين أسفرت عن إصابة نحو25 طالبا تم نقلهم للمستشفي الجامعي للعلاج وقمنا باعداد ميثاق عمل لأسر النشاط الطلابي تم تنفيذه علي عدد20 أسرة وكيانا بكلية التربية حيث أن ميثاق العمل يتضمن عدة اشتراطات وبنود لممارسة الأسر نشاطها وعلي رأس الاشتراطات حرية التعبير ولكن دون التعبير عن وجهة نظر وأفكار الأحزاب داخل الحرم الجامعي, وأي مظاهرات أو مسيرات ينبغي لاتحاد الطلاب وإدارة الكلية ومستشار اللجنة ورعاية الشباب أن يكون علي علم مسبق بها والملصقات لابد أن تكون معتمدة من إدارة الكلية أو مستشار لجنة الأسر باتحاد طلاب كل كلية والاسر التي ترفض التوقيع علي الميثاق تعتبر كيانا غير موجود بالكلية ولا يحق لها القيام بأي انشطة أو عمل وفي حالة مخالفة ميثاق العمل يتم حل الأسرة أو ايقافها لمدة تتراوح بين أسبوع وفصل دراسي كامل, مشيرا الي أن ميثاق العمل يتضمن أمنيا أن المظاهرات والمسيرات تكون مقصورة علي طلاب كل كلية فقط حرصا علي سلامة الطلاب, حيث أن أسر طلاب التيارات الدينية يشارك في مظاهراتها ومسيراتها جميع الطلاب بكليات الجامعة لكي يظهروا في صورة حشود كبيرة وذلك يخالف الميثاق, موضحا أنه خلال الساعات القليلة المقبلة ستشهد حل وشطب بعض الأسر التي ترفض التوقيع علي الميثاق أو تحريك مسيرات وإقامة وقفات احتجاجية مخالفة لشروط الميثاق وذلك للحفاظ علي سير العملية التعليمية ومنع الأيادي الخارجية التي تعبث وتستغل الطلاب لاشعال المظاهرات غير السلمية بالجامعة التي تهدد الأمن التعليمي والمجتمعي معا.